سوليوود (القاهرة)
قال المخرج خالد يوسف، إنه يعكف على تصوير فيلم وثائقى من إنتاجه الخاص عن الجماعات الإرهابية، قام بتصويره فى دول عدة، وذلك بعدما انتهى من فيلم «كارما» المقرر طرحه فى عيد الفطر.
«يوسف» كشف فى حواره مع «صحيفة أخبارنا»، عن اعتزامه عدم الترشح للبرلمان مرة أخرى، مؤكداً أنه سيترك الفرصة للشباب لاستكمال المسيرة، كما تحدث عن أسباب ابتعاده عن الفن وانخراطه فى السياسة بعد 25 يناير، وموقفه من الدعوات التى أطلقها البعض للمصالحة مع الإخوان، ثم انتقل إلى مسألة عودته للإخراج والجديد فى مشروعاته السينمائية، وأفصح عن وجهة نظره فى الأجور التى يحصل عليها النجوم، وأسباب انهيار صناعة السينما والكثير من التفاصيل فى سياق الحوار التالى.
المخرج الكبير خاد يوسف: أفضح ممارسات الإرهابيين فى فيلم وثائقى من إنتاجى
بداية.. كيف اختطفت السياسة المخرج خالد يوسف من السينما؟
– ليست السياسة ولكنه الحلم بمصر الجديدة بعد 25 يناير، لم أكن مهتماً بأن أصبح سياسياً أو عضواً بالبرلمان، بقدر رغبتى فى ترك وطن أفضل لأبنائنا من الذى كنا نعيش فيه، وشاركت فى الثورة شأن ملايين المصريين من أجل هذا الحلم، واستمر إيمانى بأن نصنع شيئاً مختلفاً طوال السنوات الماضية، فالاختطاف كان لصالح المستقبل ولأبنائنا، وليس لصناعة مجد شخصى، أو إصرار على دخول عالم السياسة، فغايتى كانت توفير حياة كريمة لأبنائنا يعيشونها فى ظل حرية تمكنهم من التعبير عن آرائهم، وتساعدهم فى العيش بطريقة آدمية.
من الخاسر والفائز خلال تلك الحقبة السياسية؟
– لا يمكن حساب الخسارة والمكسب بالورقة والقلم لأنه لا يوجد مقاييس لذلك، ولكن على المستوى الشخصى أنا أرضيت ضميرى، وفعلت قدر ما استطعت، وقلت كلمة حق، وقدمت اقتراحات ودراسات لخدمة المجتمع، وقمت بما أستطيع فعله سواء فى خدمة أهالى دائرتى بكفر شكر، أو خدمة وطنى، وفى سبيل ذلك استغللت كل ما أملكه من وقت وجهد وعلم ومعرفة لخدمة هذا الحلم، ومسألة تحقيقه من عدمها ليست مسئوليتى، لأن هناك عوامل من شأنها المساهمة فى تحقيق ما تقدمت به، لذا أرى أن مسألة الحسابات لا تدرك بالنتائج، فأنا سعيت لخدمة البلد والدفاع عن الحريات والفقراء، ولم أبخل بأى جهد فى ذلك الأمر، ابتداء من 25 يناير و30 يونيو حتى الآن، أما النتائج فأنا لا أحاسب عليها.
عادل إمام النجم الأول فى مصر.. و«رمضان» ممثل رائع لكنه لم يختر أدواراً تبرز موهبته
لماذا تم تصنيف خالد يوسف نائباً معارضاً فى برلمان 30 يونيو؟
– كنت أحد العناصر الرئيسية فى حملة الرئيس السيسى فى انتخابات الرئاسة الأولى، وكنت أرى أنه الحل السحرى والخيار الوحيد لجميع مشكلات مصر، فى الوقت الذى حمل الرجل على عاتقه مسئولية ذلك البلد الذى انجرف فى حكم الإخوان الإرهابيين، وكنت أرى أنه لا بد من الانصياع للرأى العام الجامح الذى رأى فيه المنقذ الوحيد، ودعمه والوقوف وراءه، لذلك لم أتردد لحظة للانضمام إلى حملة الرئيس وبذل الجهد قدر المستطاع فى الوقوف وراءه.
وعلى الرغم من ذلك، أعلنت أثناء وجودى فى الحملة، أنه عندما يصبح رئيساً للجمهورية، سأنضم أنا لصفوف المعارضة، لأنها تليق بى أكثر من دور المؤيد، ولأنى أحببت أن أكون فى مصاف المعارضة كما تعودت، وأى نظام ديمقراطى لا بد أن يكون به الجناحان، أنا أحب الجانب النقدى، المؤمن بجهد وتعب الرئيس السيسى ونظامه، ولكن «اللى مايعجبنيش لازم أشاور عليه»، وهذا فى مصلحة الدولة والنظام.
