سلطان فادن
بعض الأفلام تكون ملحمية أو شبه ملحمية، قصتها عن الرحلة أكثر من الهدف أو القضية التي قد تبدو هي القضية الأساسية.
فيلم «Miller’s girl» دراما سيكولوجية وإثارة غامضة، مع إثارة شهوانية دون الاعتماد على التعري أو الإباحية.
تدور أحداثه في إحدى مدن ولاية تنيسي الأميركية، والمرتبطة بسخونة الأجواء ورطوبتها. وتحكي عن تطور علاقة بين معلم لغة إنجليزية وطالبة موهوبة في كتابة الشعر.
الفيلم خرج عن الصورة النمطية لمثل هذه العلاقة الممنوعة والمطروحة في العديد من الأفلام السابقة.
الفيلم هو الأول للمخرجة جايد بارتليت، التي أظهرت تحكمها في القصة وأسلوب الطرح ضمن المساحة والحدود التي أرادتها للفيلم. فأولًا تسكين ومواءمة الأحداث مناسب مع اختيار المكان ومشاعر الشخصيات. تبعتها استدلالات أخرى عن حمى وشرقية المشاعر «اسم بطلة الفيلم كايرو».
اختيار الممثلين جيد، وخصوصًا مارتن فريمان «الممثل البريطاني» في دور المعلم، الذي كان يُفترض بشخصيته أن يكون عالي الذكاء. أما جينا أورتيجا، فهي الاختيار المناسب، نظرًا لسنها وملامحها الجذابة واليافعة لفتاة في مرحلة المراهقة.
الفيلم حظي بتقييمات متدنية على منصة روتن توميتو من النقاد والجمهور، بل أقل حتى من أسوأ من التي يمكن أن يُطلق عليها أفلام.
السبب الحقيقي والانقسام هو لبراعة المخرجة في كتم وحجب الحقائق عن حقيقة حصول الحادثة أو لا. وسبب آخر، هو عدم تقبل الجمهور أن تكون هناك علاقة غير اعتيادية من بطلي الفيلم. السبب الأخير، هو نهاية الفيلم الغامضة وارتفاع تشوق المشاهد لما سيحصل بعدها. إلا أن المخرجة كان لها قرار أن الفيلم عن الرحلة إلى أمضتها بطلة الفيلم لتحقيق مبتغاها وبطريقة ذكية وخبيثة، وتجنب المخرجة إلى التحول إلى أحداث التحقيق البوليسي والمحاكم، وهي نجحت في ذلك. الفيلم مناسب للكبار فقط، لجرأة اللغة.