دينا رجب
في عام 2019، كان عشاق سلسلة «Star Trek» على موعد مع جزء جديد مفعم بالتوقعات التي تحولت إلى خيبة أمل، عندما أثار مخرج أفلام العصابات العالمي كوينتين تارانتينو، الجدل بتخليه عن إخراج أحدث نسخة من السلسلة. وكان يتوقع لفيلم تارانتينو المحتمل أن يقلب موازين سلسلة الخيال العلمي الأميركية ويعيد صياغتها لو أنه أبصر النور، كما تمنى متابعيه.
ورغم حماسه في البداية، تراجع مخرج «Pulp Fiction» عن إخراج «Star Trek» في اللحظة الأخيرة، وكان السبب صادمًا لجمهوره، حينما أعلن عدم رغبته في ختام مسيرته الإخراجية ضمن سلسلة أفلام قائمة.
في مناقشة مع ستيف وينتراوب ضمن مقابلة حديثة لموقع «Collider»، ألقى كاتب السيناريو الشهير المرشح لجائزة الأوسكار، مارك إل سميث، صاحب فيلم «The Boys in the Boat»، الضوء على سبب تخلي كوينتين تارانتينو، عن فيلم «Star Trek»، وقال مارك في حواره: «لا يمكنني الكشف عن أي تفاصيل حول قصة الفيلم. كوينتين سيقتلني لو فعلت! لكن أشعر أنه أراد تقديم عمل قوي ومثير حقًا. فيلم من نوعية تصنيف R الصارم، وكان سيتضمن مستوى من العنف مشابهًا لـPulp Fiction».
يسترجع سميث ذكرياته حول تعاونه مع تارانتينو، قائلًا: «أتذكر أننا كنا نتحدث، وقال فجأة: لو استطعت فقط أن أستوعب فكرة أن فيلم ستار تريك سيكون آخر أفلامي، آخر شيء أفعله على الإطلاق. هل أريد حقًا أن يكون هذا ختام مسيرتي؟».
أسلوب تارانتينو، الفريد كان من المتوقع أن يأخذ العمل بخيال إبداعي فريد وصنيعة مخرج متمرس بعيدًا كل البعد عن النمطية التي باتت معهودة في الأعوام الأخيرة عن أعمال مارفل.
ربما يطارد تارانتينو قلق بشأن إرثه الفني، وربما أيضًا حلم بترك وراءه قائمة أفلام لا يشوبها خدش فني واحد . لطالما صرح أنه لن يخرج أكثر من عشرة أفلام روائية. وبهذا يكون مشروعه الحالي «The Movie Critic»، سيكون الفصل الأخير في مسيرته السينمائية.
في لقاء مع بودكاست «Pure Cinema» في عام 2021، قال تارانتينو: «إن معظم المخرجين تنتهي مسيرتهم بأفلام مريعة. هذا ما حدث لمعظم مخرجي العصر الذهبي، الذين انتهت مسيرتهم بصناعة آخر أفلامهم في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي».
يبدو أنها تلك كانت العقبة التي لم يستطع تجاوزها، لذلك لا يزال السيناريو ملقى على مكتبه. لو أكمل تارانتينو مشروع «ستار تريك» لكانت النتيجة تحفة فنية تتربع بلا منازع على عرش سلسلة أفلام الخيال العلمي الأسطورية. كان الفيلم سيصبح رحلة عاصفة تعكس رؤية تارانتينو الخاصة.
