نرمين يُسر
الفيلم السعودي «رولم» الذي تم تصويره في أنحاء مدينة جدة على الساحل الغربي للبلاد، يتناول قصة الشاب عمر نزار «خالد يسلم» الذي قرر إخراج الأفلام ويبحث عن شخص يؤمن بمبادئه وأفكاره.
عمر مخرج في وكالة إعلانات، ويحاول مهند أقرب أصدقائه الحصول على عميل حتى يتمكنوا من دفع فواتير الشركة. المتطلبات الرئيسية للعميل لحملته الإعلانية هي تضمين عنصر تجاري مع عرض لقطات من مدينة جدة القديمة، لكن يجب عليه أولاً كسب ثقة العميل. عندما لا تسير الأمور في طريقه، يبدأ عمر في التفكير في متابعة شغفه بطريقة مختلفة. يبدو أن عمر وصل إلى مفترق طرق في حياته. إنه غير سعيد بعمله، وعلاقته العاطفية في خطر. يحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات حول ما يريد أن يفعله بحياته. بعض الأسئلة المحتملة التي يمكن لعمر أن يسألها: ما الذي أنا شغوف به؟ ما هي نقاط قوتي وضعفي؟ وما نوع الحياة الذي أريده؟ ما الذي أنا مستعد للتضحية به لتحقيق أهدافي؟
بمجرد أن يحصل عمر على فهم أفضل لما يريد، يمكنه البدء في وضع خطة لتحقيقه. ليس الأمر سهلاً دائمًا، ولكن من المهم متابعة أحلامك والعيش في حياة تفتخر بها.
وبينما يبحث مهند عن عميل جديد يواجه عمر أفرادًا من الشرطة بعد تقديم شكوى ضده من قبل الجيران بسبب عدم ارتداء النساء حجابًا يغطي شعرهن أثناء التصوير. هذه الحالة تضع عمر في ورطة، إذ اقتاده الشرطي إلى المخفر واضطر والده إلى الحضور كضامن له.
يرفض عمر العمل بالإعلانات التجارية وغطرسة العملاء، ويتجه أخيرًا لتحقيق حلمه فيتعرف على رجل سبعيني يمتلك متجرًا للأنتيكات والتحف، يشتري منه أسطوانات لأم كلثوم وعبدالوهاب، ثم يعرف عمر أن عم فريد «شاهر القرشي» مصور سينمائي متقاعد، درس السينما في باريس التي عاش فيها 7 سنوات من أجمل سنوات حياته – على حد قوله – فيطلب عمر من فريد صورًا قديمة عن مدينة جدة. يبدو أن فيلمه الأول سوف يكون عن المدينة العتيقة الساحرة، إذ بدأت فكرة الفيلم تراوده عندما اقترح على أحد عملاء الشركة أنه يرغب في فكرة إعلان عن الشاي، فقدم له عمر فكرة الحديث عن تاريخ صانعي الشاي أنفسهم ولقطات قديمة عن مدينة جدة، ولكن الرجل رفض، فما كان من عمر إلا أن ثار واتهم العميل بالغباء. بالطبع إنها فكرة عبقرية، لذا استخدم فكرته في صنع فيلم وليس مجرد إعلان تجاري.
في هذه الأثناء يصادف عمر حبيبته السابقة في السوبر ماركت ليقولا وداعهما الأخير. يجد عمر معنى جديدًا لحياته المهنية كمخرج سينمائي. ويستمر الفيلم في سرد رحلة عمر في صناعة الأفلام بين حماسه وشغفه، وبين قوانين الدولة التي تمنع إعادة تشغيل سينما العم فريد التي هي عبارة عن جزء من مرأَب منزلي يسع بالكاد 50 متفرجًا.
فيلم الدراما الفني «رولم» أخرجه عبدالإله القرشي بالتعاون مع الكاتب ياسر حمد، على منصة نتفليكس. وقد تطرق الفيلم إلى أهمية السينما في مدينة جدة واستعادة القصص التاريخية، وما يشار إليه بأنه «الأيام الخوالي» للسكان المحليين، حيث تقدم شخصيات الفيلم وجهة نظر معاصرة حول كيفية تقدم الأفلام والحاجة إلى اللحاق بالركب في دول الخليج والعالم. فلطالما كانت دول الخليج مترددة في استخدام قوة السينما، فالقوانين في هذه الدول ليست منفتحة تمامًا على فكرة تقدم الفيلم الذي ينتسب لثقافة غنية مثل الثقافة العربية اليوم؛ إذ يصور الفيلم ارتداء الحجاب في التصوير أمرًا متعارفًا عليه، وعمر ليس لديه أي اعتراض على مثل هذه القوانين السائدة في البلاد. لكن تغريب السينما في الدول الشرقية يصنع اختلافًا سينمائيًا صارخًا في الثقافات.