سوليوود «خاص»
في أواخر الثمانينيات ظهر الشاب «عبدالله الربيّع»، في بطولة مسلسل «أبو كلش» في العام 1988م، بصحبة رفيق دربه الفنان «إبراهيم جبر» وكوكبة من النجوم، لينطلق بعدها في مسيرة حافلة بالنجاحات أكسبته لقب «صانع البهجة»، حيث كان أحد أشهر الأسماء اللامعة التي ظهرت في تلك المرحلة، فخلّدت مسيرته الفنية كشغوف بالمسرح والدراما، بل يعتبر أحد واضعي لبنات البيئة الدرامية المنتجة.
يستعيد رفاقه ذكريات بداياته التي اتسمت بأداء عفوي، الذي طالما تشبث به كأحد ملامح تجربته، فابن الأحساء الهادئ ارتبط بالشاشة عبر الأعمال المُنتجة في المنطقة الشرقية، وكانت خلفيته المسرحية وريادته، من عوامل النجاح في نقلته النوعية ومشاركته المتعددة في الأعمال الدرامية.
سطع نجم «الربيّع» عام 1989م، بعدما أخذ دور البطولة في المسلسل الرمضاني «خزنة»، والذي شارك فيه كوكبة من النجوم الساحة مثل «إبراهيم السويلم» «عبد المحسن النمر»، «راشد الورثان»، «علي السبع»، «إبراهيم جبر»، «لطيفة المجرن»، «سعاد علي»، «إبراهيم الحساوي»، ويتناول المسلسل تفاصيل حياة أسرة شرقاوية تعاني من الفقر والجهل، في مجتمع نقي لا يزال محافظًا على الطيبة والمحبة في كثير من شؤونه.
وكان «الربيّع» على موعد آخر مع المخرج «رضوان عبدالله» في مسلسل «حامض حلو» من إنتاج تلفزيون الدمام عام 1995م، وتناول المسلسل العادات الأسرية التي يمكن أن تتحول لأسباب للمشاكل الأسرية، مع محاولة اقتراح عدد من الحلول لكل مشكلة على حدة، وشارك في العمل «فارس الخالدي»، «سمية الخنة»، «زينب العسكري».
وقدّم «الربيّع» شخصيات درامية خلدتها ذاكرة المشاهدين، كما هو الحال في دوره بمسلسل «الدنيا بخير» من سيناريو وحوار رفيق دربه الفنان «إبراهيم الجبر»، ومن إخراج «رضوان القرقاري»، وبطولة نخبة كبيرة من نجوم المنطقة الشرقية والخليج، تدور أحداث المسلسل الاجتماعي في إطار كوميدي يعالج قضايا المجتمع بشكل حضاري.
عرف عن الفنان القدير «الربيّع»، مشاركته في العديد من الأعمال التي لفتت انتباه المشاهدين، إلى تميزه وحسه الكوميدي العالي، وإلى مدى حفظه واتقانه للدور بسرعة هائلة، مما ساهم في تشكيل سمات حضوره الفني المتميز، كما قدم مع التلفزيون السعودي المسلسل الكوميدي «مجاديف الأمل» بقيادة المخرج «عبدالخالق الغانم»، الذي شارك فيه عدد من الفنانين مثل «عبد المحسن النمر»، «زهرة عرفات»، «سمير الناصر»، «جعفر الغريب»، «ابتسام العطاوي».
برزت نجومية «الربيّع» في مسلسل «صارت واستوت» الذي تم تصويره في أهم مناطق الأحساء العامة ومعالمها الأثرية، وتدور أحداث المسلسل في حكايات وقصص منفصلة حول المجتمع الخليجي، حيث يتناول المسلسل بعض المشكلات الاجتماعية ويطرح معالجاتها بشكل درامي فكاهي.
توفِّي الفنان السعودي «عبدالله الربيّع» في مدينة الأحساء، عن عمرٍ ناهز الـ 65 عاماً، من بعد أزمة قلبية مفاجئة إثر تعرضه المفاجىء للألم، وتم نقله إلى المستشفى قبل أن توافيه المنية، ليبقى حبيس ذاكرة الشاشة بأدواره الخالدة التي قدمها خلال عقود.