سوليوود «خاص»
لا يمكنك البقاء على رأس قائمة الممثلين الأكثر حضورًا في أدوار البطولة بنجاح خلال أربعة عقود إلا إذا كنت باحترافية «عبدالمحسن النمر»، فمنذ أن رصدته عين المخرج ناصر المبارك أواخر السبعينيات، وهو يتنقّل بين فنون التمثيل مؤديًا دورًا في مسرحية أو مسلسل أو فيلم أو حتى فيلم رسوم متحركة.
بزغَ نجم «عبدالمحسن النمر» عام 1978م في سماء الساحة الدرامية وقدّم أول عمل مسرحي صامت على خشبة «مسرح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن»، مؤديًا عرض شعر «مُمسرح» لأشعار «علي المصطفى».
وعقبها بثلاث سنوات كان يقف أمام أساتذة الفن مقدمًا أوّل أعماله التلفزيونية بشخصيّته الشهيرة «الشاطر حسن» الذي استمر 3 مواسم بث خلالها 90 حلقة.
اقتحم النمر الساحة الفنية منذ بلوغه سن الثامنة عشرة، وشكلت تلك الانطلاقة مُفتتحًا لسيرة فنية أطلّت على المشاهدين عبر أكثر 103 من الأعمال الدرامية، تميز «النمر» بأدوار لم يتناساها له أبو الفنون بلغت 9 مسرحيات، وكان من القلة المبدعين الذين استطاعوا العزف على أكثر من وتر، مُقدمًا العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية، وساعيًا لترسيخ مدرسة متفردة في الفن، لا تصنع العداوات ولا تحبذ الصراعات بل تُتقن ما تعمل وتعمل ما تُحب.
ومنذ بروزه في دور «الشاطر حسن» وهو قرين الأدوار المساندة لكبار نجوم التلفزيون السعودي، فشارك «النمر» مع عدد من رواد الدراما السعودية كسعد خضر في مسلسل «وجه بن فهير»، وشارك محمد العلي ولطيفة المقرن في مسلسل «أوراق مورقة»، وايضًا إبراهيم الحساوي في مسلسل «الدوائر»، كما تشارك مع بكر الشدي، وفؤاد بخش، وهاني ناظر في مسلسل «نوادر العرب»، كما شارك ناصر القصبي وعبدالله السدحان مسلسل «طاش ما طاش»، كما شارك الكثير غيرهم من النجوم.
وفي أوج نجوميته كان «النمر» يرى مشاركته في مسلسل شقة الحرية عام 1996م خطوة مهمة جدًا له على الصعيد العربي، خصوصًا أن العمل يرتبط بقامة الأديب والوزير الراحل «غازي القصيبي».
وعلى خشبة المسرح كان من أبرز ما قدم النمر، مسرحية «بيت من ليف»، بمشاركة هزاع الهزاع، وسمير الناصر، وعلى السبع، ومسرحية «عنتر بعد التجميل» بمشاركة سمير القلاف، ولمياء طارق، وزينب العسكري، كما شارك بمسرحية «مناحي والملايين» التي عرضت في مدينة «الحكير لاند» ضمن فعاليات احتفالات الرياض بعيد الفطر المبارك لعام 1427وغيرها من الاعمال المسرحية.
عرف عن «النمر» التمرد على القوالب الفنية، فقدّم الأعمال البدوية والأعمال التاريخية والقصص المعاصرة، كما ساهم في عدد من الأفلام السينمائية كان أبرزها فيلم «عقاب» بمشاركة سميرة أحمد، وهيفاء حسين، ويلدا، بالإضافة لفيلم «ظلال الصمت»، وفيلم «الدائرة»، وكان آخر أعماله السينمائية فيلم «من ألف إلى با» بمشاركة الفنانة يسرا اللوزي.
تفرغ «عبدالمحسن» للتمثيل ومع ذلك لم يهتم أبدًا لأدوار البطولة أو حجم دوره، ويعرف أقرانه مدى إخلاصه لفنه وبراعته في تقمص الشخصيات بكل اقتدار، مما مكّنه من الحضور والتنافسية على كل دور يعرضه المنتجون، ويحتاجون فيه إلى ممثل قدير.
ولم يتوقف دور النمر على التمثيل، فاتجه كذلك للإنتاج، فبدأ بمدينته الأحساء التي وُلد وتربى في أحضانها، فأنتج مسلسل «مجاديف الأمل» والذي يوثق فيه الحياة الاجتماعية والتراثية والجغرافية للمدينة، كما أشرف على كتابة المسلسل والمشاركة في البطولة في الحلقات الخمسة عشر الأولى، ورغم خسارته المادية حينها إلا أنه يشعر بالفخر لإقدامه على هذا العمل.
جمع «النمر» الحضور المحلي المميز بحضور عربي آخر قوي من خلال مشاركته بجانب كبار ممثلي وممثلات العالم العربي، فحصل على جائزة مهرجان القاهرة للإعلام العربي كأفضل ممثل دور ثاني عن دور «الأعمش» في مسلسل «فنجان الدم»، كما كُرم من قِبَل مسرح الدمام في عام 2010م، علاوة على تأثيره كأحد المخضرمين الذين واكبوا انطلاقة التلفزيون ولا يزالون يؤدون أدواراً مهمة في إثراء الدراما العربية وشاشاتها.