سوليوود«خاص»
حققت السينما السعودية نموًا كبيرًا وتطورًا على المستوى الدولي رغم حداثة الصناعة بالمملكة، فهي لا تزال في مرحلة التأسيس، وانعكس اهتمام الدولة بالبنية التحتية لتلك الصناعة بما ناله المخرجون الشباب من جوائز دولية، فبات الفيلم السعودي منافسًا قويًا في كافة المهرجانات الإقليمية والدولية، وملايين التذاكر المباعة في دور العرض السعودية تؤكد اهتمام المواطنين بهذا المجال وحاجتهم للجانب الترفيهي والتوعوي.
في حين سبب ارتفاع أسعار تذاكر السينما مقارنة بأسعارها في العديد من الدول جدالاً بين المواطنين، وسرعان ما انتشر تخوفهم من ارتفاع أسعارها أكثر. تساؤلات عديدة عبر عنها المواطنون في تغريداتهم على هشتاق “#تذاكر_السينما_ب_١٣٠” وتناقلتها الصحف كافة. ولكن: هل المقارنة صحيحة والدعم الموجه للصناعة يعود بالنفع على الجميع؟ .. تساؤلات عديدة نجيب عنها في هذا التقرير.
التأسيس لصناعة السينما
صناعة السينما مشروع قومي مثل باقي المشروعات الذي يمر بمراحل علمية وعملية ثابتة، رغم التغيرات وأولوية توجيه الدعم دائمًا لإتاحة المنتج للمستهلكين وتمكين صانعيه من استخدام الأدوات اللازمة للإنتاج قبل دعمه من الناحية المالية.
وشهدت المملكة خلال رحلتها في دعم صناعة السينما وتوفير الأدوات الفنية والتقنية للراغبين والمهتمين بالصناعة، تأييدًا وإشادة من السينمائيين في السعودية وخارجها، وترجم هذا الدعم بالنهضة الملحوظة في الإنتاج السعودي هذا العام من أفلام سينمائية وقصيرة ورسوم متحركة وروائية قدَّمها جيل جديد أثبت قدرته وجدارته في المجال الفني.
معايير الصالات
حددت وزارة الإعلام السعودي القوانين والقواعد اللازمة لخدمات العرض واختيار الأعمال التي تتناسب مع الأحكام الشرعية والقيم والمبادئ المجتمعية. ويعدُّ توفير صالات العرض ضرورة لصناعة السينما وحجر أساس لدوران عجلة الإنتاج السينمائي، وتحفيز الشباب والموهوبين للعمل بالاطلاع على التجارب العالمية، وتنمية الموهبة والروح الفنية لديهم. وأيضًا لها دور تكميلي في الترفيه ونشر التوعية والثقافة والتذوق الفني.
وتهدف هيئة الإعلام المرئي والمسموع إلى إنشاء 80 دار عرض سينمائي بـ700 شاشة في نهاية عام 2020 لتلبية احتياجات مدن المملكة والتغطية الجغرافية وفق “رؤية السعودية 2030” التي تهدف إلى توجيه الجهود السعودية اقتصاديًا واجتماعيًا وترفيهيًا والحد من الاعتماد على النفط، والاهتمام بقطاع السينما سيأتي بثماره وعائده الاقتصادي سريعًا.
ضوابط التسعير
تخضع عملية تسعير الخدمات لشقين: الأول نوع الخدمة المقدمة وكيفيتها، والثاني العرض والطلب والبيئة التنافسية، فتقدم دور العرض في السعودية تقنيات متطورة على مستوى الصوت والصورة.
الخدمات الإضافية
تنقسم صالات العرض بين البعد الثلاثي والثنائي، والصالات التي تعمل بنظام الليزر 4K وتقنيات IMAX ذات التباين والوضوح الفائق، بجانب تقنيات الصوت وأنظمته المختلفة، فضلاً عن حجم الشاشات وصالات الأطفال والـvip، فمن يقارن الخدمات والإمكانات بين السعودية والدول الأخرى يجد تقاربًا في الأسعار.
البيئة التنافسية
وتخضع عملية التسعير لعدم توافر البيئة التنافسية بين مقدمي الخدمة الحاصلين على الترخيص، وحال تمكين شركات جديدة ودخول الشركات السعودية لتقديم خدمة العرض السينمائي ستنخفض الأسعار، وليس الأمر بجديد فهو مماثل لمقدمي خدمات الاتصالات الشبكية والتليفونية.
شهدت صالات العرض السينمائي إقبالاً كبيرًا منذ افتتاحها، ووفق الإحصائيات المعلنة تخطى بيع التذاكر سقف المليون في أقل من عام، وامتلأت الصالات وظهرت السوق السوداء لبيع التذاكر، وحالة الطلب المتزايد تتيح الفرصة للعرض المرتفع في الأسعار.
وتعدُّ هذه المرحلة مؤقتة، فالخطة الموضوعة للتطوير وزيادة صالات العرض ستعمل على توزيع الضغط والطلب جغرافيًا، مما سيقلل الطلب على الصالات المتاحة حاليًا، وأيضًا سيحسن العملية التنظيمية والخدمات المقدمة.
تخضع التذكرة لضريبة 5 في المئة وهي ضريبة القيمة المضافة. وانتشر بين المواطنين خطأ أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع تحصل ضريبة 25 بالمئة والنسبة صحيحة، ولكنها رسوم خدمة وليست ضريبة، لما تقوم به الهيئة من رقابة وتنظيم لاستمرارية الخدمات، فضلاً عمَّا تقوم به من عمليات تطوير في صناعة السينما والدور التكاملي لخدمة الصناعة واستدامتها.
الدعم الحكومي
إعادة فتح صالات السينما سيؤدي إلى نمو وتطور الصناعة ومتطلباتها، فرسمت “رؤية 2030” الخطوط العريضة للوزارات والهيئات للتخطيط لرؤية تكاملية تنهض بالصناعة ككل وتوفر بيئة خصبة للجيل الجديد بتدريس السينما وإنشاء الإستوديوهات وتوفير المعدات والأدوات الفنية والتقنية.
وعملت وزارة الثقافة على النهوض بالقطاع السينمائي وفق أسس علمية ومعرفية سليمة، وتوليه أهمية كبيرة لما له من تأثير ثقافي ومجتمعي، فباتت الأفلام المصورة والتسجيلية والسينمائية أحد أهم السبل المعرفية والثقافية في العالم المعاصر.
ولتأسيس صناعة سينما سعودية حقيقية عقدت العديد من اللقاءات والندوات التي جمعت بين السينمائيين والمتخصصين والشباب، وإنشاء شركات دولية مع المعاهد والجامعات المتخصصة في الصناعة لمنح الفرصة للمخرجين لتقديم أفكارهم وتمكينهم.
إطلاق البرامج
أطلقت الهيئة العامة للثقافة العديد من البرامج التدريبية لدعم صانعي الأفلام وبرامج تطوير المواهب، لتمكين الطلبة والشباب من خلال توفير منصات معرفية بشكل مستمر، يقدم للسعوديين المعلومات التأسيسية في جميع التخصصات السينمائية.وحصدت وزارة الثقافة وقطاع السينما بالمملكة ثمار رعايتها لصناع الأفلام في العام الماضي بما صنعوه من أعمال مثلت المملكة في المهرجانات الدولية. وتساهم هذه المبادرات في زيادة الإنتاج السينمائي والارتقاء بالصناعة وصانعيها. وتتولى الهيئة العامة للثقافة تطوير قطاع الأفلام بصورة مستدامة.