سوليوود «خاص»
تتسم الأعمال التي تنتمي إلى السينما الكلاسيكية بسمات أساسية تميزها عن غيرها من الأعمال، ويتصدر هذه السمات تأثيرها المستمر لدى الأجيال المتتالية والمختلفة في ذائقتها؛ حيث تجتمع معظم عناصر الفيلم بها من خلال الشكل واللغة وعناصر السينما وإبداع صناعها، ما يجعلها قادرة على إثارة مشاعر الجمهور في كل مكان، ويستمتعون بمشاهدتها مرات عديدة، حيث تزيد متعتهم، ويجدون في كل مرة جاذبية خاصة لها. ولا يقتصر المفهوم على الأفلام القديمة فقط، بل يضم الأفلام الصامتة والناطقة، القديمة والحديثة، ومن الحديثة ما يطلق عليها بعض النقاد في الغرب الكلاسيكيات الحديثة.
تلامس مشاعر الجماهير
تساهم الأفلام الكلاسيكية في توسيع آفاق المشاهدين، مما يمنحهم فرصة للتعرف على حقب زمنية لم يعاصروها. تعكس هذه الأفلام معاني وصفات إنسانية غنية، وتقدم معلومات قيمة عن الفترات التاريخية والاجتماعية والثقافية. ومع ذلك، لا تقتصر الكلاسيكيات على سرد قصص الماضي فقط؛ فالأفلام التي تتناول الحاضر قد تكون لها تأثيرات أكبر، ويُفضلها الجمهور بسبب حبكتها الفنية القوية وقدرتها على إثارة مشاعر المتلقي بغض النظر عن جنسيته أو ثقافته.
تستطيع لغة هذه الأعمال ومعانيها الإنسانية أن تحفر مكانتها في قلوب الجمهور، متجاوزة الحدود المحلية، لتظل محتفظة برونقها بين الأجيال المتعاقبة. كما تُرمم وتُعاد صياغتها بنسخ جديدة، ما يجعلها تحظى بمتابعة واسعة في جميع أنحاء العالم وتلهم صناع الأفلام بشكل مستمر.
روائع كلاسيكيات السينما
«The Cabinet of Dr. Caligari»:
يعتبر أول فيلم رعب ألماني صامت أُنتج عام 1920، واستخدم فيه ديكورات معبرة عن حالة الفيلم وذلك باستخدام الديكورات الحادة. يُعد هذا الفيلم مهمًا تاريخيًا لأسلوب التعبير فيه الذي لا يزال يؤثر على صناع السينما اليوم، وهو من أبرز كلاسيكيات عالم السينما.
تدور القصة حول شاب يُدعى فرانسيس، الذي يستعيد ذكرياته المؤلمة مع خطيبته جين. يزور فرانسيس وصديقه آلان المعرض السنوي في هولستنويل، حيث يحضران عرض الدكتور كالجيري الغريب الأطوار، الذي يستخدم سيزار، الشخص الذي يتحرك أثناء نومه، في عروضه. الفيلم من إخراج روبرت وين.
«Lawrence of Arabia»:
يعد من أبرز الكلاسيكيات السينمائية، وهو عمل دراما تاريخي ملحمي بريطاني صدر عام 1962، ويستند إلى قصة حياة توماس إدوارد لورنس وكتابه «أعمدة الحكمة السبعة» الصادر عام 1926. اعتبرته مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة «ذا أهمية ثقافية أو تاريخية أو جمالية» وتم اختياره للحفظ في السجل الوطني للأفلام.
تتحدث موضوعاته حول صراعات لورنس العاطفية مع العنف المتأصل في الحرب، وهويته وولائه المنقسم بين موطنه بريطانيا بجيشها، ورفاقه الجدد داخل قبائل الصحراء العربية، وفاز العمل بأكثر من جائزة عالمية مرموقة. وهو من إخراج ديفيد لين.
«2001: A SPACE ODYSSEY»:
هو فيلم خيال علمي من إنتاج أميركي – بريطاني صدر عام 1968، أنتجه وأخرجه ستانلي كوبريك، وشارك في كتابة السيناريو إلى جانب آرثر سي كلارك، وقد استوحيت قصة الفيلم جزئيًا من قصة كلارك القصيرة «الحارس». اختارت مكتبة الكونغرس الفيلم ضمن قائمة السجل الوطني للفيلم. اختير الفيلم على رأس قائمة أعدها معهد الفيلم الأميركي لأفضل عشرة أفلام خيال علمي.
«Ulysses’ Gaze»:
أخرج هذا الفيلم الكلاسيكي تيودوروس أنجيلوبولوس، وهو فيلم درامي عن الحرب اليونانية. وتستند قصته بشكل فضفاض إلى قصيدة هوميروس الملحمية أوديسي. وتم اختيار الفيلم ليكون المدخل اليوناني لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار 68، لكن لم يتم ترشيحه. وتدور أحداثه في إطار من الدراما الحربية، حينما يعود هارفي كيتل، صانع الأفلام اليوناني المنفي أخيرًا إلى وطنه، وتعود الألغاز والآلام السابقة في حياته لتطارده مرة أخرى.