نجلاء محمد
ستطاردك كثيرًا عبارة «الطمع يقل ما جمع» عندما تشاهد فيلم «شماريخ» للمخرج عمرو سلامة، وبطولة: أسر ياسين وأمينة خليل وخالد الصاوي.
من حق صناع العمل أن يطمحوا لتجسيد الرومانسية والتشويق والأكشن والإثارة والتفجيرات، ولكن ليس للحد الذي يجعل من العمل وكأنه جمع من كل فيلم مشهدًا ومن كل قصة حدوتة.
تبدأ الأحداث بالمحامية الشابة «أمينة»، صاحبة المبادئ التي ترى في والدها المحامي الشهير مثلاً أعلى للخير والأخلاق، ويقتل والدها في ظروف غامضة على يد مجرم محترف يحاول قتلها أيضًا، لكنه يقع في حبها في لحظات بدون مبرر أو منطق، فينقذها من الموت في اللحظات الأخيرة غير عابئ بما سيقع عليه من عقاب من العصابة العتيدة التي تملي عليه أوامرها.
وبمرور الوقت تجمع الصدفة بين المحامية والمجرم لتدور بينهما قصة حب تعبر الكثير من العقبات والمواقف الإنسانية، وتتخللها عشرات المشاهد المثيرة من تفجيرات ومطاردات وتصفيات جسدية.
كانت المشاعر الإنسانية بين المحامية والقاتل كافية لعمل فيلم جيد ومتعادل، لكن يبدو أن صناع الفيلم أرادوا المزيد من مشاهد الأكشن، فكان بين المشهد والآخر مشهدان ينفجر فيهما مصنع ضخم، أو يواجه المجرم وحده عشرات من أعضاء العصابة ويهزمهم بدون أي منطق ليخرج مع حبيبته الجميلة استعدادًا لمغامرات جديدة وأكشن وتنكر وهروب ينتظرونه عند حافة المشهد التالي.
المبالغة قد تكون في بعض الأفلام الأميركية مقبولة وجاذبة بناء على المنطق والتقنيات وقوة البطل الخارقة، لكن أن نبني أحداثًا خرافية بدون منطق كان أمرًا شديد الغرابة من مخرج مخضرم له أعمال مهمة مثل: «لا مؤاخذة» و«برة المنهج» و«أسماء».
سيراودك شعور عند المشاهدة أحيانًا أن المخرج أراد تحقيق أحلام الممثلين، فصنع لكل منهم حكاية غير مقنعة ومستوحاة من فيلم عربي قديم أو أجنبي، مثل حكاية أن البطل القاتل هو ابن غير شرعي لرئيس العصابة، وأنه ينفذ أوامر والده الشيطانية لعله يحظى بفرصة في إثبات النسب.
أما الأب، فهو شخص قاسٍ بلا مبرر، ويبالغ في تدليل ابنه الثاني فارس «المعترف به»، فيتحول إلى شخص لن تفهم إن كان شريرًا، أم قصد أن يكون كوميديًا، فهو يتحدث العربية بصعوبة، ويجاهر بشره بمنتهى الفخر الكوميدي، ومع ذلك يستسلم الابن غير الشرعي لأي مخطط ساذج من شقيقه الشرير وهو يعلم بنواياه.
بني الفيلم على كلمة «شماريخ»، وهي إحدى أنواع التفجيرات، وحاول استخدام أكبر كمية مفرقعات حتى يستخدم اسم الفيلم بشكل مقنع، في حين لا وجود حقيقي بهذا الشكل لمصانع المفرقعات والبارود والأسلحة التي يحاول الفيلم الترويج لها.
حاول العمل أن يكون تجاريًا بطريقة السينما الهوليودية، لكنه تناسى أنه بلا منطق حقيقي لا يمكن أن يكون هناك إبهار أو استمتاع.