تخبرنا المخرجة عن كيف أن فيلمها الفائز بجائزة في مهرجان كان يتعمق في علم نفس الطفل، وكيف حققت أقصى استفادة من بطلتها الاستثنائية، الطفلة مايا فاندربيكي.
جوناثان رومني
كان فيلم «Playground»، هو أول فيلم روائي طويل للكاتبة والمخرجة البلجيكية لورا واندل، أحد اكتشافات عام 2021، حيث فاز بجائزة Fipresci في قسم Un Certain Regard في مهرجان كان السينمائي وجائزة ساذرلاند في مهرجان BFI السينمائي في لندن.
ويُعد أحد أكثر الأفلام المؤثرة التي تم إنتاجها عن الطفولة، تم تصويره بالكامل في مدرسة. كما يوحي العنوان الأصلي باللغة الفرنسية «Un monde عالم»، فإن ملعبها هو عالمها المغلق، حيث يتعلم الأطفال كيفية التعامل في طقوس المجتمع الوحشية في بعض الأحيان. تركز القصة على نورا البالغة من العمر سبع سنوات «النجمة الطفلة مايا فاندربيك، وسميت بالاستكشاف العظيم»، الطالبة الجديدة القلقة التي غرقت في التسلسلات الهرمية والطقوس في الملعب. بينما كانت تعتمد في البداية على حماية شقيقها الأكبر إيبل «بتمثيل غونتر دوريت»، تجد نفسها تحاول حمايته عندما يصبح هو ضحية للتنمر.
جوناثان رومني: هناك تطور قوي جدًا في قصة نورا. هل تم تصوير الفيلم حسب التسلسل الزمني؟
لورا واندل: نعم صُور زمنيًا قدر الإمكان. لم نعط الأطفال نصوصًا أبدًا، لكنهم كانوا يعرفون بالضبط عمّا يدور حوله الفيلم. عملنا لمدة ثلاثة أشهر قبل التصوير. قسمناهم في مجموعات مختلفة الإخوة والأخوات، ثم الأصدقاء، ثم جميع الأطفال معًا. كان من المهم أن يقدموا إبداعاتهم الشخصية في الفيلم. عملت مع مدرس تربية خاصة استخدم طريقة رائعة تشمل جميع أنواع الألعاب، لكي يعتاد الأطفال على وجود الكاميرا. كنا نشرح لهم كيف سيبدأ موقف معين ونسألهم عما يعتقدون أن الشخصيات ستفعله أو تقوله. ثم نجعلهم يرتجلون، وكلما توصلوا إلى شيء مثير للاهتمام، كنت أعيد صياغة النص. أخيرًا، جعلناهم يرسمون كل ما قمنا به، لذلك انتهى الأمر بكل طفل بلوحة عمل كاملة خاصة به، تم إنشاؤها بأنفسهم.
كيف جعلتِ الأطفال ينقلون مشاعر معينة؟ على سبيل المثال، في البداية، عندما تكون نورا مستاءة حقًا، وتخشى ترك والدها
تحدثنا كثيرًا عن الأمور التي تسعِدهم، أو تحزِنهم، أو تغضِبهم. وأردنا منهم أن يحاولوا تحديد المشاعر فيما يتعلق بتجاربهم الخاصة، ولكن بطريقة لا تستهلكهم بالكامل. فعلى سبيل المثال، جعلناهم يصنعون دمى لشخصياتهم، لكي يعتادوا على التمييز بين نفسهم وبين الشخصيات.
كيف وجدتِ بطلة فيلمكِ؟
قابلنا نحو 200 طفل، ولكننا جدنا مايا بسرعةٍ كبيرة. كانت في السابعة من عمرها وأول شيء قالته لي كان: «سأعطي هذا الفيلم كل قوتي». لقد أثار ذلك إعجابي حقًا، كان هذا بالضبط ما أحتاجه لشخصية نورا. بمجرد أن وقفت أمام الكاميرا، أشعلت النار في الشاشة.
يعرض فيلمكِ عالمًا مغلقًا للغاية، فهو لا يخرج عن حدود المدرسة، وتحديدًا ساحة اللعب. لماذا قررتِ عدم إظهار الحياة المنزلية للأطفال؟
أردت أن يكون الحيز خارج الشاشة لكي يصبح مهم حقًا. أردت أن يتخيل المشاهدون ما يحتاجون إليه، فيما يتعلق بعائلات الأطفال. أردت أن أبقى داخل هذا العالم المصغر: إنه في الواقع يفتح أبواباً أكثر مما يغلقها.
يمكنكِ التصوير بأسلوب متسق للغاية فيما يتعلق بموضع الكاميرا، مع إبقائها على ارتفاع الأطفال؛ فبهذه الطريقة يمكن أن يدخل البالغون في الإطار أو أحيانًا لا يظهرون.
كان هذا شيء اعتمدته منذ بدء الكتابة. شعرت أنها أفضل طريقة لجعل المشاهد منغمسًا حتى يتذكر كيف كان الحال بالنسبة له في المدرسة. أردت أن يتذكر المشاهدون عمّا كانوا يشعرون حينما كانوا صغار في مساحة كبيرة لا يعرفونها.
لقد قمتِ بتصوير اللحظات الرئيسية في نقاط التحوّل في الحياة، مثل المرة الأولى التي تمشي فيها نورا على الحاجز في فصل اللياقة البدنية أو حين تتعلم ربط أربطة حذائها.
هل استلهمتِ الكثير من ذكريات الطفولة الخاصة بك؟
نعم. أربطة الحذاء، أتذكر كم كان ذلك انتصارًا، والشعور بالعار بعدم القدرة على ربطها. أردت أن يُذكر الفيلم الناس بمدى أهمية هذه اللحظات الصغيرة. غالبًا ما نميل إلى نسيان تلك الفترة من حياتنا، حتى نحاول إخفاءها، لكننا في المدرسة لمدة 12 عامًا من حياتنا، وثماني ساعات في كل اليوم.
هل وضعتِ نماذج معينة في عين الاعتبار، من حيث الأفلام عن الطفولة؟
فيلم The White Balloon الذي كان رابعًا للمخرج جعفر باناهي في عام 1995. وفيلم Ponette لجاك دويلون في عام 1996 بالطبع، وكذلك فيلم ?Where is the Friend’s House لعباس كياروستامي في عام 1987.
ما الذي أثر أيضًا على صناعة أفلامكِ؟
عندما ذهبت إلى معهد السينما وأنا في سن الـ18 لم أكن أعرف الكثير عن السينما، لكن بعض الأفلام أثرت فيني حقًا. مثل فيلم Jeanne Dielman لشانتال أكرمان، عام 1975. خرجت من السينما وأنا أرتجف بعد مشاهدتي له. وفكرت لنفسي: هذا ما أريد القيام به. فبالنسبة لي، إن كل ما هو في السينما يكمن في قوة التعاطف، أي الوقوف في حذاء شخص آخر لمدة ساعتين. ويتعلق الأمر بالتجربة الجماعية، حيث يشعر الكثير من الناس بنفس التعاطف في نفس الوقت.
المصدر: bfi.org.uk