سوليوود «خاص»
استقبلت صالات السينما السعودية الفيلم الوثائقي «إخفاء صدام حسين» يوم الخميس الموافق 18 يوليو الجاري، والذي يوثق قصة اختفاء الرئيس العراقي الراحل التي استمرت 235 يومًا تقريبًا في منزل مزارع عراقي بسيط وذلك عقب حرب العراق عام 2003. كما يكشف عن تفاصيل الحياة اليومية له على مدار أشهر طويلة قضاها في مخبئه وحتى اعتقاله من قبل القوات الأميركية في ديسمبر من نفس العام والحكم عليه بالإعدام.
يروي فيلم «إخفاء صدام حسين» قصة المزارع «علاء نامق» الذي تمكن من إخفاء الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين» لمدة 235 يومًا في حفرة تقع جنوب تكريت عقب دخول الجيش الأميركي للعراق عام 2003، بينما كان 150 ألف جندي أميركي يبحثون عنه من أجل العثور عليه وتقديمه للمحاكمة.
تبدأ أحداث الفيلم بمادة أرشيفية عن الحرب الأميركية على العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، ثم مقاومة الجيش العراقي، وأخيرًا السقوط وهروب الرئيس، وبداية عملية البحث عنه بتكليف 150 ألف جندي أميركي بالعثور عليه، هو وأركان نظامه بداية من الرئيس الراحل مرورًا بأولاده وقواده ومساعديه.
ويظهر فيما بعد المزارع «علاء نامق» أمام الكاميرا ليروي تفاصيل أشهر عمليات الهروب والإخفاء في تاريخ الحروب الحديثة بإخفاء الرئيس العراقي صدام حسين، حيث نجح في إخفائه مدة 235 يومًا رغم عمليات البحث من جانب القوات الأميركية. كما روى نامق تفاصيل الحياة اليومية للرئيس خلال الفترة التي قضاها في مخبئه، وقام المخرج بإعادة تمثيل المشاهد التي يرويها من خلال مجموعة من الممثلين يقدمون الشخصيات الحقيقية.
تصريحات بطل القصة
من جانبه، قال بطل القصة «علاء نامق»، إنه قرر أن يخرج عن صمته ويشارك في هذا الفيلم الوثائقي ليحكي ما حدث، بعد مرور 20 عامًا على رحيل «صدام حسين»؛ لأن الوقت أصبح مناسبًا الآن لرواية القصة كما هي، مؤكدًا أن الظروف التي كانت تحكم العراق في السابق لم تكن تسمح بتقديم مثل هذا الفيلم.
وتابع تصريحاته: «المخرج بذل جهدًا كبيرًا ليتمكن من إقناعه بالمشاركة، خاصة أن ظروفه الأسرية والمعيشية حكمت عليه أن يظل صامتًا سنوات طويلة حفاظًا على أسرته، لكنه بعد أن رأى محاولات في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لاستغلال القصة وتشويهها بإضافة بعض الأكاذيب، قرر أن يخرج عن صمته ويشارك في الفيلم ليوثق الحقيقية».
رحلة 10 سنوات
فيلم «إخفاء صدام حسين» إنتاج عراقي – نرويجي مشترك، استغرق إنتاجه 10 سنوات، حيث يقول مخرج الفيلم «مصطفى هالكوت» في تصريحات صحفية: «بحثت عن علاء نامق عامين. أما إنتاج الفيلم فقد استغرق عشرة أعوام، وشاهدت خلالها أكثر من ثلاثة آلاف ساعة من أرشيف العراق واطلعت على خمسة عشر ألف وثيقة عن البلاد خلال تلك الفترة».
وأضاف قائلًا: «رأينا صدام الدكتاتور الذي حكم العراق 35 سنة، ولكننا لم نكن نعلم ماذا حدث في أيامه الأخيرة، لذلك كان من المهم بالنسبة لي كمخرج أن أُري العالم تلك الأيام. والفيلم لا يتحدث عن صدام، إنما عن قصة علاء نامق»، معربًا عن أمله في عرض الفيلم في بغداد والمدن الأخرى قريبًا.
أما الممثل «ياسين حماد أمين»، الذي لعب دور «صدام حسين» في أحداث هذا الفيلم الوثائقي، فيعتبر أن هذا الدور من أهم الأعمال التي قام بها حيث تم اختياره بسبب التشابه في العيون والحواجب مع الرئيس الراحل، مضيفًا: «المشهد الذي أثر في كممثل عندما نزع عنه كل الملابس والرتب العسكرية وعاد للبس الزي العربي، وما شعرت به ليس تأسفًا على نظامه بل أين كان وماذا حل به؟».
فريق العمل
ويأتي الفيلم من تأليف وإخراج هالكوت مصطفى، ويشارك في البطولة: ياسين حماد أمين، وسعيد الله فيض الله، وشنار عماد غانم، وبرزان قابيل إبراهيم، ورواند جاباه، وطارق الخياط.