نجلاء المزين
يتداول كثيرًا في أوساط النساء الاجتماعية، والإعلامية، مؤخرًا، ما يسمى باستراتيجيات الانتقام عند خيانة الرجل. ينعم الرجال بطبيعة الحال بصلاحيات تفوق صلاحيات شقائقهم، ويترك للنساء الكيد. فقد تكيد بعضهن بالنسيان والتجاهل، وأخريات بالثأر وتغذية الكرامة، وكثيرات بالدعاء. اتبعت مرزوقة الطريق اللامع للانتقام، وهو السير في طريق النجاح. مع ميلي التام إلى أن ترميم المشاعر بالنجاح وسيلة براقة، إلا أن مرزوقة بطابعها الكوميدي خفيف الظل جسدت نوعًا مبالغًا فيه؛ فقد انتقمت من جميع الرجال بالاحتيال والانتصار. كانت مرزوقة، ذات اللهجة القصيمية التي نحبها، تعيش مع زوجها، في الخبوب، حياة بسيطة يظللها الحب والعطاء وصفاء النية. ثم ينقلب كل شيء حين يطل المال عليهما من النافذة، ومن هنا تبدأ الأحداث. تنقلت مرزوقة من حكاية لأخرى بواقع حلقتين أو ثلاث لكل حكاية بطريقة سلسة تتخللها بعض المفاجآت لكيلا تشعر المشاهد بالملل. والسمة الأبرز في حكايات مرزوقة أنها تجددت باستمرار وكانت تطور وتعدل خطتها وأدواتها عند كل مرحلة، وهذا ما مكنها من الاستمرار، بالرغم من الوقوع أحيانًا بشر أعمالها. كما طرحت الأحداث في أحيان كثيرة تساؤلات عن أولوية العقل أو العاطفة، تركت لدى المشاهد فسحة جميلة للحيرة، ثم كانت مرزوقة تحسمها دائمًا بصرامة.
يمثل المسلسل ذو العشرين حلقة إضافة ممتازة للدراما السعودية المسلية بعيدًا عن الرسائل المباشرة. مع ذلك، لم يخلُ المسلسل من الجمل الرنانة التي أكدت قوة النساء ومهارتهن في التنافس والنجاح. إضافة إلى كثافة الوجود الشبابي السعودي في المسلسل، وخاصة الممثلات الإناث، بجانب الأسماء الكبيرة لأبطال العمل مثل: ريم عبدالله، ومحمد الطويان، ومحمد القس، والمؤلف علاء حمزة، والمخرج عمر الديني. كل هذا الجمال أشغلنا قليلاً عن المآخذ البسيطة مثل عدم وجود الشخصيات التي تخدم الحدث في كل المشاهد، وضعف بعضها وخلوها من الحوار والتركيز على ما يخدم الحدث فقط بدون خلق أجواء داخل المشهد يمكن أن تمتع المشاهد، أو تضيف إليه معرفة أو قيمة، أو حتى نكتة.
لمّحت بطلة المسلسل ريم عبدالله في برنامج نواعم على (mbc) إلى احتمالية إنتاج جزء ثانٍ للمسلسل، نتمنى أن يكون على نفس القدر من المتعة مع ملء الثغرات البسيطة في العمل.
نجلاء المزين – باحثة في الإعلام والثقافة