Siddhant Adlakha
يسود شعور بالركود المالي والشخصي في«Saba»، الدراما الاجتماعية البنغلاديشية للمخرج الناشئ ماكسود حسين. يتناول هذا العمل القوي، رغم بساطته الأسلوبية، قصة سابا، البالغة من العمر 25 عامًا «مهزابيين تشودري»، التي تواجه صعوبات في تلبية احتياجاتها أثناء اعتنائها بوالدتها العاجزة شيرين «روكيا براشّي»، والتي غالبًا ما تُفرغ إحباطاتها في وجه سابا.
لتمويل عملية شيرين الجراحية المنقذة للحياة، تجد سابا عملًا كنادلة في صالة شيشة رخيصة في دكا، وهي وظيفة يُقال إن النساء لا يستمررن فيها طويلًا. تواجه سابا ساعات عمل طويلة تعقد واجباتها كراعية، مما يسبب لها إحراجًا متكررًا، حيث اضطرت إلى التوسل للحصول على هذه الوظيفة. من جهة أخرى، تعاني شيرين من عدم وجود خيار سوى الانتظار في السرير حتى تتمكن سابا من مساعدتها في الاستحمام وتغيير حفاظها.
قصص مثل هذه المخاطر تميل غالبًا إلى الانزلاق نحو «استغلال الشفقة»، لكن حسين يستمد الوضع «وما يرتبط به من إحباطات» من تجربة واقعية. بعد وفاة والد زوجته، أصبحت زوجته وكاتبة السيناريو المشاركة، ترلورا خان، الراعية الوحيدة لوالدتها المعاقة. رغم أن «Saba» هو عمل خيالي، إلا أنه ينبع من مكان حقيقي ومؤلم حيث يفتقر الحفاظ على حياة شخص ما إلى النبل. بعد نقطة معينة، تتحول هذه المهمة إلى عبء ثقيل على كلا الطرفين، خاصة عندما تكون البنية التحتية لذوي الإعاقة نادرة.
لا يمكن لشيرين مغادرة المبنى، حيث تحتاج إلى أن تُحمَل أسفل الدرج الضيق. لذا، خلال النهار، ليس أمام سابا خيار سوى قفلها داخل الشقة. تصبح شقة شيرين الضيقة سجنًا جسديًا لها، وتتحول أيضًا إلى سجن عاطفي لسابا، التي تظل أفكارها مشغولة بالعودة إلى المنزل، وقلقة بشأن كيفية التحقق من والدتها. الشخص الوحيد الذي يفهم وضعها هو مديرها في العمل، أنكور «مصطفى منوار»، رجل في منتصف العمر، يبدو أن صرامته تخفي عمقًا أكبر عندما تتعرف سابا عليه.
في بعض الأحيان، توجد دلالات رومانسية على صداقتهم، لكن الأهم هو اعترافهم المتبادل بصراعات بعضهم البعض. مثل سابا وشيرين، يشعر أنكور بأنه مرتبط بمدينة تفتقر إلى الحب وتقدم له فرصًا محدودة، مما يجبره على تشغيل عمل غير قانوني لبيع الكحول في الخفاء، بينما يدخر المال للانتقال إلى الخارج. يسعى الجميع في الفيلم للتكيف مع ظروفهم. سرعان ما يُجبر الشخصيات على التفكير في كيفية أن التقدم على حساب بعضهم قد يساعدهم في الارتقاء. لقد غرس النظام فيهم إمكانية حدوث شيء قبيح.
هكذا هو مصير الطبقات الدنيا والمتوسطة في بنغلاديش. على الرغم من أن الفيلم تم تصويره قبل أن تندلع الاحتجاجات الأخيرة بشكل كامل، فإنه ينتمي إلى نفس مصدر الإحباطات المتعلقة بالاستقرار المالي التي دفعت تلك المظاهرات. يجعل هذا من «Saba» عملاً ملحًا في الواقعية الاجتماعية، معبرًا، بطرق هادئة ولكن مؤثرة، عن مشاعر الشباب المحبط في البلاد.
لنقل هذه القصة وما تحمله من دلالات سياسية، غالبًا ما يراقب حسين من مسافة، مشابهًا للأخوين دارديين، رغم أن تحكمه في الحالة المزاجية والعاطفية ليس متقنًا تمامًا «على الأقل، ليس بعد». تسير القصة بسرعة، مما يتيح للممثلين تقديم دراما ملحمية بقدر كبير من الالتزام والثقة. غالبًا ما تكون صناعة الفيلم روتينية، حيث تُعرض الإطارات دون أن تبرز بشكل ملحوظ، ويكون التقطيع وظيفيًا ولفظيًا، بدلًا من أن يكون إيقاعيًا. لكن عندما تركز الكاميرا على لقطات تشودري المقربة، تتمكن الممثلة من تشكيل صورة متعددة الأبعاد لامرأة على حافة الانهيار، مما يجعل من الصعب عدم التعاطف بعمق مع سابا.
يمتلك الفيلم شخصيات وموضوعات مثيرة جدًا للاهتمام، ويقترب كثيرًا من أن يكون رائعًا، لو أنه تمكن من الاحتفاظ بالدراما لفترة أطول قليلًا. ومع ذلك، يظل عملًا أول ناجحًا بلا شك، ومرآة سياسية فعالة تعكس لحظة معقدة في تاريخ بنغلاديش الحديث.
المصدر: variety