سوليوود «الرياض»
تعد مدينة ورزازات المغربية، الملقبة بـ”هوليوود أفريقيا”، من بين المدن المعروفة عالميا التي احتضنت أضخم الإنتاجات السينمائية العالمية وأشهرها، إلا أنها تعيش اليوم مرحلة ركود اقتصادي كبير بسبب تأثير فيروس كورونا على الإنتاجات السينمائية المحلية والأجنبية.
ووفقا لموقع سكاي نيوز عربية تعتبر ورزازات أكبر استوديو طبيعي في العالم، يجذب كبار المنتجين والمخرجين مما يساهم في انتعاش السياحة والمعيشة اليومية للسكان.
إلا أن تداعيات “كوفيد-19” أوقفت الحركة الفنية في المدينة الواقعة بجنوب المغرب، الأمر الذي أثر سلبا على مختلف الفاعلين في هذا القطاع.
معاناة الفنانين وأطقم العمل
ويقول الممثل المغربي رشيد عدواني إن حياته اختلفت كثيرا أثناء وبعد الحجر الصحي، فقد توقف الإنتاجي الفني ولم يعد لديه أي مدخول مادي.
ويضيف في تصريح لسكاي نيوز عربية “أعتمد على الإنتاجات الأجنبية في ورزازات التي كانت توفر لي مدخولا سنويا يتراوح ما بين 7000 و14000 دولار. صرفت كل مدخراتي، بين دين السيارة و المنزل ومصروفي اليوم، لم يتبق إلا دريهمات تذكرني بواقع الفنان المغربي الذي لا يتوفر على تغطية صحية ولا تقدم له الوزارة المعنية أي مساعدات رغم الوباء”.
“لم يعد أمامي إلا بيع أثاث المنزل” هكذا يصرح خالد، وهو كومبارس وبديل ممثل في الأفلام الأجنبية، طلب عدم ذكر اسمه كاملا.
ويضيف: “انقلبت حياتي رأسا على عقب بعد وباء كورونا. كنت أشارك في حوالي ثلاثة أفلام أجنبية سنويا، مدخولها كان يغطي مصاريف الإيجار وفاتورة الماء والكهرباء. اليوم أصرف آخر فلس في مدخراتي”.
أما علي، كومبارس، فيتأسف على حاله قائلا: “قبل الحجر الصحي بأيام، كنت سأتعاقد على فيلمين أجنبيين، إلا أن الفيروس كان له رأي آخر”.
ويتابع: “أمام هذا الوضع الكارثي، لا أحد يتواصل معنا من المسؤولين عن المجال، نتآزر ونقدم المساعدة فيما بيننا، لكم أن تتصوروا حال رب أسرة لم يشتغل أو يربح فلسا واحدا منذ خمسة أشهر”.
وخديجة التي تعمل في المجال التقني تتحدث عن الوضع بمرارة: “ماذا يرفع ورزازات غير السينما؟ توقفت الإنتاجات السينمائية الأجنبية فأفلست كل الطواقم الفنية والتقنية التي تعول على عائدات السينما في المنطقة، أصبحت بعض الأسر لا تملك حتى قوتها اليومي”.
قبل وبعد كورونا
ويوضح مدير لجنة الفيلم بورزازات، سعيد أنضام، أن المجال السينمائي تأثر كثيرا بوباء كورونا نظرا للحجر الصحي ومنع التنقل وإقفال دور السينما بمعظم البلدان المنتجة لأضخم الأفلام، مما تسبب في تأخير مواعيد التصوير إلى أجل غير مسمى.
ويشير أنضام إلى أن الاستثمارات الأجنبية في صناعة السينما في المغرب فاقت 75 مليون دولار سنة 2019، كما بلغت الإنتاجات السينمائية الأجنبية من نفس السنة 21 فيلما، مسجلة بذلك قفزة نوعية مقارنة مع السنوات الماضية. إلا أنه في سنة 2020، أوقف وباء كورونا هذه الصناعة بعد أن كانت ورزازات تعرف تصوير ثلاثة أفلام من كوريا الجنوبية والبرازيل والولايات المتحدة الأميركية.
السينما في ورزازات
وفي ظل هذه الظروف الحرجة، يتابع مدير لجنة الفيلم بورزازات: “عقدنا اجتماعات عدة مع مختلف الفاعلين في المجال، لتدبير الوضع بشكل طارئ واتخاذ التدابير اللازمة من طرف المؤسسات الوصية قصد إنقاذ الصناعة السينمائية في ورزازات، خصوصا أنها تشغل آلاف العاملين في المجال وخارجه. من بينها توضيح الإجراءات الوقائية من الوباء عبر بعث بلاغات رسمية إلى شركات الإنتاج الأجنبية، مثل مرافقة طاقم طبي مغربي لعملية التصوير، وتسهيل الوصول إلى ورزازات عبر توفير طيران داخلي يومي من مطار محمد الخامس الدولي وتيسير الحصول على معدات التصوير السينمائي”.