هل ستكرر تجربة الترشح للبرلمان مرة أخرى؟
– لا، فى خطاب ترشحى للانتخابات البرلمانية، قلت لأهالى دائرتى إننى سأترشح مرة واحدة فقط ولن أكررها، وأننى أطمح لتأدية دورى وواجبى خلال حقبة الخمس سنوات وسأعود بعدها للسينما، لم أخدع أحداً، وكنت صريحاً منذ اللحظة الأولى، وأعلنت تحملى مسئولية المشروعات الكبرى، التى التزمت بها فى الدائرة التى ظُلمت لسنوات عديدة، وبعدها سأترك الفرصة للقيادات الشابة لتأخذ فرصتها، لأن مبدأى هو إعطاء الفرصة للشباب الذى يرغب فى المشاركة الوطنية، ولديه الحمية والشجاعة للعمل والبناء.
وماذا لو طالبك أهالى دائرتك بالترشح.. هل ستصر على موقفك؟
– لن أنصَع لرأيهم حتى وإن طالبونى بالترشح مرة أخرى، وسوف أشكرهم وأحمل جميلهم على رأسى، لأننى وضعت دستوراً خاصاً بى منذ البداية، بأنى لن أترشح مرة ثانية مهما كانت الدوافع.
كيف ترى دعوات المصالحة مع الإخوان؟
– عبث، وقلة عقل، وغير راضٍ عنها، كلياً وجزئياً، وأرفض مجرد إثارتها على الرأى العام حتى ولو على سبيل المناقشة.
دخلت عالم السياسة لصالح مستقبل أبنائنا وليس لمجد شخصى.. ولن أترشح للبرلمان مرة أخرى
فى رأيك هل ستوافق الدولة على تلك المصالحات؟
– لا مصالحة مع ممن ينتهجون سفك الدماء للوصول إلى السلطة، لأنه سلوك لا أستطيع التفاهم مع أحد بشأنه، فلا يوجد إخوانى غير موافق على فكرة العنف وإن لم ينخرط به، فجميعهم يرى أن سفك الدماء حلال ومشروع ومن يقوم به أبطال، فكيف أتصالح معهم؟!.
أين النائب خالد يوسف من المناقشات والتفاعل فى البرلمان؟
– بعدما بدأت فى العودة للإخراج خلال الفترة الأخيرة، لم أحضر المناقشات كثيراً نظراً لانشغالى بتصوير ومونتاج فيلم «كارما».
فى رأيك من المسئول عن تراجع الفن السابع فى مصر؟
– النظام فى الخمسينات والستينات كان يرى أن القوة الناعمة تمتلك نفس قوة الجيش المصرى، لذلك كانت الدولة تدعمها وتدافع عنها، وأسفر عن ذلك تأثير هائل لمصر فى محيطها الإقليمى، فالرئيس جمال عبدالناصر خصص قطاراً مليئاً بالجنود المصريين ليوسف شاهين، فى فيلم الناصر صلاح الدين مجاناً، على الرغم من أن الفيلم كان إنتاجاً خاصاً وليس من إنتاج الدولة.
ولكن انهيار صناعة السينما ليس نتاج للسنوات الأخيرة فقط، ولكنه نتيجة لنظام سياسى استمر 30 سنة، وكان غير مؤمن بدور القوة الناعمة، فالدولة حينها كانت كافرة بالقوة الناعمة وتحارب الصناعة من خلال التشريعات والقرارات والضرائب، وأدى ذلك إلى سيطرة شركتين فقط على الإنتاج، فالنظام حينها كان يعتبر السينما تسلية.
لا يوجد شىء اسمه أجور مبالغ فيها.. و«الفنان اللى بيجيب فلوس يقبض اللى هو عاوزه»
ثم جاءت 25 يناير، وتعرضت السياحة والسينما للاضطرابات، ولدينا أمل أن تنتبه الدولة لتلك الصناعة، الكلام الموجود أكثر من رائع، لكن لم يتم تنفيذ أى شىء حتى الآن، وعقدت اجتماعات عدة مع رئيس الوزراء الحالى والسابق، واتفقنا على بنود عديدة، وأخذوا قرارات وزارية حتى الآن لم تنفذ، «مجرد كلام وتضامن بس، لكن مفيش حاجة على أرض الواقع».
ما رأيك فى الأرقام المبالغ فيها التى يحصل عليها النجوم فى رمضان؟
– النجوم من حقهم أن يتقاضوا هذه الأجور، فالسينما صناعة، «واللى بيجيب فلوس يقبض اللى هو عاوزه»، من حق الفنان أن يحصل على الرقم الذى يناسب منتجه التجارى، وأن يصبح له سعر عالٍ لأنه مختلف، لا يوجد شىء يسمى أرقاماً مبالغاً فيها، «ماحدش بياخد أكتر من حقه».
أؤمن بجهد «السيسى» ونظامه لكن دور «المؤيد» لا يليق بى
مَن النجم الأول فى مصر حالياً؟
– يظل الفنان القدير عادل إمام هو النجم الأول فى مصر حتى الآن دون منافسة مع أحد.
ما تقييمك للفنان محمد رمضان؟
– نجم كبير وممثل رائع، وحتى الآن لم يكتشف كممثل، ولم يختر الأدوار التى تبين حجم موهبته، وأنا شخصياً أحب متابعة أعماله.