سوليوود (الإمارات)
بعد أن قضى نحو 18 عاماً في كواليس العمل السينمائي كما ذكر موقع البيان، ساهم خلالها في إثراء السينما الإماراتية وتجويد أعمالها فنياً، ها هو المخرج أحمد حسن أحمد، يعلن عن بدء مرحلة جديدة في مسيرته، بدخوله سحر السينما، من بوابة فيلمه القصير «وضوء» الذي يجول فيه حالياً بين مهرجانات السينما العالمية، بعد عرضه العالمي الأول في الدورة 14 لمهرجان دبي السينمائي الدولي.
أحمد الذي عمل مديراً فنياً لنحو ثلثي الأفلام الإماراتية، أكد في حواره مع «البيان»، أن «وضوء» يمثل تجربة جديدة في حياته، بعد سنوات طويلة في العمل السينمائي.
وقال: خروج «وضوء» إلى النور هو بمثابة تلبية لنداء داخلي، بضرورة تقديم عمل يحمل رؤيتي الفنية، مطالباً بضرورة إيجاد منصات عرض خاصة لتقديم الأفلام الإماراتية، لاسيما بعد تحويل مهرجان دبي إلى حدث يقام كل عامين، وأشار إلى أن غياب النقد السينمائي الحقيقي، يعد واحداً من أهم التحديات التي تواجه السينما الإماراتية. وأضاف: ما يتوفر لدينا فقط قراءات للأفلام وليس نقداً، وهذه لا تساعدنا كصنّاع أفلام للارتقاء في أعمالنا.
ويقول أحمد: بعد مشاركته نهاية العام الماضي في مهرجان دبي السينمائي، تمكن فيلمي «وضوء» من الخروج من حدود دولة الإمارات، نحو الهند، حيث شارك هناك في احد المهرجانات وحاز شهادة تقدير من لجنة التحكيم، كما استطاع الوصول أيضاً إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في الدورة الـ41 لمهرجان «آسيا أميركا» الدولي.
حتى الآن كانت ردود الفعل مشجعة، ووصلتني إشادات كثيرة بالعمل وفكرته، ولعل أبرزها ما قاله المخرج الإماراتي مسعود أمر الله: إن «وضوء» أحد أهم الأفلام الإماراتية بعد فيلم «سبيل»، وهو ما أعتبره شهادة تقدير كبيرة لي، مشيراً إلى أنه لا يزال يجتهد في محاولة إشراك الفيلم في عدد من المهرجانات العربية والدولية، معتبراً أن دخوله في أي منها هو بمثابة مكسب له وللسينما الإماراتية.
قال: بعد قرار تحويل مهرجان دبي السينمائي إلى حدث يقام كل عامين، أعتقد أنه بات يتوجب على وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والهيئات الثقافية في الدولة، العمل على إيجاد منصات خاصة لعرض الأفلام الإماراتية ليس فقط داخل الدولة، وإنما خارجها أيضاً، لأن السينما تعد واحدة من أهم الوسائل القادرة على إبراز الوجه الثقافي للإمارات، ووسيلة لنقل ثقافتنا إلى الآخر.
وفي فيلمه، تحلى أحمد بالجرأة العالية، بطريقة طرح فكرة العمل الذي صوره في الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، ليبدو من خلاله أنه تمكن من دخول السحر السينمائي تماماً، مستفيداً من مخزونه الفكري والعملي في السينما الإماراتية.
ورغم ما حصل عليه فيلمه من تقدير، إلا أن أحمد لا يبدو راضياً عن المستوى الذي وصلت إليه السينما الإماراتية حالياً، قائلاً: بالنسبة لي مستوى السينما الإماراتية الحالي آخذ بالانحدار في ضوء جملة التجارب التي طرحت أخيراً.
وأضاف: خلال 19 عاماً وهي عمر السينما الإماراتية تقريباً، أعتقد أننا قطعنا مراحل جيدة، واستطاعت السينما الإماراتية أن تتطور بشكل لافت، على مستوى الكوادر البشرية أو التقنية، لدرجة أنها سبقت نظيراتها في الدول الخليجية، ولكن سيطرة التفكير المادي والتجاري على صناع الأفلام المحلية، بدأ ينعكس سلباً على الأداء بشكل عام، حيث افتقدت معظم الأفلام عناصر السينما الرئيسة، واعتمدت على نصوص ركيكة.
وأكد في الوقت نفسه، أنه لا يقف ضد السينما التجارية. وأضاف: لست ضد الدخول في السينما التجارية، ولكن يجب أن ندخلها بقوة معتمدين على أفكار وطرق تصوير محترفة، وما أراه حالياً هو مجرد تصوير أفكار وليس أفلاماً سينمائية حقيقية.