أحمد العياد
منذ أن أعلنت السعودية عن ترشيحها لفيلم «أغنية الغراب» كممثل لها في أوسكار 2023، وأسئلة عديدة عن الفيلم، خاصة بعد نزول التريلر عن الفيلم ومخرجه، وقبل كل شيء صورة الممثل الذي يظهر في بوستر الفيلم.
عاصم العواد بطل الفيلم السعودي الطويل «أغنية الغراب»، التقيناه في «سوليوود»، وكان لنا معه هذا اللقاء للحديث حول البدايات في التمثيل، وتفاصيل الفيلم، وكيفية اختياره بطلاً لهذا الفيلم، وعن توقعاته وتطلعاته المستقبلية.
شغف فني منذ الطفولة
من البدايات كانت لدي ميول فنية متعددة، ففي الطفولة كنت دائم الحضور في مسرح المدرسة، ودائم الطلب في حفل ختام المدرسة، وكانت أمتع اللحظات تلك التي نستعد ونجري في بروفات المسرحيات، حتى إني لا أنسى عندما قال لي المشرف على حفل الختام المدرسي «أنت الشخص الوحيد الذي لو لم يأتِ يوم الحفل لأجلنا المسرحية ليوم آخر».
وشاركت في العديد من المسابقات داخل وخارج المملكة نلت على أثرها بعض الجوائز منها في أحد المهرجانات في كندا سنة 2010.
بعد ذلك بدأ ولعي بالتصوير؛ وبجميع تفاصيل الكاميرا من تكنيك، وعدسات، وإضاءة، وفي فترة مهمة من حياتي عملت في التصوير الفوتوغرافي، وشاركت في العديد من المسابقات داخل وخارج المملكة، نلت على إثرها بعض الجوائز منها جائزة في أحد المهرجانات في كندا سنة 2010. إضافة لمشاركتي في معرض عين رأت، ومشاركتي كمصور فوتوغرافي في أكثر من دورة من بطولة كأس العالم للأطفال.
«تلفاز 11» البداية
قبل دخولي للمجال الفني عملت كمدير إنتاج واكتسبت خبرة كبيرة، وذلك عن طريق العمل في العديد من المواقع والبرامج والقنوات، مثل روتانا خليجية، ولاين سبورت، والتلفزيون السعودي، إضافة للعديد من الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية.
بعد ذلك كان دخولي للمجال الفني في البدايات عن طريق أحد الأصدقاء الذي أوصلني إلى تلفاز، ومن هنا بدأت في العمل على العديد من المشاريع سواء كان خلف الكاميرا أو أمامها، بجانب ذلك كانت لدي العديد من المشاركات في الإعلانات التجارية. ولا شك أن هذه التجربة ساهمت في تواصلي بشكل أكبر بالمجتمع الفني ومعرفة العديد من التفاصيل التي كانت غائبة عني.
بطولة «أغنية الغراب»
اقترح عليَّ المخرج علي الكلثمي حضوري لاختبارات ترشيح ممثلين لفيلم روائي طويل، ولم أكن أعرف أي تفاصيل عن العمل.
ولا أخفيك عندما ذهبت للاختبارات وشاهدت المنافسين على الدور، شعرت باليأس؛ كونهم كانوا أكثر خبرة وتجارب تمثيلية، وكانت المفاجأة أنه بعد ثلاثة أيام كان الاتصال.. ألف مبروك أنت بطل الفيلم.
مرحلة الإعداد للفيلم كانت صعبة جدًا، لكن بصراحة التعامل مع المخرج محمد السلمان سهَّل وذلل العديد من الصعاب. من البداية كنت آتي إليه من الرياض إلى الشرقية بشكل أسبوعي لقراءة النص معه والاستماع لتوجيهاته والتكيف مع طريقة الأداء، وفهم الشخصية وفهم أدواتها وعمقها؛ قراءة هذه الجملة بالطريقة الفلانية، بالإحساس الفلاني، هنا نريد هذا الإحساس. فكانت هذه التوجيهات هي من جعلتني أعيش دواخل هذه الشخصية، إضافة إلى تكليفي بمشاهدة أكثر من فيلم والتركيز على بعض الشخصيات في الأفلام مثل:
فيلم The Big Lebowski، وفيلم A Serious Man.
وفعلاً أنا ممتن لأني عملت مع المخرج محمد السلمان، فهو من المخرجين الذين استفدت منهم بشكل كبير. وأبرز ما يميزه هو هدوءه ورؤيته الفنية الواضحة والدقيقة.
يجب كذلك عليَّ الإشادة بالفنان الكبير عبدالله الجفال الذي ساعدني كثيرًا في الدور، لأنه إنسان عظيم، وخبرة مسرحية كبيرة، ولا أنسى توجيهاته لي أثناء قراءة النص، فكان يعطي رأيه في العديد من المشاهد.
صعوبات الفيلم
واجهنا العديد من الصعوبات في الفيلم منها أنه يوميًا كان العمل لأكثر من 12 ساعة تقريبًا، مع تصوير مشهدين يوميًا، ولك أن تتخيل أني تقريبًا كنت حاضرًا في أغلب مشاهد الفيلم. ومع ذلك، الصعوبات الأكثر كانت في الشخصية التي أديتها في الفيلم، دواخل الشخصية، أنت تعيش صراعات بينك وبين نفسك، فكان ذلك أكبر تحدٍّ واجهته.
هنا يجب الإشارة إلى وجود نجم مهم مثل إبراهيم الخيرالله، فكان مساندًا لي بشكل كبير، وبصراحة إن ظهوري مع إبراهيم هذا يعتبر نجاحًا يضاف لي.
الإعلان عن ترشيح الأوسكار
كان إعلان فيلم «أغنية الغراب» كمرشح للسعودية شيئًا يجعلنا فخورين، ولكن كذلك شعور ممزوج فيه الفرح بالخوف، بالترقب حول مستقبلي في التمثيل. فأنا أحتاج للتدريب والتطوير والعمل أكثر وأكثر على نفسي.
وعن أعماله القادمة يقول عاصم إنه انتهى من تصوير فيلم «الخطابة» للمخرج عبدالمحسن الضبعان. ولا شك أنها تجربة مهمة العمل مع اسم مهم كعبدالمحسن الضبعان.
أمَّا فيما يخص مشاهداته السينمائية، فذكر العواد أنه يتابع الكثير من الأعمال، ومن ضمن الأعمال العربية التي تابعها، مؤخرًا، فيلم «أبو صدام»، فهو فيلم مميز أداءً وإخراجًا، وأعجبني فيه خصوصًا الممثل أحمد داش.
اللقاء روعة خاصة مع موهبة شابة واعدة ادت أدوار في أكثر من فيلم واخدها ترشح ليبمثل السعودية في الأوسكار.