سوليوود «خاص»
قلة التنوع والتركيز على نمط واحد في أغلب الأعمال الفنية هاجس يطارد صناع الدراما السعودية والمنتسبين إليها، من خلال تكرار نفس القوالب والوجوه والكركترات التي تميل في الغالب إلى الطابع الكوميدي؛ وهو ما أفقد الدراما السعودية قوتها وجعلها تبتعد عن المنافسة مع مثيلاتها في الوطن العربي، وبصورة أكبر مع الدراما العالمية.
وحول ذلك يقول الكاتب السينمائي السعودي «فهد الأسطاء» في تصريح خاص لـ«سوليوود» إن الدراما السعودية إلى وقت قريب كانت تفتقد بالفعل إلى التنوع، وذلك بسبب الاهتمام الكبير بمسلسلات الكوميديا، باعتبار أن شهر رمضان هو موسم العرض الوحيد لصناع الدراما المحلية، وغالبًا ما تفتقد الفترة ما بين رمضان ورمضان إلى الإنتاج الذي يتطلب أن يكون الإنتاج فيه إنتاجًا دراميًا، وهذا لم يحصل إلا في السنوات الأخيرة. ولكن طوال السنوات الماضية كانت الكوميديا هي الأساس لأنها هي المفضلة في العرض خلال فترة رمضان، وأيضًا هي الطريق الأسهل للشهرة عن طريق التقليد والمحاكاة للنجوم الأسبق، من خلال تقديم مستوى منخفض من الكوميديا تقوم على التهريج والابتذال، مضيفًا أنه في الفترة الأخيرة أصبح هناك نوع بسيط من التنوع.
وعن دور الكتاب والمخرجين في ذلك، أوضح «الأسطاء» أنه ليس للكتاب ولا المخرجين دور في عدم تنوع الأعمال الفنية في الدراما السعودية، مبيّنًا أن الموضوع كله متعلق بالمنتجين، وأن الأمر لا يعدو كونه مشكلة إنتاج، إذ لا يوجد منتجون حقيقيون على أرض الواقع، بل مجرد تجار ومقاولين يحصلون على التعميد، ثم يقومون بإنتاج العمل بشكل سريع، بدون أي رؤية فنية ولا تصور كافٍ عن هوية العمل، والمهم لديهم أن يكون هناك مكسب مادي، بحيث يتم إنتاج المسلسل بأقل التكاليف، حتى لو كان ذلك على حساب الأجور المتدنية للكتاب والممثلين أو حتى للمخرج، مؤكدًا أن أزمة الدراما السعودية هي أزمة المنتج الذي يعتمد في الغالب على كتاب غير سعوديين ثم يقومون بسعودة النصوص.
ونفى «الأسطاء» أن تكون هناك أزمة نصوص، مشيرًا إلى أن مشكلة النصوص موجودة على مستوى العالم، ولكننا في الوقت نفسه لم نصل إلى أن يكون لدينا كتاب يكون لهم آراؤهم وتوجيهاتهم تجاه العمل؛ لأن الكتاب يتقبلون تدخل المنتج تحديدًا باعتبار أن الكاتب يعامل كموظف ومرؤوس وليس ندًا يستطيع فرض رؤيته، وهذا يعود لما قلت سابقًا بأن المنتج هنا هو كل شيء تقريبًا، لذلك استمرت الأعمال على الطابع الكوميدي وفقًا لرؤية المنتجين الذين لا يحملون الوعي الفني الحقيقي الذي يقوم بالتطوير، ولكن مجرد أشخاص وجدوا أن هناك فرصة جيدة للمكسب من خلال هذا الإنتاج.