سوليوود «متابعات»
شهد عالم الأدب، العديد من التساؤلات حول هوية الكُتّاب الحقيقيين للأعمال الشهيرة. وهو الأمر المتناقض تمامًا مع عالم السينما، حيث لم يكن هناك جدال حول تحديد هوية الاسم المستعار، ففي منتصف القرن التاسع عشر، برز جدال كبير حول أصالة أعمال شكسبير، حيث تساءل البعض عمّا إذا كان الأديب الإنجليزي من مدينة ستراتفورد في إنجلترا هو الكاتب الفعلي للأعمال المنسوبة إليه. وصحيح أنّ فكرة التشكيك بأصالة أعمال شكسبير لم تجد أدلة قاطعة تدعمها، إلا أنها بقيت موضع نقاش رغم جودتها.
وكان الوضع مختلفًا تمامًا في عالم السينما. حيث لم يكن هناك جدال حول تحديد هوية الاسم المستعار الذي يُستخدم لتنصل المخرجين من أعمالهم غير المرغوبة. هذا الاسم هو «آلان سميثي»، الذي أصبح على مدار عقود جزءًا من تاريخ هوليود الغامض.
أنشأت نقابة المخرجين الأميركيين في عام 1968، اسم «آلان سميثي» لحل المأزق عن المخرجين الذين يرغبون بالتنصل من الأفلام التي لا تعكس رؤيتهم الفنية. حيث ظهر لأول مرة في فيلم «Death of a Gunfighter» عام 1969، بعد أن رفض المخرجان روبرت توتن ودون سيقل نسبة العمل إليهما. ويُقال أن الاسم مستوحى من ترتيب أحرف «The Alias Men»، لكن النقابة اختارت اسمًا عامًّا بإضافة حرفي «E» إلى «Smith».
وظهر اسم «آلان سميثي» من 1969 إلى 2000، في حوالي أربعين عملًا سينمائيًّا وتلفزيونيًّا، حيث كان يُستخدم عادة للنُّسخ المعدلة، بينما تُنسب النسخة الأصلية إلى المخرج الحقيقي. وللحصول على حق استخدام الاسم، كان على المخرج إثبات أن رؤيته أُجهضت بسبب تدخل الاستوديو. لكن بمجرد استخدام الاسم، كان يُمنع المخرج من الإفصاح عن الأسباب.
حمل الاسم أفلامًا بارزة مثل «Dune» لديفيد لينش، و«Heat» لمايكل مان في نسخته التلفزيونية. كما استُخدم في أعمال كرتونية مثل فلم «Mighty Ducks the Movie: The First Face-Off»، وسلسلة «Tiny Toon Adventures»، حيث أُضيف الاسم للحلقات المُنتجة بعد انسحاب المخرجين الأصليين. ومع ذلك، حققت بعض أعمال «آلان سميثي» نجاحًا رغم ارتباطها بهذا الاسم.
وأصبح «آلان سميثي»، مع مرور الوقت، مرادفًا لـ«كارثة شباك التذاكر»، مما أزعج النقابة. في 1998، صدر فيلم «An Alan Smithee Film: Burn Hollywood Burn»، الذي زاد من الشهرة السلبية للاسم. وصف النقاد الفِلم بأنه «سيئ على نحوٍ مذهل»، مما دفع النقابة إلى إنهاء استخدام هذا الاسم رسميًّا في عام 2000.
بعد توقف الاسم، لا يزال المخرجون الساخطون يستخدمون أسماء مستعارة، ولكنها ليست موحدة. أول فِلم في عصر ما بعد «سميثي» كان «Supernova»، الذي نسب إلى «توماس لي» بعد تدخل الاستوديو. كما غيّر أليك بالدوين اسمه إلى «هاري كيركباتريك» في فيلم «Shortcut to Happiness» بعد إعادة تحريره وتحويله من دراما إلى كوميديا.
في النهاية، أصبح «آلان سميثي» رمزًا للمخرجين الذين يسعون إلى التنصل من أعمالهم بسبب التدخلات أو المشاكل الإنتاجية، مما يعكس التحديات التي يواجهها الفنانون في صناعة السينما.