سوليوود «وكالات»
تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان في السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، الفيلم الأميركي «لا تتركي أثرا» للمخرجة ديبرا جرانيك، الذي تستند حكايته إلى كتاب «التخلي عني» للكاتب بيتر روك، وذلك كما جاء في صحيفة الرأي.
والشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم هما العسكري الأميركي المتقاعد الأب ويل (الممثل بين فوستر) وابنته توم ابنة الثالثة عشرة سنة (الممثلة النيوزيلندية توماسين ماكينزي)، يعيش الأب مع ابنته على مدى عدة سنوات سرا في غابة صغيرة في عزلة تامة بعد وفاة الزوجة، حيث يقوم الأب بتعليم ابنته كيف تتاقلم مع الطبيعة وتعيش فيها، وذلك باستثناء دخولهما إلى المدينة لشراء المواد الغذائية الضرورية التي يعتمدان في الحصول على المال لشرائها عن طريق بيع الأدوية التي توزعها القوات المسلحة الأميركية على المحاربين العسكريين المتقاعدين.
وتتميز العلاقة بين الأب وابنته بأنها تخلو من الجدل أو المشاحنة، ويسود علاقتهما التفاهم والمسامحة واغتنام الفرص المشتركة.
وبعد اكتشاف وجود الأب بمحض الصدفة في الغابة يعتقله رجال الأمن هو وابنته ويحوّلانهما إلى الخدمات الاجتماعية، حيث يقدّم لهما الطعام ويوفر لهما منزلا وعملا للأب في مزرعة، فيما تلتحق الابنة بإحدى المدارس وتصادق الأطفال المحليين، إلا أن الأب ويل لا يشعر بالارتياح ويقرر العودة مع ابنته إلى الغابة، رغم اعتراض ابنته، ويقيمان في كوخ مهجور.
وعند خروج الأب للبحث عن الطعام ذات يوم يتزحلق ويفقد وعيه، ثم تعثر عليه ابنته وتستعين بالمارة الذين يساعدون الأب ويوفرون لهما السكن وسط الغابة في مخيم يقيم فيه بعض كبار السن، حيث يتلقى الأب العناية من ممرض عسكري متقاعد، في حين تشعر الإبنة بالإرتياح في العيش وسط هذا المجتمع المتآلف لكن هناك إصرار الأب على العودة إلى الغابة.
يقدم الفيلم حكاية بسيطة في ظاهرها، لكنها غنية بالتفاصيل المعبّرة ومليئة بالأفكار التي تحتاج إلى التأمل فيها، وربما هذا ما ادى إلى أن يستقبل فيلم «لا تتركي أثرا» بثناء كبير من نقاد السينما حول العالم، كونه من بين الأفلام الأميركية المستقلة، ويتميز بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو والتوازن بين القوة العاطفية والوقع الدرامي القوي وبين بساطة الحكاية وقوة التشويق وبراعة التصوير في تقديم العرض البصري الواقعي لمشاهد الفيلم المصورة في معظمها وسط الغابات، كما يتميز بالأداء الواقعي للممثلين، وفي مقدمتهم بطلا الفيلم الممثل بين فوستر والممثلة الطفلة توماسين ماكينزي. وبذلت المخرجة وكاتبة السيناريو المشاركة ديبرا جرانيك جهودا كبيرة لاختيار الممثلين المحترفين والهواة لهذا الفيلم وإيجاد المواقع المناسبة لتصوير مشاهد الفيلم من أجل تحقيق الأجواء الواقعية للفيلم.