سلطان فادن
قلة من أفلام هوليوود ركزت في محاورها الرئيسية على أدوار بطولة لشخصيات المعماري. ومعظمها أظهرت المعماريين كشخصيات غير اجتماعية وغير محبوبة وساذجة، حتى تكونت لها صورة نمطية غير مشجعة لتكرار التجربة. وهذا الفيلم لا يخرج عن ذلك.
فيلم «The Brutalist» لعام 2024، من نوعية دراما ملحمية ومرتبطة بحقبة. أكثر من ترقب صدور الفيلم هم المعماريون، متوقعين أن الفيلم سيحكي سيرة أو سيرًا ذاتية لإحدى مدارس الفن المعماري «Brutalist Architecture».
مخرج الفيلم «برادي كوربت» الذي اشتهر بإخراج أفلام غريبة تحوي شخصيات مختلة نفسيًا. هو هنا مخرج ومساعد في كتابة الفيلم، كان التركيز الأساسي له على تجربة الهجرة إلى الولايات المتحدة بُعيد الحرب العالمية الثانية، وعلى كل ما تحتوي عليه هذه التجربة من كفاح ومعاناة وأيضًا من اختلالات.
الشخصية الرئيسية هنا شخصية المعماري المجري اليهودي المهاجر الناجي مما يسمّى بالهولوكوست «لازلو توث»، وأداها الممثل أدريان برودي. وهي شخصية مفبركة وغير حقيقية، ولا تمت بصلة للمعماريين المؤسسين لهذا الأسلوب المعماري في المملكة المتحدة وأوروبا.
الفيلم أشبع قليلًا شغف وانتظار المعماريين، كفيلم يحمل عنوانًا مهمًا لهم في عمارة القرن العشرين.
أهم جزأين في الفيلم الذي يمتد لأكثر من ثلاث ساعات ونصف «وهي مدة الفيلم غير المبررة كونها ليست سيرة ذاتية»، الجزء الأول هو أول ساعة والذي يقدم شخصية توث المعماري وبداية صعوده. وأيضًا آخر عشر دقائق من الفيلم الذي يلخص فلسفته المعمارية المبنية على تجربته الشخصية. ما بين هذين الجزأين أحداث وتجارب شخصية لتوث، تائهة وبدون ارتباط بين بناء الشخصيات ومكونات الفيلم «مضيعة وقت». وحتى الرسالة الأساسية لمظلومية المعماري اليهودي في أميركا تاهت مع كثرة تفاصيل الفيلم.
الفيلم حصل على مبالغة في المدح والتقييم من قبل نقاد السينما في الولايات المتحدة، وتم تقريبه كثيرًا إلى منصات الأكاديمية الأميركية «جوائز الأوسكار»، لا لجودته الفنية، بل أكثر لأنه يستوفي متطلبات الرضا من الأكاديمية.
التقييم: 6.5/10. ومناسب للكبار فقط.