سوليوود «خاص»
تعد حركة «سينما نيو هوليوود»، من أهم المراحل الفنية في تاريخ السينما الأميركية، وقد وُلدت هذه الحركة وشاع استخدام مصطلح «سينما نيو هوليوود»، في مطلع سبعينات القرن العشرين، وهي تعبر عن حركة سينمائية خاصة بذاتها، جاءت مناهضة ومختلفة كليًا عن أفلام هوليوود الكلاسيكية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وحظيت بشعبية واسعة وحققت نجاحًا تجاريًا ونقديًا بالغًا؛ حيث إنها قدمت أعمالًا سينمائية اهتمت بتناول موضوعات اجتماعية غامضة ونقد الواقع وغيرت طرق السرد الكلاسيكية السائدة في تلك الفترة، مع تقديم نهايات للأفلام غير متوقعة؛ بعدما اعتاد صناع هوليوود، فيما سبق هذه الحركة، تقديم نهايات سعيدة للأفلام، وذلك في نمط تقليدي لكل الأعمال السينمائية.
أفلام مبتكرة في السينما الجديدة
نجح صناع الأفلام من الجيل الجديد في السينما الأميركية الجديدة في تقديم أعمال معقدة موضوعيًا ومبتكرة شكليًا وغامضة أخلاقيًا ومناهضة للمؤسسات؛ حيث إنهم أعادوا صناعة بعض الأنواع الكلاسيكية في هوليوود، مثل: أفلام الجريمة، والحرب، والأفلام الغربية، وسعى كثير من هذا الجيل من أجل محاكاة النهج الصارم الذي تبناه جان لوك جودار، وصناعة الأفلام كشكل من أشكال التعبير عن الذات، ولكن قِلة منهم امتلكوا الإبداع والدافع للنجاح في عالم الإنتاج السينمائي الحقيقي.
كان من أبرز الممثلين الذين شكلوا قوام هذه الحركة وساعدوا في نجاحها، صانع الأفلام والممثل هنري وارن بيتي، وهو يعتبر صانع الأفلام الوحيد الذي حصل على ترشيحات لتمثيله في فيلم وإخراجه وكتابته وإنتاجه. ويعد الممثل الأميركي جين هاكمان، من أهم المشاركين في أفلام هذه الحركة، وقد حاز جوائز عدة بسبب أدائه التمثيلي البارع. وانضم الممثل وصانع الأفلام الأميركي آل باتشينو، صاحب المسيرة المهنية البارزة لأهم ممثلي موجة نيو هوليوود، وقد امْتَدَّت مسيرته لأكثر من عُقُود حصل خلالها على العديد مِن الجوائز والتكريمات عن أدائه في التَّمثِيل؛ من بينها جائزة الأوسكار، وجائزة الأكاديمية البريطانية للأَفلام.
أبرز أفلام موجة «نيو هوليوود»
«Star Wars»:
فيلم أوبرا فضاء ملحمي صدر عام 1977، من تأليف وإخراج جورج لوكاس، ومن بطولة: مارك هاميل وكاري فيشروبيتر. ويحكي عن مجموعة من المقاتلين من أجل الحرية معروفين باسم «تحالف الثوار» تقودهم الأميرة ليا لتدمير محطة نجم الموت الفضائية. حصد الفيلم الذي ينتمي إلى حركة نيو هوليوود على العديد من الجوائز العالمية التي كان منها: جائزة البافتا لأفضل موسيقى أفلام عام 1979، وجائزة هوجو لأفضل عمل درامي 1978.
«Taxi Driver»:
يعد من أبرز أفلام سينما نيو هوليوود التي صدرت عام 1976، وهو من إخراج مارتن سكورسيزي، ومن بطولة: روبيرت دي نيرو، وجودي فوستر. وتدور أحداثه حول ترافيس بيكل، سائق التاكسي وجندي سابق في البحرية خلال حرب فيتنام، يريد تنقية مدينته من الفساد الذي انتشر فيها، وبثورة غاضبة منه لا يتبقى أحد من هؤلاء الذي يشعر بأنهم هم السبب في هذا الفساد.
رشح الفيلم لأربعة جوائز أوسكار، من ضمنها أفضل فيلم. وحصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وصنفه معهد الفيلم الأميركي في المركز الـ52 في قائمة أعظم 100 فيلم أميركي. وفي عام 1994 تم اختياره من أجل حفظه ضمن سجل الأفلام الوطنية من قبل مكتبة الكونجرس الأميركية؛ لما له من أثر «حضاري وتاريخي وجمالي».
«MASH»:
استنادًا إلى رواية ريتشارد هوكر عام 1968 بعنوان «ماش: رواية عن ثلاثة أطباء الجيش» جاءت قصة فيلم سينما هوليوود الجديدة، وأصبح أحد أكبر الأفلام في أوائل السبعينيات لشركة توينتيث سينشوري ستوديوز، كما حصد جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس عام 1969، وهو من إخراج: روبرت ألتمان، ومن بطولة: دونالد سثرلاند، وإليوت جولد.