سوليوود «متابعات»
يواصل الفيلم المصري «ريش»، رحلته الناجحة بين المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى حاصداً للجوائز المرموقة بشكل متتابع.
واقتنص الفيلم الذي أحدث ضجة واسعة في الأوساط الفنية المصرية والعربية عقب عرضه في مهرجان الجونة الشهر الماضي، 4 جوائز مهمة في ختام الدورة الـ32 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية الدولي في تونس مساء أول من أمس.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط حصل فيلم المخرج عمر الزهيري على الجائزة الكبرى «التانيت الذهبي» لأفضل فيلم روائي طويل، بالإضافة إلى 3 جوائز أخرى هي جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول، وجائزة أفضل سيناريو لأحمد عامر، وعمر الزهيري، وجائزة أفضل ممثلة لبطلته دميانة نصار.
ويأتي ذلك بعد نحو 3 أسابيع من فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، الذي شهد انسحاب عدد من الفنانين منهم شريف منير وأحمد رزق حين اتهموا الفيلم بالإساءة إلى سمعة مصر وتقديمه الفقر بشكل سيئ، رغم فوزه بجائزة «أسبوع النقاد» المرموقة في مهرجان «كان» السينمائي واحتفاء وزارة الثقافة المصرية بفريق العمل وتكريمه قبل انعقاد مهرجان الجونة.
فيلم «ريش» الذي شارك في إنتاجه كل من مصر وفرنسا وهولندا واليونان، هو أول الأفلام الطويلة للزهيري (33 عاماً)، وأول فيلم مصري يحصل على جائزة «أسبوع النقاد» من «كان»، كما حصل على جائزة «الفيبرسي» بنفس المهرجان. وجائزة سينمائية أخرى من الصين.
وتجاوز فيلم «ريش» الضجة الكبيرة التي صاحبت عرضه في مهرجان الجونة في مصر خلال الشهر الماضي، وأثبت مجدداً أنه جدير بثقة لجان التحكيم في مهرجانات دولية عدة.
ويرى الناقد المصري خالد محمود أن فوز الفيلم بجوائز مرموقة من مهرجانات كبرى يرجع إلى «تجربته المختلفة وطريقة تناوله الفريدة»، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن مخرج فيلم (ريش) قدم رؤية مميزة لقصة بسيطة وتقليدية، مشيراً إلى أن «لجان التحكيم تهتم بشكل لافت بالأفلام الحاصلة على جوائز من مهرجانات دولية كبرى، على غرار (كان)، لا تتأثر بحكمها السابق لكنها تركز على جوانبه المميزة». لافتاً إلى أن «الجوائز تمنح عادة للأفكار غير التقليدية خصوصاً للأفلام العربية».
ويجمع الفيلم بين الفانتازيا والواقع لأسرة مهمشة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال يعيشون في فقر مدقع، لكن حياتهم تتواصل بشكل أو بآخر من خلال الأب الموظف الذي يدير حياتهم ويدبر احتياجاتهم، وبينما يحتفل بعيد ميلاد أحد أطفاله يدعوه الساحر لدخول صندوق، ويحوله إلى دجاجة تثير دهشة الحضور، لكنه يفشل في إعادته مرة أخرى، لتبدأ رحلة الزوجة المنكسرة في مواجهة عالم لا تعرفه لتدبير نفقات أسرتها والبحث عن حل لزوجها، في منزل يسكنه الفقر وتفوح منه رائحة القذارة التي تعشش في أركانه، ويتضمن مشاهد مقززة رغم أنه يبدأ بفكرة براقة تجنح إلى الفانتازيا، كما تتفوق عناصره الفنية بشكل كبير، حسب نقاد.
وأثبتت السينما المصرية حضورها المميز في قرطاج كذلك من خلال حصول الفيلم المصري «كباتن الزعتري» للمخرج علي العربي، على تنويه خاص من جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول، والفيلم المصري «أميرة» للمخرج محمد دياب على تنويه من لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة.
واستطاعت بطلة الفيلم دميانة نصار ابنة قرية «برشا» في المنيا (جنوب مصر)، التي خاضت تجربة التمثيل لأول مرة عبر «ريش»، إقناع لجان التحكيم بأدائها السهل الممتنع.
وأعربت عن سعادتها الكبيرة بفوز الفيلم بكل هذه الجوائز، مؤكدة في تصريحات خاصةً لـ«الشرق الأوسط» عن «رغبتها في استكمال مشوارها السينمائي بعد حصولها على تدريبات وتطوير مهاراتها الفنية».
وسمعت نصار بخبر فوزها بجائزة أحسن ممثلة (أول جائزة شخصية تحصل عليها في حياتها)، من المخرج عمر الزهيري مساء أول من أمس، عقب الإعلان عن الجوائز. واعتبرتها تعويضاً لها ولفريق العمل بعد الهجمة التي تعرض لها الفيلم في مهرجان الجونة أخيراً. على حد قولها.