سوليوود «متابعات»
يقتبس فيلم MY SALINGER YEAR أو عامي مع سالنجر، أحداثه من مذكرات كتبتها جوانا راكوف عام 2014، ويحكي قصة متخرجة في الجامعة، لها ميول أدبية في الكتابة والشعر، تعمل لدى الوكيل الأدبي للكاتب والأديب الشهير سالنجر، وتستطيع أن تخرج من ظله، وتستقل وتسعى لتحقيق حلمها وتؤلف كتابها الأول، وفقا لصحيفة الرؤية.
وكانت راكوف قد خاضت التجربة في الواقع، واقتربت من الروائي الأسطوري الغامض، حيث كانت تردّ على بريد المعجبين، وتتبادل المجاملات معهم عبر الهاتف.
عمد المخرج كيبيك فيليب فالاردو إلى نقل جوهر القصة بدقة محاولاً استيعاب الطبيعة الجادة لطموح راكوف، وساعده أداء مارغريت كواللي الدافئ الذي عبر عن جوهر الشخصية المحاصرة بين تجاربها الذاتية ورؤيتها المثالية للأديب المنعزل.
تأتي جوانا إلى نيويورك قادمة من بيركلي، بعد أن تخلت عن صديقها الموسيقي البارز كارل (حمزة حق) لمتابعة طموحاتها الكتابية في المدينة الكبيرة.
والمفارقة أنها تتوظف لدى الأديب الكبير من دون أن تقرأ له حرفاً، وهي تفصيلة تتسلل إلى القصة بشكل مثير للاهتمام، وندرك سريعاً أنها تنجذب إلى فكرة تعظيم سالنجر، ولكنها تتعلم بعد ذلك ألا تنخدع بالمظاهر، وأن تفعل ما تراه صحيحاً، وتبذل كل جهدها لإنجاز حلمها لأنه يستحق ذلك.
ويذكرنا الفيلم بفيلم آخر هو «الشيطان يرتدي برادا» بسبب تركيزه على كفاح وصراع جوانا مع رئيستها الجليدية الصارمة مارغريت (سيغورني ويفر) قبل أن تتحسن العلاقة بينهما.
ومع ذلك، يؤدي التعامل بينهما إلى تكليفها بقراءة بريد المعجبين لسالنجر، لتكتشف بين السطور والكلمات والمغلفات طبيعة ونطاق المعجبين به الذين يراوحون بين ربات البيوت والمحاربين القدماء.
وتقرر جوانا أن تكسر القواعد وتتفاعل مع معجبي سالنجر، وتراسلهم وترد عليهم وتجد هناك عالماً آخر ساحراً يجذبها، ويعرفها على صديقها الجديد دون «دوجلاس بوث».
ومع ذلك، يولد الفيلم جرعة مرحَّباً بها من التشويق والإثارة بعد أن ترتقي جوانا في مكانتها في الشركة وينتهي بها الأمر بلعب دور في التفاوض على شروط قصة قصيرة لسالنجر تركها على الرف قبل سنوات، ثم تقرر أن تتسق مع عواطفها وتنفصل عن صديقها، وتوصل مسعاها في النجاح المهني والأدبي.
ومع هذا نلاحظ أن سالنجر نفسه يظل أشبه بإله طوال الفيلم، ربما ليس لجوانا ولكن للمتفرجين، ما يشير إلى أنها حتى لم تكشف عن الطبيعة الحقيقية للرجل وراء الستار.
والحقيقة أن أفضل ما في الفيلم هو أنه أتاح مساحة للممثلين لتقديم أداء جيد مع تميز خاص لكواللي وويفر، من دون أن نغفل عن دور المخرج في انتقائهم وقد وفق في ذلك تماماً.
«عامي مع سالنجر» هو 100 دقيقة ممتعة، مع صور رائعة وعلاقة مرسومة بإتقان بين بطلتين مختلفتين بشكل ملحوظ.
الفيلم من إخراج فيليب فالاردو، وبطولة مارجريت كواللي، سيجورني ويفر، دوجلاس بوث.
المدة: 101 دقيقة.