سوليوود «خاص»
السينما هي وسيلة فنية قوية تُتِيح للمخرجين والمؤلفين التواصل مع الجماهير بطرق مُبتكرة وجذابة. وتعدُّ الأعمال السينمائية أداة فعالة لرفع الوعي الصحي والبيئي للمجتمعات من خلال نقل المعلومات الطبية والصحية بطرق سهلة ومبسطة تصل إلى قطاع عريض من الجمهور بسرعة فائقة قد تعجز الكثير من الوسائل التثقيفية الأخرى عنها. في هذا التقرير، سنناقش كيف يسهم الفن السابع في محاربة الأمراض والأوبئة، ونبرز أهم الأفلام العالمية التي نجحت في تقديم ذلك، ومنها: «Contagion»، و«Outbreak»، و«28 Days Later».
رفع الوعي الصحي والبيئي
يعتبر رفع الوعي الصحي والبيئي أحد العوامل الأساسية لمكافحة الأمراض والأوبئة. فمن خلال تقديم قضايا صحية معقدة بطرق سهلة المتابعة والفهم، تستطيع الأفلام السينمائية أن تؤثر في المشاهدين وتحفزهم على تغيير سلوكياتهم، واتخاذ إجراءات إيجابية للحفاظ على صحتهم وسلامة مجتمعاتهم. إذ يتم بشكل غير مباشر بث رسائل التوعية الصحية خلال الأعمال السينمائية التي يتجاوب الجمهور معها ويطبقها فور مشاهدته لها، بخاصة إذا كان أبطال هذه الأعمال من النجوم المحببين للجماهير الذين يمكن الاقتداء بهم.
التعامل الصحيح مع الأمراض والأوبئة
وتساعد الأفلام السينمائية المتخصصة في مجال الصحة والأوبئة في رفع الوعي التثقيفي لدى الجمهور بكيفية التعامل مع الأمراض والأوبئة بطريقة صحية وآمنة. وبهذا توفر هذه الأفلام توجيهات للوقاية من الإصابة بالفيروسات والبكتيريا، وكذلك التصدي لانتشارها، للحفاظ على سلامة الدول.
أفلام عالمية حول محاربة الأوبئة
فيلم «Contagion»: يروي هذا الفيلم قصة انتشار فيروس قاتل ينشأ من هونغ كونغ، وينتشر بسرعة حول العالم. يوضح هذا العمل الجهود المبذولة من قبل المجتمع الطبي والصحي لاكتشاف مصدر الفيروس والعمل على توفير علاج له، ومحاولات الباحثين والمختصين للسيطرة على الوباء واحتواء التداعيات السلبية على النظام الاجتماعي، وتقديم مصل لإيقاف انتشار المرض. والفيلم أميركي من أفلام التشويق، وهو من إخراج ستيفن سودربرغ، وإنتاج عام 2011.
فيلم «Outbreak»: يُسلِّط الفيلم الضوء على تفشي فيروس قاتل مُستجد ينتشر في بلدة صغيرة بالولايات المتحدة الأميركية، والجهود المبذولة لاحتواء الوباء وإيجاد العلاج المناسب له، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية البشرية من انتشاره السريع. ويعدُّ الفيلم من أفلام الخيال العلمي، وهو من إخراج لفجانج بيترسين، وطُرح بدور العرض عام 1995.
فيلم «28Days Later»: يتناول الفيلم قصة انتشار فيروس خطير يؤدي إلى تحول البشر إلى مخلوقات عنيفة وهمجية. ويُظهر النضال من أجل البقاء في ظل هذا الوباء والمحاولات المستمرة لإنهاء الأزمة. وهو فيلم بريطاني من أفلام الرعب والخيال العلمي، ومن إخراج داني بويل عام 2002، وتأليف أليكس غارلاند.
الأثر الإيجابي للأفلام السينمائية المتعلقة بالأوبئة
وفي المجمل يمكن القول إن الأفلام السينمائية المتعلقة بالأوبئة، تؤدي دورًا هامًا في نشر المعرفة حول التصدي للأمراض المعدية والوقاية منها، وتوفير نصائح عملية للناس حول كيفية حماية أنفسهم وأفراد أسرهم من الإصابة بالأمراض. كذلك تعزز هذه الأفلام من القيم الإنسانية والتضامن الاجتماعي بجانب المؤسسات الحكومية في الدول لمواجهة الأزمات الصحية.
وعلى ذلك، فإن الأفلام التي تتناول موضوعات صحية مثل محاربة الأوبئة، تساعد في زيادة التوعية والتثقيف الصحي للناس وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على صحتهم وسلامة مجتمعاتهم.