سوليوود «خاص»
تستقبل صالات السينما السعودية قريبًا، الفيلم الأميركي الكوميدي «A Man Called Otto»، للمخرج «مارك فورستر»، وبطولة «توم هانكس»، و«ماريانا تريفينيو»، و«راشيل كيلر»، و«مانويل جارسيا»، و«مانويل جارسيا رولفو»، و«كاميرون بريتون»، و«مايك بيربيجليا».
استنادًا إلى واحدٍ من الكتب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة الأميركية، وهو رواية «A Man Called Ove» للكاتب السويدي «فريدريك باكمان» الصادرة عام 2012، يقدم «توم هانكس» شخصية جديدة في الفيلم الذي أثار إعجاب النقاد والمتابعين، منذ عرضه الأول في 30 ديسمبر المنقضي محققًا إيرادات واسعة، حيث يحتل المركز الثالث في شباك التذاكر الأميركي، بأكثر من 10 ملايين دولار خلال أسبوعين.
ويعتبر «A Man Called Otto»، الفيلم الثاني الذي جرى تقديمه عن رواية «A Man Called Ove»، إذ يعتبر إعادة إنتاج للفيلم السويدي لعام 2015 الذي يحمل الاسم نفسه، من تأليف وإخراج «هانيس هولم».
عودة الروح للعجوز اليائس
يروي فيلم «رجل يدعى أوتو» قصة «أوتو أندرسون»، وهو رجل عجوز غاضب يسيطر عليه اليأس، منذ وفاة زوجته «سونيا» بمرض السرطان، فيحاول الانتحار أكثر من مرة قبل أن تنتقل عائلة للعيش في المنزل المجاور، وهنا يتحول الرجل الذي لم يكن يرى أي هدف في حياته وتنقطع خططه، عندما يصادف جيرانه الجدد وهي عائلة شابة مفعمة بالحيوية.
يُقيم «أوتو» الذي يعيش في ضاحية «بيتسبرج» بولاية «بنسلفانيا»، صداقة غير محتملة تحوِّل عالمه البائس إلى آخر مشرق، في إطار قصة مضحكة ودافئة عن الحب والخسارة والحياة، حيث يثبت العجوز من خلال تصرفاته أنه يمكن العثور على العائلة في بعض الأحيان، في أكثر الأماكن غير المتوقعة.
«توم هانكس» يتعلم دروس الحياة
عادةً ما تميل إعادة إنتاج الأفلام الأجنبية في الولايات المتحدة الأميركية إلى تجانس مادة المصدر، لكن فيلم «A Man Called Otto» ليس فقط أكثر انتفاخًا من الفيلم السويدي الأول، لكنه أكثر غرابة بطريقة يصعب تحديدها من دون مشاهدته، حيث أن الفيلم غير مفاجئ لمن شاهدوا الفيلم السويدي المقتبس من هذه القصة عام 2015، أو الذين قرأوا الرواية الأصلية التي اقتبس منها الفيلمان، لكن الإصدار الجديد لـ«توم هانكس» يتعامل مع مزيج من الكوميديا والدراما، بطريقة غريبة في كثير من الأحيان، لتخفيف الكثير من الثقل العاطفي للقصة، مما يؤدي أحيانًا إلى فكاهة غير مقصودة.
يقدم «توم هانكس» دروسًا في الحياة، مفادها أن الإنسان باستطاعته أن يعيش سعيدًا، أو أن يتجاوز الصعاب لأسباب عديدة، فها هو «أوتو» الذي اشترى حبلًا قطعه بنفسه من المحل بعد وصلة من الفصال مع البائع ثم يحضر حفلًا، ليكتشف بعدها المشاهد أن «أوتو» الذي اشترى هذا الحبل، بقصد شنق نفسه في غرفة معيشته، حياته انقلبت رأسًا على عقب في لحظات.
قبل تغير حياته، يقدم الفيلم صورًا للمرحلة التي وصلها «أوتو»، فهو رجل غاضب من العالم، بالإضافة إلى إحباطه من التقاعد، وهو ينزعج باستمرار من الشباب الذين يصادفهم يوميًا، وكذلك من الأشخاص الذين يتبعون القواعد التعسفية التي وضعها الحي، لكنه غاضب أيضًا من العالم لأنه لم يعد قادرًا على العيش فيه بدون زوجته التي توفيت. وأثناء زيارة قبرها يقول الزوج العجوز: «لا شيء يعمل عندما لا تكون في المنزل».
