سوليوود «أبوظبي»
الفيلم السينمائي الصامت «تعصب» الذي تم عرضه، مساء أمس الأول، على مسرح السعديات، ضمن برنامج «المهرجان السينمائي: التسامح» والذي يقام برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، بالتعاون مع المعهد الألماني «جوته»، تضمن مشاهد تاريخية متعددة، منها مشهد «الحداثة» في الولايات المتحدة الأميركية، ومشهد مدينة يهودا التوراتية في القرن الأول الميلادي، ومذبحة سان بارتيليمي بفرنسا في القرن السادس عشر، وبابل في القرن السادس قبل الميلاد، وتظهر جميع هذه المشاهد متشابكة، حيث تم دمجها وإعادة تركيبها بجهد فني كبير ومميز، لمخرج ومنتج الفيلم الراحل دافيد فارك جريفيث، وذلك كما جاء في الاتحاد.
نبذ الكراهية
تضمنت الأحداث مشاهد حول الخطر العالمي للجشع الرأسمالي والتطرف الديني والطموح الإمبريالي الذي يغذي التعصب، في نداء موجه إلى الإنسان كي يستخدم سلطته وقوته بهدف الصمود في وجه كل ذلك، من خلال أحداث الفيلم التي جرت خلال الحرب العالمية الأولى.
ويهدف الفيلم، حسبما قال المخرج الأميركي والمؤرخ السينمائي أليكساندر شفارتس، إلى محاولة تحريك الأعماق الإنسانية وحث الجميع على السلام والتآزر الوجداني والكرامة والتسامح والعدالة، مع التأكيد على نبذ ومواجهة العنف والكراهية والقمع والاضطهاد والحرب، حتى يتم نشر الحب والسلام.
كما قدم شفارتس شرحاً وافياً عن فيلم «تعصب»، والذي تبلغ مدته 167 دقيقة، وتم عرضه سينمائياً عام 1916.
ملحمة سينمائية
وأراد القائمون على الفيلم في ذلك الوقت، أن يكون أكبر ملحمة سينمائية في التاريخ، فأنفق جريفيث كمنتج مبالغ طائلة وأمر بإنشاء كواليس ضخمة ضمت عشرات الآلاف من الكومبارس، نتيجة ولعه بتقديم رؤية سينمائية اجتماعية وتاريخية عظيمة، ولم يكن جريفيث رائداً من ناحية تقنيات السينما فحسب، بل كان «والد السينما الأميركية»، ومجدداً موهوباً وأحد أعظم المخرجين على مر التاريخ من حيث لغة السينما وسياق المكان والحركة والإيقاع والرموز والنص.
وإجمالاً كان فيلم «تعصُّب»، من أعظم مشاريع جريفيث على الإطلاق، وهذا ما أجمع عليه المتحدثون قبل افتتاح العرض، ومنهم سعادة أرنست بيتر فيشل سفير دولة ألمانيا لدى الإمارات الذي شكر دائرة الثقافة والسياحة على إتاحة الفرصة للحضور لمشاهدة هذه العروض السينمائية النادرة.
أهمية التسامح
وقد التقت «الاتحاد» مع الفنانة الإماراتية فاطمة الطائي التي تحدثت عن أهمية التسامح في الإمارات، وقالت: «يسرني دعوة معهد «جوته» للمشاركة في مشاهدة هذه العروض السينمائية النادرة التي خصصت موضوعاتها عن التسامح، ومن المهم أن نرى من خلال هذا العرض الصامت الكثير من تعدد مظاهر وعادات مجتمعات متنوعة الثقافة، لنلمس معاني التسامح من خلال الفن، ليكون انتشاره واسعاً، وتأثيره عميقاً، حيث إن أهمية العمل الدرامي أنه يضعك في قلب الحدث، وكأنك تعيشه».