سوليوود (الرياض)
يعد المخرج السينمائي ممدوح سالم أحد أبرز الشباب السعوديين الذين يعملون على صناعة تاريخ جديد للسينما السعودية، وسواء أعلى مستوى إخراج الأفلام السينمائية أم على مستوى تنظيم المهرجانات السينمائية في الداخل، فإن اسم «ممدوح سالم» لا بد أن يكون واردا في طليعة السينمائيين السعوديين الذين يكافحون من أجل تكريس هذا النوع من الفنون نشرت جريدة الشرق هذا الحوار الصحفي مع المخرج..
• ماذا حققت من خلال تجربتك السينمائية؟
– قدمت ما يقارب عشرة أفلام تنوعت بين القصيرة والوثائقية، شاركت منها أربعة أفلام في أكثر من 30 مهرجانا سينمائيا دوليا، حققت من خلالها جائزتين، وأسعى جاهدا لتحقيق صناعة سينمائية بهوية سعودية.
تجربة مميزة
• عرفتك الساحة المحلية بوصفك منظم أول عروض سينمائية تجارية في المملكة.. كيف تتحدث عن هذا الإنجاز؟ وما الأشياء التي بقيت في ذاكرتك من هذه التجربة؟
– أرى أنها تجربة متميزة وحافلة بكثير من المنجزات التي أفخر بها، وبما أن هذا الحدث الاستثنائي مازال راسخاً في ذاكرة الجمهور السعودي، فإن ذلك يؤكد أنه إنجاز ترك بصمة واضحة، ومن الممكن أن نقول إنه ساهم في نشر حب السينما لدى عديد من الشباب وخصوصاً أننا وجدنا نبرة التأييد من عديد من المحبين للسينما.
• بوصفك صاحب عدد من المشاريع السينمائية الرائدة في المشهد المحلي، كيف تقيم التجارب الشبابية التي عرفت طفرة كبيرة واندفاعا كبيرا خلال الأعوام الأخيرة؟ وما الذي تحذر هؤلاء منه؟
– بالفعل الشباب برزوا في عديد من الأعمال في المشهد السينمائي لدينا في الآونة الأخيرة، وهو ما يبشر بأن هناك حراكا سينمائيا أكثر من رائع في خوض التجربة السينمائية ولتأسيس هذه الصناعة في المملكة، ولكن نطلب منهم بعد هذه الثورة الشبابية في السينما أن يحددوا العمل الذي يحتوي على أساليب من شأنها أن تطور من مستواهم في جميع المجالات التي يتفرع منها العمل السينمائي، وطرح القضايا الإنسانية والاجتماعية، والاستفادة من تجارب الآخرين لنبدأ من حيث وصل الآخرين.
بصمة النجاح
• برزت خلال السنوات العشر الماضية جماعات سينمائية في المناطق الرئيسة في المملكة، وأقامت عدة مهرجانات حتي تم إيقافها، منها مهرجان جدة للأفلام، مسابقة الأفلام السعودية في المنطقة الشرقية، ومجموعة تلاشي السينمائية في الرياض.. وغيرها، كيف تنظر إلى هذه التجارب، خصوصا أنك واحد من أبرز المساهمين فيها؟ وبرأيك ما الذي يمكن فعله من أجل استئنافها؟
– الجهود التي يعمل عليها السينمائيون في تدشين أعمال سينمائية تحمل بصمة النجاح من دون أدنى شك نؤيدها ونشجعها، لكننا نتمنى أن تكون مدروسة وليست عشوائية، كما نؤكد على ضرورة أن يحمل كوادرها حب العمل السينمائي والرغبة الأكيدة في التطور و الاستمرار.
• برأيك لماذا لم تدخل ظاهرة السينما في جدة حيز التنفيذ في المؤسسات الرسمية (الأندية الأدبية وجمعية الثقافة) وكذلك في المؤسسات الخاصة؟
– من المؤكد أن الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة تسير وفق معطيات الإجراءات التي مازالت تعرقل المشهد السينمائي في السعودية، ولكن يبدو لي أن الأمور ستتغير في ظل رئيس مجلس إدارة جميعة الثقافة والفنون سلطان البازعي، ومديرها العام عبدالعزيز السماعيل، خصوصا بعد تشكيلهم لجنة استشارية تضم نخبة من صناع السينما في المملكة للعمل على تأسيس صناعة سينمائية.
عوائق كثيرة
• عندما يتعلق الأمر بالعناصر الفنية، برأيك ما هي أهم المعوقات التي تحول دون تقديم صناعة سينمائية متكاملة في المملكة؟
– من المؤكد أن هناك نقصا كبيرا في الكوادر السينمائية لدينا بسبب عدم وجود أكاديميات أو معاهد تتبنى تأهيل الكادر السينمائي في السعودية وهو الأمر الذي يؤثر على جميع القطاعات في المشهد االسينمائي لدينا، وبالتالي تظهر العوائق في كثير من أركان العمل السينمائي، كما أن التمويل يعد من أحد العوائق التي تواجه صناعة السينما فلا بد من تأسيس صندوق تمويل يعمل على دعم صناعة السينما.
• أخيرا، متى تتوقع أن تشاهد المواطن السعودي وهو يقف في داخل بلده أمام شباك التذاكر؟
– بصراحة أشعر بالتفاؤل أن هذا التاريخ لن يكون بعيدا، فجميع المؤشرات تؤكد أننا اقتربنا من تدشين دور السينما لدينا، وهو أمر بات شبه قريب، وأعتقد أن ذلك لن يكون أصعب من قيادة المرأة السعودية للسيارة، فإذا قادت المرأة لدينا السيارة فمن المؤكد أن يكون قبل ذلك وجود دور سينما وشبابيك تذاكر.