فهد السعير
الأفلام الغنائية العربية تعد جزءًا مهمًا من التراث السينمائي في العالم العربي، حيث تجمع بين فن الغناء والتمثيل في إطار سينمائي مميز. هذا النوع من الأفلام يعكس تنوع الفن العربي ويقدم تجارب سينمائية فريدة.
بعد غياب لسنوات طويلة، عاد الفيلم الغنائي إلى الظهور من جديد في السينما العربية، هذه المرة عبر فيلم «سكر» الذي أنتجته «مجموعة MBC» والذي يستند إلى رؤية الكاتبة هبة مشاري حمادة في كتابة كلمات النص الغنائي، وإخراج تامر مهدي.
قصة «سُكّر» مأخوذة من رواية «Daddy Longs Legs» العالمية المشهورة بعنوان «صاحب الظل الطويل» للكاتب الأميركي جين ويبستر. تدور الأحداث حول مجموعة من الأطفال واليافعين الذين يعيشون في دار للأيتام، حيث يتعاونون لمواجهة تحديات الحياة تحت إدارة قاسية.
العودة للأفلام الغنائية كان قرارًا جريئًا في كل تفاصيله وكواليسه من «مجموعة MBC»، بداية من تغيير طبيعة العمل من مسلسل تلفزيوني إلى فيلم سينمائي، بشكلٍ مفاجئ قبل أسابيع قليلة من عرضه، على الرغم من الانتهاء من تصوير جزء كبير منه.
كان السر وراء التحول الجريء هو مشاهدة القائمين على الإنتاج أول أغنية بالعمل. مخرج العمل قال إن التغير كان بسبب عنصر الإبهار الذي وجده القائمون على الإنتاج، سواء مستوى الأداء أو الصورة، وهو ما يلائم السينما جدًا.
كان التحدي الثاني يختص بطبيعة العمل بعد تحويل مساره من مسلسل إلى فيلم، لكن المخرج حسم الأمر عندما رفض التعديل على العمل رغم تغيير طبيعة عرضه، وتحوله إلى السينما. وأرجع ذلك إلى أن «طبيعة وطريقة السرد في العمل تسمح بذلك، خاصة أن التيمة الرئيسية هي سرد اليوميات التي تكتبها الطفلة «سُكّر»، كما أن الفيلم يتضمن عدة حكايات متفرقة اعتمادًا على الفكرة الأساسية».
أيضًا، واجه المخرج صعوبة أخرى، ألا وهي حداثة العمل على الساحة السينمائية العربية، وهو ما يعني عدم وجود مرجع يمكن له أن يحدد طريقة تنفيذه. ورغم صعوبة الأمر، فإن المخرج استفاد بشكل كبير من خوض التجربة، واكتسب خبرات مهمة خلال التحضير والتصوير. من المهم الإشارة إلى أن فترة التحضير للعمل، استغرقت عامًا كاملاً، فيما نفذ التصوير في 14 شهرًا تقريبًا.
اختفاء الأفلام الغنائية من الساحة العربية، يرجع إلى أسباب عديدة أهمها ميزانيته الضخمة، وهو ما مثّل تحديًا في حالة فيلم «سكر». تطلب الأمر إنشاء وبناء جميع مواقع التصوير بشكل كامل من الصفر، بما في ذلك دار الأيتام، وقصر فروتو، والمدينة، وقنوات الصرف الصحي وغيرها. كما أن جميع الديكورات المستخدمة في الفيلم فريدة من نوعها؛ إذ تم تصميمها خصوصًا لهذا العمل. بالإضافة بالطبع إلى تكلفة الحصول على كلمات وألحان أصلية للأغاني تتناسب مع طبيعة وقصة العمل.
كم كانت الساحة السينمائية العربية بحاجة إلى العودة من جديد إلى الأفلام الغنائية، ولعل «سكر» يكون بوابة العودة.