أحمد العياد
برز هذا العام العديد من الأعمال الفنية السعودية (أفلام أو مسلسلات) لاقت نجاحًا وانتشارًا كبيرًا لدى الجمهور، ومن أهم هذه التجارب فيلما (سطار والخلاط)، وأخيرًا وليس آخرًا مسلسل (محافظة مسامير).
الرابط المشترك بين هذه الأعمال الثلاثة هو وجود الفنان عبدالعزيز الشهري، الذي يومًا بعد آخر يحجز لنفسه مكانة لدى الجمهور ويكوِّن لنفسه شعبية ومكانة في وسط سينمائي شاب ما زال يتشكل ويتكون.
دائمًا ما نقرأ ونسمع أن هناك عُرفًا عند نجوم السينما ألا يكثر النجم من ظهوره كي لا يحرق نفسه عند الجمهور، ويجعل الجمهور في حالة شوق دائمة له وذلك بالاختفاء عنه. وتكرر هذا العُرف في هذا الزمن، إذ إن غالبية النجوم يرون أن يقللوا من ظهورهم في مواقع التواصل الاجتماعي (سناب أو إنستغرام)، ويقنونه، وهو عُرف فيه من الصحة الشيء الكثير. لكن ذلك لا ينطبق على عبدالعزيز الشهري، فهو حاضر بشكل دائم (سناب، انستا، تك توك) في حسابه وحسابات غيره، ومع ذلك ما إن يعلن عن عمل فني يشارك فيه تجد نفسك تذهب لمشاهدته بنفس الحماس وبنفس الشوق.
هي موهبة أو قبول سمِّها ما شئت، الأكيد أنك أمام نجم له من المحبة والجماهيرية الشيء الكثير؛ لدى الجمهور السعودي.
وحين نذكر الجماهيرية وأهميتها نتحدث عن قيمة وسعر، فتاريخنا الفني السعودي مليء بالأسماء المحبوبة التي تملك جماهيرية كبيرة، تقاس إمَّا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدد المتابعين لهذا النجم، أو حتى المشاهدات عبر المنصات الرقمية، وكلها وسائل مهمة لمعرفة قيمة النجم، ولكن في بعض الأحيان تكون غير دقيقة. وهنا يختلف الأمر في صناعة السينما، فعوضًا عن الاعتماد على أرقام المشاهدات أو أعداد المتابعين، هناك مقياس ملموس وحقيقي ألا وهو مبيعات التذاكر، فهي تجعلك تعرف قيمة النجم الحقيقة؛ إذ حين يطلب أجرًا معينًا في أي عمل تقيس أعماله السابقة وقدرته على النجاح وجذب الجمهور. وهنا أرى أن عبدالعزيز الشهري من القلائل أو من أوائل السعوديين ممن بدأ يحجز لنفسه مكانًا لدى المنتجين كنجم شباك تذاكر سعودي.
ختامًا – كما ذكرت – نحن في مشهد سينمائي لا يزال يتشكل ويُبنى، ونملك من المواهب والنجوم السعوديين عددًا كبيرًا، سواء من الجيل السابق، أو القادم، وما زلنا بانتظار العديد من الأعمال السينمائية التي يجري تصويرها داخل وخارج المملكة، والتي ربَّما تخبئ الكثير من النجاحات، والعديد من نجوم شباك التذاكر.