سوليوود (الجزائر)
بلغ مهرجان وهران (غرب الجزائر) للفيلم العربي نسخته الـ11 التي عقدت في الفترة من 25 إلى 31 يوليو الماضي، وسط تساؤلات كثيرة يطرحها مختصون حول مدى فرض هذه التظاهرة مكانتها على خارطة المهرجانات العربية والدولية كما ذكر موقع العرب.
وشهدت الدورة الحادية عشرة لهذه التظاهرة السينمائية، مشاركة 38 فيلما من 13 دولة عربية، في مسابقات المهرجان الثلاث (الروائية، والقصيرة، والوثائقية).
ورغم برمجة عروض أفلام متنوعة وندوات ثرية تشمل كتابة السيناريو وصناعة الأفلام القصيرة والوثائقية في مختلف دورات المهرجان، تتعرض هذه التظاهرة الفنية لبعض الانتقادات.
وتحدث بعض النقاد، مؤخرا، أن شعار “من أجل العيش معا في سلام”، الذي أطلق على دورة المهرجان الأخيرة لا يتناسب مع طابع المهرجان السينمائي.
في حين رأت إدارة المهرجان أنّ الشعار الذي اعتمدته يجسد المبادرة الجزائرية لتخصيص يوم عالمي للعيش بسلام، التي تبنتها الأمم المتحدة، نهاية 2017.
وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 8 ديسمبر 2017، على مقترح جزائري لجعل 16 مايو من كل عام “يوما عالميا للعيش معا بسلام”.
وإضافة لانتقادات التنظيم، فإن مهرجان وهران للفيلم العربي، لا يزال يثير جدلا في الأوساط الإعلامية والسينمائية الجزائرية على صعيد فرض نفسه من عدمه في خارطة المهرجانات العربية والعالمية.
وقال مدير الإعلام بالمهرجان، فيصل شيباني، إنّ “مهرجان وهران فرض نفسه كحدث سينمائي في العالم العربي والدولي”، مؤكدا أنّه يعد أكبر تظاهرة تعنى بالسينما عربيا.
وأشار إلى أنّ الدليل على أهمية المهرجان يكمن في المشاركة الكبيرة والمتنوعة للأفلام العربية فيه، إضافة إلى حضور نوعية الضيوف المميزة في كل نسخة.
واعتبر شيباني، أن انتقاد المهرجان أمر طبيعي، لافتا إلى أن كل المهرجانات السينمائية والفعاليات المشابهة تشهد انتقادات، ويسودها أحيانا شيء من الفوضى وسوء التنظيم.
وأكّد أنّ المهرجان يحقق كل عام استقطابا جيدا لنجوم السينما العربية، إضافة إلى أن الأفلام المعروضة جيدة وذات قيمة فنية ومستوى عال. ووفق المتحدث يتم الحكم على المهرجان بمستوى وقيمة الأعمال السينمائية التي يعرضها للجمهور.
من جهته، قال الإعلامي الجزائري، فيصل مطاوي، إنّ “مهرجان وهران فرض مكانته في خارطة المهرجانات السينمائية العربية والعالمية”.
وأردف مطاوي أنّ “تنظيم الطبعة الـ11 دليل على فرض المهرجان نفسه في ساحة المهرجانات العربية، التي أصبحت تتقلص عاما بعد عام”.
وأوضح أنّ “توقف مهرجاني أبوظبي السينمائي ومراكش، وغياب مهرجان دمشق، إضافة إلى تنظيم مهرجان دبي بالإمارات كل سنتين، دليل على ذلك”.
ولفت إلى أنّه لم تعد في المنطقة العربية مهرجانات كافية لتقديم آخر الإنتاجات السينمائية العربية والأجنبية.
وقال مطاوي، إنّ مهرجان وهران حاضر بقوة في الخارطة خاصة وأنه يستقطب العروض العالمية لثلة مميزة من الأفلام”.
ودعا إدارة المهرجان إلى المحافظة على هذه المكانة بإنشاء ناد للنقاد، وتوجيه الدعوة لإعلاميين عرب للترويج له أكثر في الساحة العربية والدولية.
في المقابل، يرى مختصون أنّ الطريق لا يزال طويلا أمام “مهرجان وهران” لفرض مكانته في خارطة المهرجانات العربية لأسباب مختلفة.
وقال الإعلامي المهتم بالشأن الثقافي نبيل حاجي، إنّ “مهرجان وهران للفيلم العربي ولد في 2007 كبيرا وبطموحات راقية تعكس ثقافة سينما البلاد العربية بإنجازاتها وتتويجاتها”.
وأضاف حاجي، “تميز مهرجان وهران ضمن خارطة المهرجانات، عندما أطلق، بسبب تخصصه في السينما العربية”.
وتابع “لكن بعد 4 دورات بدأ المهرجان يشهد تراجعا، نتيجة عدة أسباب منها تدخل الإدارة، وعدم وجود فريق مؤهل ومهني ومستقر لتنظيمه، وغياب المتابعة والمحاسبة من طرف الوزارة الوصية عليه، ناهيك عن ظروف عامة تعرفها السينما في البلدان العربية على صعيد الكم والنوع منذ 2011”.
وأوضح حاجي، أنّ “المهرجان منذ 2015، شهد تراجعا خطيرا رغم البحبوحة المالية وتوفر مناخ مشجع، داعيا كل الطاقات الحية والمهنية والمتخصصة في البلاد إلى أن تسهم في النهوض بهذا المهرجان وعودته الواعدة مستقبلا.