سوليوود «وكالات»
ولد الممثل الإنجليزي شارلي شابلن في مثل هذا اليوم عام 1889، وحتى الآن تظل أفلامه قادرة على إضحاك المشاهدين، فموهبته تقاوم تأثيرات الزمن، وتطور صناعة الفن، وذلك كما ورد في التحرير نيوز.
من الصعب تصديق أن أشهر متشرد في السينما الأجنبية كان يملك من الثروة ما يفوق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، لكن حياة الممثل الإنجليزي شارلي شابلن تمتلئ بالمفاجآت، بداية من امتهانه الفن في عمر الـ21 في الولايات المتحدة الأمريكية رغم كونه من مواليد لندن عام 1889، فموهبته الكبيرة مكنته من النجاح في اختراق هوليوود بسرعة صاروخية؛ ليقدم شخصية Little Tramp التي اشتهر بها، ثم توالت الأدوار عليه بعد ذلك، ورغم شهرته العالمية يظل هناك بعض الأسرار المحيطة بحياته نحاول حصر بعضها في التقرير التالي.
لم يكن الوقوف أمام الجمهور على خشبة المسرح في عشرينيات “شابلن” أمر جديد بالنسبة له، إذ دخل عالم الاستعراض وهو مازال في مرحلة الطفولة بمحض الصدفة بسبب عمل والديه في وسائل الإعلام، وفي عمر الـخمسة أعوام أصيبت والدته بالتهاب في الحنجرة، فوقع عليه الاختيار كي يحل مكانها، وبالفعل أدى “شابلن” أغنية Jack Jones أمام مسرح يمتلئ بالجنود، واستمر في حبه للاستعراض ليؤدي أغنية Billy the page boy في عمر الـ12 عامًا.
وبسبب خلفيته الفنية هذه، سرت جينات الموهبة الموسيقية في خلايا “شابلن” رغم أنه لم يدرس الموسيقى في حياته قط، لكنه مع ذلك ألف كثيرا من الموسيقى التصويرية لأفلامه، وفي عام 1972 فاز “شابلن” بالأوسكار بسبب موسيقى فيلم Limelight التي شارك في تأليفها.
عُرف عن شارلي شابلن أنه “أبو السينما الصامتة” ففي عصر الأبيض والأسود قبل ظهور الصورة الملونة، كان تشارلي ملكًا بلا منازع في نوعية الأفلام التي يقدمها، بسبب قدرتها على الجمع بين الكوميديا والدراما، وبفضل هذه الموهبة نجح في أن يكون أول ممثل في التاريخ تضع مجلة تايم الشهيرة صورته على غلافها، فالمعروف أن غلاف المجلة كان محفوظًا للشخصيات السياسية والمثيرين للجدل؛ ليأتي “شابلن” ويكتب اسمه في التاريخ كونه أول ممثل تغير “تايم” تقاليدها من أجله، ومنذ ذلك الوقت يتم وضع صور ممثلين مؤثرين على غلاف المجلة. بنرشحلك قراءة (تشارلي شابلن.. ابن أسرة مفككة فاز بالأوسكار مرتين وسُرقت جثته)
وعلى مدار مسيرته المهنية حافظ على قناعاته السينمائية؛ فرفض أن يستعين بتقنيات الصوت في أفلامه رغم التطور التكنولوجي وشعبية الصوت في السينما، بسبب خشيته أن يدمر الصوت شخصية الصعلوك التي ابتكرها، لكنه أذعن في أواخر أفلامه للتكنولوجيا وأدخل الصوت لعدد من أفلامه منها City Light، وModern Times، وبفضل أدواره المتعددة وشعبيته الكبيرة نجح “شابلن” في أن يصبح أغنى من الرئيس الأمريكي نفسه عام 1916، فالأخير كان يقبض في الشهر 75 ألف دولار، أما “شابلن” فقد مضى عقدًا مع شركة أفلام في مدينة نيويورك نظير 670 ألف دولار في العام الواحد!
ورغم كل الأعمال الفنية التي قدمها شابلن في الولايات المتحدة الأمريكية، وعيشه نحو 40 عاما هناك، فإن الحكومة الأمريكية رفضت منحه الجنسية الأمريكية بسبب دوره في فيلم Modern Times، حيث أشيع عنه بعدها أنه شيوعي، ومع عداوة أمريكا والاتحاد السوفيتي بمبادئه الشيوعية وقتها، أصبح “شابلن” عدو السلطة فقررت الحكومة حظره من دخول أمريكا بعد سفره لقضاء زيارة بإنجلترا، ما اضطره إلى الذهاب إلى سويسرا وهناك قضى بقية عمره إلى أن عاد إلى أمريكا عام 1972 لتلقى أوسكار شرفي، وقتها فقط تم منحه نجمة على ممر المشاهير بعد سنوات طويلة من عمره قدمها للفن والسينما.
وحتى حياة “شابلن” الشخصية لم تخل من الجدل، إذ تزوج الممثل من 4 نساء أصغر منه سنًا وأنجب منهم 11 طفلًا، 8 من أطفاله أنجبهم في عمر الـ54 وطوال حياته عاشوا جميعًا معه وكأنه يحاول تعويضهم بسبب نشأته في أسرة مفككة.