سوليوود «خاص»
من ضمن أقدم الثنائيات الفنية السعودية، لا يمكننا إغفال ريادة النجمان «لطفي زيني» و«حسن دردير»، اللذان قدّما أول ظهور مقترن لهما عام 1974م، من خلال مشاركتهما في مسلسل «تحفة ومشقاص في كفر البلاص»، ومنذ ذلك الحين وهما يشكلان أحد التجارب الفنية الريادية في المملكة.
أدى «لطفي زين» دور «تحفة» في حين تولّى الممثل «حسن دردير» دور «مشقاص»، فأحدث الثنائي عملًا استثنائيًا أكسبهما شعبية جارفة في الأوساط المحلية، رغم أن المسلسل الذي أُنتِج من تلفزيون جدة كان تصويره في القاهرة، وشهد مشاركة العديد من النجوم المصريين، وبثّ المسلسل في الذكرى السنوية للعقد الأول للبث التلفزيوني في المملكة عام 1394هـ.
اشتهر الممثلان بدوريهما، فتناسى الجمهور اسميها واستبدلهما بالشخصيتين المؤثرتين، حيث شكلتا تحولًا كبيرًا في عملية الإنتاج والتأليف، الأمر الذي جعل «زين» و«دردير» من أهم عمالقة صناعة الدراما السعودية، لغنى شخصيتيهما وثراء تجربتهما وقوة أدائهما.
عرف عن «لطفي زين» دوره الفني البارز، وحضوره كشاعر مونولوج خطف الأضواء خلال السبعينيات والثمانينيات، واحترف الأعمال التلفزيونية فافتتح شركة إنتاج في ألمانيا وتونس، وأصبح كبير العقاريين في مدينة جدة، كما كتب أجمل القصائد التي تغنى بها الفنان «طلال مداح»
كان حضور «لطفي زين» لافتًا للأنظار لمواهبه المتعددة، والتي امتدت من التمثيل والغناء وكتابة الشعر، إلى مجال الصحافة والإنتاج التلفزيوني، فضلًا عن ممارسته العمل في سوق العقار، وقد لقب بـ«رائد الفن السعودي»، فهو صاحب بصمة في كل المجالات التي دخلها، كما كان أول من قدم مفهوم صناعة النجوم.
ولد «عبداللطيف علي زيني» بمدينة مكة المكرمة، وكان والده يعمل كبيرًا لدلالي العقار بمدينة جدة، تأثر «زيني» بوالده فبدأ معه العمل مبكرًا في مجال العقار، وبدأت مسيرة «زيني» الفنية حينما كان يعمل محررًا في الصفحة الأدبية والفنية بجريدة المدينة المنورة، وأجرى «زيني» حوارًا فنيًا مع الفنان «طلال مداح» فتطورت علاقته مع الفنان، ليشكلا معًا أحد أقوى التحالفات في تاريخ الأغنية السعودية.
شارك «زيني» و «دردير» في العديد من الأعمال، وأبدع «زيني» في كتابة المنولوج وأدائه، كما في أعمال «المحاكمة» و«الزائر إلى الفضاء» و«الناس لبعض»، وأيضًا قدما للساحة الفنية مسلسلات كوميدية منها: «إنها مجنونة» عام 1985، فيما تشاركا مسلسل «الأصيل» مع الفنان «طلال مداح»، ومسلسل «قصر فوق الرمال»، ومسلسل «أغاني في بحر الأمل» من كتابة وسيناريو «لطفي»، حيث شاركهم في العمل لأول مرة الفنان «محمد عبده»، كما قدما أيضًا مسلسلات مثل: «العيادة»، «عمارة العجائب في تونس»، «في فندق المفاجآت».
قدم الزيني فيلم «لقاء الغرباء» إلى جانب كل من «أحمد مظهر» و«فريد شوقي، فيما قدم «دردير» فيلم «تأنيب الضمير»، وقد تشاركا أيضًا في المسرحية السعودية «أنا أخوك أمين» من تأليف «طلال مداح» وإخراج «سعد الفريح».
توفي «الزيني» في المستشفى بجدة إثر إصابته بجلطة في الدماغ في 19 سبتمبر 2001، فيما لحقه بعدها بنحو عشرة أعوام رفيق دربه «حسن دردير» في 17 رمضان 2021م عن عمر ناهز الـ 83 عامًا.