عبدالرحمن كمال
في 21 يونيو الماضي، كان العرض الأول لفيلمي «باربي» للنجمة مارجو روبي، وفيلم «أوبنهايمر» للنجم كيليان ميرفي. وبدلاً من أن يزاحم الفيلمان بعضهما بعضًا، كما كان متوقعًا، خاصة أن وقت صدورهما كانت إيرادات شباك التذاكر بطيئة؛ عزز كل منهما الآخر بالفعل، مما أدى إلى خلق ظاهرة عالمية أطلق عليها النقاد اسم «باربنهايمر».
فيلم «باربي» للمخرجة جريتا جيرويج، عن قصة الدمية الأكثر شعبية في العالم، والتي، بعد خوضها رحلة للتعافي من أزمة وجودية، تصبح امرأة. أما فيلم «أوبنهايمر» للمخرج كريستوفر نولان، فهو فيلم سيرة ذاتية عن جيه روبرت أوبنهايمر، الفيزيائي الذي أشرف على اختراع القنبلة الذرية.
إن القاسم المشترك بين الفيلمين هو أن مخرجيهما صنعا أفلامًا أصلية بالكامل، أفلامًا تسترشد بإبداعهم. لقد كانت الروح الابتكارية لفيلمي «أوبنهايمر» و«باربي» هي التي ألهمت بدورها الجماهير لتكون مبدعة وتشاركية في قاعدتها الجماهيرية لكلا الفيلمين.
من أبرز صور النجاح الجماهيري انتشار من «الميمز» ومقاطع تيك توك الخاصة بالفيلمين والتأثر بهما، حتى الأزياء التي ارتداها الناس للذهاب إلى دور العرض، مرارًا وتكرارًا لتجربة «باربنهايمر».
كل ذلك بعد أن كادت جائحة كورونا أن تقضي تمامًا على الذهاب إلى السينما. أثبت الفيلمان أن متعة الذهاب للسينما لا تزال موجودة، فضلاً عن الأرباح. تجاوزت إيرادات فيلم «باربي» 1.4 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، وتجاوزت إيرادات فيلم «أوبنهايمر» مؤخرًا 950 مليون دولار.
كانت الظاهرة حاضرة بقوة أيضًا في سباق ترشحيات جوائز جولدن جلوب. حصد الفيلمان العدد الأكبر من الترشيحات، إذ ظهر اسم «باربي» في تسع فئات، أبرزها «أفضل فيلم كوميدي»، إضافة إلى جائزة الإخراج. فيما حصل «أوبنهايمر» على ثمانية ترشيحات للجوائز، أهمها في فئتَي «”أفضل فيلم درامي» و«أفضل مخرج».
في لقاء أجراه بطلا الفيلمين مع بعضهما البعض، أكدت مارجو روبي، التي شاركت في إنتاج «باربي»، إنها كانت واثقة بنسبة 90% من أن إنتاج الفيلم سيكون صفقة كبيرة ونجاحًا هائلاً، مشيرة إلى أن الأمر كله كان يتعلق بجريتا جيرويج. قالت «مارجو» إنه لو لم تكن هي المخرجة، لأصبحت خطوة إنتاج الفيلم كارثة مطلقة بالنسبة لها.
أما كيليان ميرفي، فلم يكن يظن أن الجمهور سيذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم عن صنع القنبلة الذرية، لكنه وافق على الفيلم لثقته بالمخرج نولان، الذي عمل معه في ستة أفلام على مدار 20 عامًا.
كان القائمون على إنتاج «باربي» يعرفون أن كريستوفر نولان اختار يوم 21 يونيو موعدًا لعرض فيلمه الجديد، ومع ذلك، أصروا على إصدار فيلمهم في نفس اليوم.
كانت النتيجة مفاجأة للجميع، فالجمهور كان متحمسا جدًا لصانعي الأفلام. كان الجمهور متشوقًا لفيلم كريستوفر نولان القادم ومتأهبًا لفيلم جريتا جيرويج القادم.
كانت مشاهدة الفيلمين في نفس الوقت أمرًا مثيرًا، أفرزت ظاهرة «باربنهايمر»، التي مثلت لحظة إعلان تعافي السينما من جائحة كورونا.