سوليوود ( مصر )
محمد النجار
تعتبر حكاية دخوله مجال التمثيل فى السينما من الحكايات الغريبة التى لا تخلو من الطرافة، حيث إن الفتى رمزى منذ نعومة أظافره وهو يحلم بسحر السينما خاصة عندما وصل إلى مرحلة الشباب وشعر بذاته جديرًا بهذا الشرف، كانت علاقة الصداقة التى تربطه بـعمر الشريف الذى كان يهوى السينما هو الآخر من العوامل التى رسخت الفكرة فى ذهنه، وكان هناك لقاء دائم بينه وبين عمر وشخص آخر فى جروبى وسط البلد، وفى أحد هذه اللقاءات التقى هذا الثلاثى بالمخرج يوسف شاهين الذى يسأل عمر وأحمد رمزى أسئلة عديدة وظل رمزى يحلم بفكرة السينما، وتوقع أن يسند له شاهين دورًا، ولكنه فوجئ فى أحد الأيام بصاحبه عمر الشريف يخبره أن «شاهين اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد «صراع فى الوادى»، وكان ذلك عام ١٩٥٤.
وأوضح «الفنان القدير أحمد رمزى خلال حوار من ذاكرة ماسبيرو الى أنه صدم لكنه لم يحزن لأن الدور ذهب لصديقه عمر، فظل الحلم يراوده وعندما أسند يوسف شاهين البطولة الثانية فى نفس العام لـعمر الشريف فى فيلم «شيطان الصحراء» ذهب معهم رمزى وعمل كواحد من عمال التصوير حتى يكون قريبًا من معشوقته السينما.
ولفت «رمزى» فى ليلة عندما كان جالسًا فى صالة البلياردو كعادته لمحه المخرج حلمى حليم ولاحظ سلوكه وتعبيراته فعرض عليه العمل معه فى السينما وسعد جدًا بذلك، وكانت أول بطولة له فى فيلم «أيامنا الحلوة» عام ١٩٥٥، والطريف أن البطولة كانت مع صديقه عمر الشريف والوجه الجديد وقتها عبدالحليم حافظ لينطلق أحمد رمزى بعدها فى سماء الفن.
وتحدث الفنان القدير عن نشأته قائلًا.. إنه وُلد فى محافظة الإسكندرية، وكان والده طبيبًا مصريًا هو الدكتور محمود بيومى ووالدته اسكتلندية هى هيلين مكاي.
درس فى مدرسة الأورمان ثم كلية فيكتوريا وبعدها التحق بكلية الطب ليصبح مثل والده وأخيه الأكبر، ولكنه رسب ثلاث سنوات متتالية فانتقل إلى كلية التجارة حيث أكمل دراسته بها إلى أن تخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس، ولقد توفى والده سنة ١٩٣٩ بعد أن خسر ثروته فى البورصة وعملت والدته كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربى ولديها بمرتبها حتى أصبح ابنها الأكبر حسن طبيب عظام على نهج والده. ثم اشتهر أحمد رمزى بعد أن اكتشفت موهبته فى السينما والرياضة.
وأشار «أحمد رمزى» إلى أنه قدم أعمالًا مهمة عبر فيها عن مشاعر ومشكلات شباب وجيل العشرينيات أصحاب الجسد الممشوق والقوام السليم حيث كان من هواة الرياضة، وتوالت أدوار وأعمال رمزى التى بلغ عددها ١٠٠ فيلم فى مدة ٢٠ عامًا هى عمره السينمائى الذى أنهاه أول مرة فى منتصف عقد السبعينيات بعد انتهائه من تصوير فيلم «الأبطال» مع فريد شوقي.
وكشف «رمزى» أنه فى منتصف عقد السبعينيات كان قراره بالاعتزال لسبب أنه شعر أن الأوان لم يعد له، مع بروز نجوم شباب مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته جميلة فى عيون جمهوره الذى اعتاد عليه بصورة معينة، فكان الاعتزال الذى استمر عدة سنوات أعقبها عودته بعد أن نجحت فاتن حمامة بالعودة للتمثيل من خلال سباعية «حكاية وراء كل باب» التى أخرجها المخرج سعيد مرزوق.
ونوه «الفنان القدير إلى أنه بعدها كان قرار أحمد رمزى بالغياب مرة أخرى، بعد انشغاله فى مشروع تجارى ضخم اعتمد فيه على بناء السفن وبيعها وهو المشروع الذى استمر يعمل فيه طيلة عقد الثمانينيات وحتى بداية عقد التسعينيات حين اندلعت حرب الخليج الثانية وتأثرت تجارة رمزى إلى الحد الذى بات فيه مديونًا للمصارف بمبالغ ضخمة تم بمقتضاها الحجز على كل ما يملك.
المصدر : موقع البوابة نيوز