خطط «أوتو» للعودة إلى زوجته على حد تعبيره، لكن خططه توقفت مؤقتًا عندما انتقلت «ماريسول» وعائلتها إلى المنزل المجاور، حيث يقيم «أوتو» و«ماريسول» صداقة، ويبدأ العجوز في رؤية الحياة بمنظور مختلف وهو يساعد جيرانه الجدد، ويثبت أنه بإمكان العائلات الجديدة والغريبة أن تكون بنفس أهمية الأسرة الحقيقية.
مقارنةً بإصدار 2015، فإن «A Man Called Otto» هو تحديث عسير مليء بالشخصيات مع خيارات موسيقية متنوعة، والعاطفة التي ترسمها قصة «أوتو» و«ماريسول» لصداقة رائعة تزداد مع مرور الوقت، ولذلك يمكن للمشاهد أن يشعر كأنه «أوتو»، محبط بسبب معظم ما يحدث لكن مع لمحة موجزة عن الجمال في العالم من حوله.
يقدم الفيلم جانبًا آخر من شخصية «أوتو»، الذي يعتقد أن الشباب دائمًا على خطأ، وأن الأشياء ليست جيدة كما كانت في السابق، في أحد المشاهد يسقط رجل كبير السن على مسار القطار ويقفز «أوتو» لاستعادته، ومع ذلك فإن الشباب الآخرين الذين كانوا ينتظرون القطار، يركزون بشكل أكبر على تصوير الحادث والحصول على الزاوية الصحيحة للرجل العجوز، أكثر من تركيزهم على الواقع.
«ترومان هانكس».. الابن والأب معًا
استحوذ الفيلم على اهتمام عشاق «توم هانكس» الفائز بجائزة «الأوسكار»، لأن ابنه الأصغر يؤدي شخصية النسخة الأصغر من شخصيته المميزة التي يلعبها والده ضمن أحداث الفيلم، حيث يظهر «ترومان هانكس» في مشاهد «فلاش باك» من ذكريات «أوتو»، وقد كانت مشاهد «الفلاش باك» تهدف لأن تكون بعضًا من أقوى اللحظات في الفيلم.
وقال «توم هانكس»، تعليقًا على مشاركة نجله في عمل يجمعهما لأول مرة: «أنا قمت بتغيير حفاضاته في وقت ما والآن نعمل معًا، لقد تمّ اختياره لسبب محدد للغاية نحن نشبه بعضنا البعض، فهو الشخص الأنسب لتقديم نفس الشخصية في مرحلة عمرية أصغر»، وفقًا لمجلة «بيبول» الأميركية.
مشاهد الانتحار.. أراد الله أن يعيش «أوتو»
وفق تصريحات صحفية يقول «توم هانكس»، إنه لم يتحمل مسؤولية تصوير محاولات انتحار شخصيته باستخفاف، حيث لا يريد «أوتو» أكثر من الانضمام إلى زوجته «سونيا» في الحياة الآخرة، وهي رغبة تدفعه إلى محاولات انتحار متعددة بطرق مختلفة.
وقال «هانكس» في مقابلة مع «TheWrap»: «لم نتعامل مع المسؤولية التي تحملها تفاصيل الفيلم ومحاولات الانتحار باستخفاف على الإطلاق، لأنه من ناحية لا يوجد شيء مضحك في ذلك، ولكن من ناحية أخرى أعتقد أن الدرس المستفاد من الفيلم هو أن الله أراد أن يعيش أوتو».
أدوار «توم هانكس»
وقدم «توم هانكس» خلال عام 2022، مجموعة مميزة من الأدوار السينمائية، ومن المتوقع أن يحصد عن أحدها على ترشيحات مميزة في جوائز «الأوسكار»، أبرزها تجسيده شخصية «كلونيل توم باركر»، التي ظهر بها ضمن أحداث فيلم «elvis»، الذي يجسد قصة حياة المغني الشهير «إلفيس بريسلي».