تركي صالح
مهرجانات السينما لها أهمية كبيرة في عالم السينما. تعتبر هذه المهرجانات فرصة لعرض الأفلام الجديدة والمبتكرة وتكريم المواهب السينمائية. وهي أيضًا مناسبة للمخرجين والممثلين وصناع الأفلام للقاء بعضهم ببعض وتبادل الأفكار والخبرات. بالإضافة إلى ذلك، تساهم المهرجانات في تعزيز الثقافة السينمائية وتوسيع آفاق المشاهدين من خلال عرض أفلام من مختلف الأنواع والأصول الثقافية. وتعزز التواصل الثقافي وتعطي الفرصة للجمهور لاكتشاف أفلام جديدة ومختلفة.
بدأت المهرجانات تاريخيًا في العقد الثاني من القرن العشرين. ويعد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي أقدم المهرجانات حيث بدأ عام 1932. ومنذ ذلك الحين، تأسست العديد من المهرجانات السينمائية الشهيرة مثل مهرجان كان السينمائي ومهرجان برلين السينمائي الدولي. وتطورت هذه المهرجانات لتصبح أحد أبرز الأحداث السينمائية في العالم.
هناك العديد من الأفلام التي تعد خصوصًا للمشاركة في مهرجانات السينما. يتم اختيار هذه الأفلام بناءً على جودتها وابتكارها وقدرتها على جذب الجمهور والنقاد. وتتنوع هذه الأفلام في الأنواع والأصول والقصص التي تحكيها. فمنها الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية والأفلام القصيرة وغيرها. تلك الأفلام تعرض وتنافس في المهرجانات السينمائية لتحظى بالاهتمام والتقدير من قبل الجمهور وصناع السينما.
وعلى ساحل البحر الأحمر في مدينة الفن الدافئة جدة، وضعت العروس الأبدية أقدامها على بساط السينما الأحمر، ترسيخًا لدورها الثقافي المميز، وموقعها المهم وأثرها التاريخي النابع من خليط من الثقافات الفاعلة، لذلك فقد برز مهرجانها السينمائي كمحفل جديد وواعد في عالم يعج بالتظاهرات العالمية المتزاحمة في الجداول والفعاليات.
مهرجان البحر الأحمر للسينما الذي بدأ عام 2019 في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، يهدف إلى تعزيز السينما العربية والعالمية وتشجيع المواهب السينمائية. ويقدم المهرجان عروضًا لأفلام قصيرة وروائية طويلة ووثائقية، إلى جانب فعاليات وورش عمل ومحاضرات.
يتألّف البرنامج السينمائي للمهرجان من 11 قسمًا منسّقة بعناية من قِبل فريق من المبرمجين المخضرمين والمرموقين عالميًا، حيث يقدم المهرجان عبر هذا البرنامج تشكيلة متنوّعة وحصريّة من أفضل وأحدث الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة، إلى جانب الأفلام الكلاسيكيّة وأفلام التحريك وحلقات المسلسلات التي جرى استقطابها من جميع أرجاء العالم للعرض الحصري في جدة عبر شاشات المهرجان «موقع المهرجان». خطوة جديدة وسباقة في مجال السينما، رحلة تحتاج إلى الاجتهاد والعمل والصبر، تصنع عراقة تستلزم التزامًا متجددًا ودائمًا، وشغفًا لا يتوقف، ورصيدًا من الأعمال المتعاقبة والمتتالية، في نسق زاخم يتناغم مع مسيرة سعودية قادمة لا تتوقف في خلق حيوية متصاعدة وعالم شرق أوسطي قلبه السعودية.