عبدالرحمن الأنصاري
مجددًا تعود مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في نسختها الثالثة، لتفتح آفاقًا جديدة نحو تمكين المثقفين والمبدعين والمبدعات في مختلف المجالات الثقافية والفنية المتنوعة، التي يأتي على رأسها مجال صناعة السينما الذي يعدُّ مجالاً خصبًا وواعدًا؛ نظرا لما يحظى به من دعم لا محدود من قبل المسؤولين والقائمين على الوسط الثقافي، ويأتي في مقدمتهم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، الشغوف الذي لا يتوقف عن دعم وتمكين كل مبادرة من شأنها أن تسهم في تطوير وتعزيز الجوانب الثقافية في المملكة.
وعلاوة على تحفيز الجوائز الثقافية الوطنية للسينمائيين السعوديين لفئة الشباب من المخرجين والمؤلفين والممثلين، ماديًا ومعنويًا، من خلال تغطية جزء من تكاليف إنتاج أفلامهم، أو تطوير مهاراتهم وخبراتهم عبر المشاركة في ورش عمل أو دورات تدريبية أو مهرجانات سينمائية؛ تعمل كذلك على تكريم المبدعين الذين تركوا بصماتهم الواضحة في مسيرة السينما السعودية، منذ انطلاقتها إلى اليوم، بمجهوداتهم وتضحياتهم، في فترات مختلفة مرت بها السينما بالعديد من التحديات والعقبات حتى أصبحت ظاهرة فنية وثقافية تجاوزت محيطها الإقليمي لتصل إلى المشاركة في المحافل الدولية والعالمية.
ومن أولئك الرواد يبرز اسم الممثل والفنان القدير إبراهيم الحساوي، الذي أنصفت الجوائز الثقافية الوطنية مسيرته الفنية الطويلة التي امتدت إلى فترة من الزمن تجاوزت نصف قرن من الإبداع على خشبة المسرح، وعلى الشاشة الصغيرة، وصولاً إلى شاشات السينما العملاقة، بأدوار مختلفة ومتعددة أثبت بها قدراته الفنية العالية التي كانت مطلبًا للمنتجين والمخرجين للظهور في العديد من الأفلام التي كان فيلم «عايش العايش» باكورتها.
إذ أكد تتويج الحساوي بجائزة الأفلام في حفل الجوائز الثقافية الوطنية، أن وزارة الثقافة لا تنسى أبناءها البارين الذين كانوا حجر أساس لبناء مستقبل القطاع الذي يعدُّ من أبرز ممكنات تحقيق مستهدفات استراتيجية الوزارة التي تسعى إلى أن تكون المملكة رائدة على مستوى العالم في مجال صناعة الأفلام والسينما.
وبتتويج الحساوي بجائزة الأفلام تبرز لنا العديد من الرسائل الإيجابية الضمنية، التي تضمن لكل مبدع ومنتج في المملكة التكريم والتقدير لجهوده البارزة، ولو بعد حين، ومهما طال الزمن أو قصر. إضافة إلى تشجيع الأجيال القادمة من الشباب على المُضي قُدمًا في مسيرتهم الفنية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم للوصول إلى النجومية التي تجعل باب التكريم مفتوحًا على مصراعيه أمامهم في المستقبل القريب.