سوليوود «خاص»
تعتبر مهمة تصحيح الألوان جزءًا أساسيًا في صناعة الأفلام السينمائية، خاصة في ظل انتعاش الثورة الرقمية في هذا المجال، وتتطلب هذه المهمة خبراء يمكنهم العمل على تعديل وتحسين الألوان في المشاهد الرقمية، سواء كانت طبيعية أو صناعية. لذا، فإن ملون الفيلم الرقمي يتصدر قائمة فريق إعداد الأفلام الرقمية الذي يُشارك في بلورة وصناعة سحر السينما وظهور الأعمال كما تبدو لنا في شكلها النهائي عبر الشاشات متوازنة الألوان.
ويعالج ملون الفيلم الرقمي المشاهد المتنوعة في الأفلام الرقمية لتحقيق الرؤى الإبداعية لصناع الفيلم؛ إذ يقوم بتلوين تلك المشاهد بما يناسب القصة وطبيعة الأحداث في أفلام الخيال والرسوم المتحركة والأكشن وغيرها، لإضفاء قيمة فنية جمالية للأفلام الرقمية.
أنظمة وبرامج
يعتمد ملون الفيلم خلال عمله على عدة أدوات وبرامج متطورة لتسهيل مُهمته، ومنها: برامج الحاسوب التي يتم من خلال إنتاج اللون، وبعض الأجهزة ومنها البروجكتر والماسحة الضوئية، بجانب اعتماده خلال عمله على الضوء النقي الذي تخرج الصورة الأساسية منه.
كما يعتمد بشكل كبير على نظام «additive color system»، الذي يُمكنه من إنتاج الأفلام الرقمية الملونة كما نراها في صورتها النهائية في صالات السينما وعبر الشاشات المتنوعة؛ إذ يتفاعل هذا النظام مع كل ألوان الطيف المعروفة. ويستخدم ثلاث طبقات حساسة للضوء تتفاعل كل طبقة مع أحد الألوان، فتوجد طبقة واحدة حساسة للأزرق، وأخرى للأخضر، وأخرى للأحمر.
الألوان والإضاءة الطبيعية
تتحكم المشاهد المختلفة في أوقات التصوير التي تؤدي بطبيعة الحال إلى تغيير درجات الإضاءة في الفيلم؛ مما يؤدي إلى تغيير بعض درجات الألوان، فمثلًا الأفلام التي يتم تصويرها عبر ألوان مصادر الضوء الصناعية تكون مختلفة عن تلك التي يتم تصويرها في ضوء الشمس كمصدر رئيسي للإضاءة بأنها متوازنة الألوان وطبيعية وتتفاعل بكفاءة مع كل؛ إذ تتحكم الإضاءة في إظهار الشخصيات والديكور بالشكل الذي يحدده المخرج والمؤلف، ويساعدهم في ذلك خبير الفيلم الرقمي الذي يُمكنه تغيير ألوان تلك المشاهد وشخصياتها والديكورات بما يتناسب مع طبيعة التصوير والسيناريو من خلال اعتماده على مستويات ضوئية مختلفة.
ميزات اللون الرقمي
يعد البكسل هو الوحدة التي يتكون منها اللون الرقمي، الذي يظهر لنا خلال مشاهدة الأفلام الرقمية، وهو منتج من الضوء نفسه. وهي وحدة ثنائية الأبعاد لها ارتفاع وعرض فقط ولكن بدون عمق، وتتحكم هذه الوحدات في وضوح الألوان ودقتها بشكل قوي؛ إذ يقوم ملون الفيلم بتنسيقها بما يجعلها تتناسب مع طبيعة الإضاءة، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وتظهر في صورتها النهائية بألوان وتفاصيل واضحة. وتعتمد جودة المشاهد على دقة وعدد وحدات البكسل، فكلما زادت كانت التفاصيل ظاهرة بشكل أوضح ودقة عالية من خلال ظهورها للمتلقي بعمق ووضوح ولون مميز واحترافي ينجح في جذب الأعين.
ويساهم ملون الفيلم الرقمي أيضًا في تقليص نفقات الإنتاج بشكل ملحوظ؛ إذ يجعل عمليات تصوير المشاهد مُتاحة في أي وقت من خلال اعتماد صنَّاع الفيلم عليه في إظهار المشاهد بالألوان التي يريدونها. كما أنه يختصر وقت الإعداد، إضافة إلى إعطاء المؤلف والمخرج القدرة على الإبداع والتخيل؛ ومن ثم تجسيد رؤاهم الإبداعية كما يخططون لها في المشاهد من خلال أدواته التي تصنع سحر السينما.
خبرات ومؤهلات
لا تتطلب وظيفة ملون الفيلم الرقمي بطبيعة الحال دراسة تخصص محدد؛ نظرًا لأنها من المهام السينمائية التي خرجت مع الثورة الرقمية والتكنولوجيا الأخيرة في قطاع صناعة السينما. لكن يجب أن يكون دارسًا لمجال ذي صلة بالسينما من خلال التخصصات في الجامعات والمعاهد السينمائية، إضافة إلى تنمية قدراته من خلال الالتحاق بالورش والكورسات المقدمة في المجال، وخبرته الجيدة ببرامج التكنولوجيا الحديثة والمونتاج المتطور، وقدرته على التعامل مع أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت تتوغل في شتى المجالات وتُسهل المهام.
