سوليوود «خاص»
تعدُّ صناعة الأفلام الفن السابع والجامع لكل الفنون، فالصور المتتابعة أو التصوير المتحرك المصاحب للصوت يتضمن كافة اللغات الفنية والإبداعية من نحت ورسم وموسيقى وشعر وأدب وتلوين ورقص. وكانت صناعة الأفلام قديمًا تحتاج إلى المشقة والعناء والتكاليف المادية الطائلة التي يصعب على المواطنين البسطاء دراستها والإلمام بأدواتها الفنية والتقنية. ولكن اليوم ومع التطور التكنولوجي والعلمي، أصبح من السهل على الفرد أو مجموعة من الأفراد الاشتراك بمهاراتهم وإمكانياتهم لصناعتها، وشهدت السنوات الماضية العديد من المشاريع الفنية التي يقدمها الشباب بما يمتلكونه من أدوات وإمكانيات.
وتتعدد أنواع الأفلام وتختلف خصائصها، ولكل نوع أشكال وقوالب وأنواع فرعية، فنجد الفيلم القصير والتسجيلي، وأيضًا الفيلم الاستعراضي، وأفلام الرسوم المتحركة، بجانب أفلام الرعب والكوميديا والدراما والأفلام البوليسية والمغامرات وغيرها الكثير، ولكل هذه الأنواع عناصر محددة ومراحل أساسية يمر بها العمل الفني.
المراحل الأساسية لصناعة الأفلام
يمر الفيلم بأربع مراحل أساسية، وبكل مرحلة العديد من المعالجات والتعديلات والمهام، ولكل مرحلة فريقها الذي يعمل في تكامل وتعاون لخروج الفيلم بأفضل صورة.
1.مرحلة ما قبل الإنتاج .. الفكرة
في هذه المرحلة يقوم صانع الفيلم بتحديد فكرته الأساسية، وكتابة الفكرة العامة للعمل، والمعالجة الفنية اللازمة لها، والخطوط العريضة التي سيبنى عليها السيناريو، وأيضًا تتضمن الحوار وتعديلاته.
2. مرحلة التحضير والتنسيق
تعدُّ هذه المرحلة من المراحل الهامة والحاسمة في النواحي الفنية والإنتاجية للعمل، وبعض المدارس تعدُّها مرحلة منفصلة، وهناك من يدرجها ضمن مهام وأعمال المرحلة الأولى. تبدأ عمليات التحضير والتنسيق بتحديد فريق العمل، وخاصة المخرج والجهة الإنتاجية والممثلين حسب نوعية الفيلم، ومعايشة كل ما جاء بالسيناريو وتحديد متطلباته الفنية وتخيل المشاهد وما تحتاجه من إمكانيات وأدوات لتخرج بنفس المعنى والتعبير الفني والهدف المقصود، وأيضًا تحديد جدول زمني للعمل وميزانية تفصيلية.
3. مرحلة الإنتاج .. التصوير
من أهم المراحل وأكثرها صعوبة، وفيها يتعاون فريق العمل بكل تخصصاته الفنية والتقنية تحت إشراف المخرج وفق الميزانية المحددة، واختيار أدوات التصوير ومواقعه، وبناء الديكور وتجهيز الشخصيات، وتصوير المشاهد وترتيبها وتسجيل الصوت. وتختلف مرحلة الإنتاج باختلاف نوع الفيلم وخصائصه، فهناك أفلام التحريك والرسوم المتحركة وغيرها.
4.مرحلة ما بعد التصوير .. المونتاج
تعدُّ هذه المرحلة مهمة جدًا في الأفلام التي تقوم على المؤثرات البصرية والصوتية، ويتم خلال دمج ومزج اللقطات الخاصة بكل مشهد، وجمع المشاهد وفق إيقاعها الصحيح، وإضافة المؤثرات البصرية، وعناصر الجذب المرئية، وضبط الصوت وتصحيحه، وإضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى، وهذه العملية معروفة بالمكساج. وهناك مرحلة ضمنية يطلق عليها البعض مرحلة ما بعد الإنتاج، وهي إخضاع العمل لمشاهدة المتخصصين، أو بعض فريق العمل للوقوف على الملاحظات وإمكانيات تعديل المشاهد لخروج العمل في أفضل شكل له.
طاقم العمل الأساسي في صناعة الأفلام
لكل فيلم طبيعته وعناصره، وطاقم العمل اللازم له، وهناك 10 أشخاص أساسيين في صناعة أغلب الأفلام لا يمكن الاستغناء عنهم، وهم: المؤلف والقائم بعملية السيناريو والمنتج والمخرج ومدير التصوير والمونتير ومدير الإضاءة ومهندس الديكور ومصمم المؤثرات البصرية والموسيقى ومصمم المؤثرات الصوتية، ويمكن عدم وجود بعض عناصر الفريق بحسب الأفلام واحتياجاتها، وأيضًا الحاجة للمزيد وفق متطلبات كل عمل، ويمكن حصر فريق العمل ومهامه الأساسية في الآتي:
- المؤلف: وهو القائم على كتابة قصة الفيلم، ويقوم أيضًا السينارست بعمل المعالجة المطلوبة للحوار، ويكون عنصرًا أساسيًا في الفيلم لحاجة العمل لتعديل فقرة أو مشهد.
- المنتج: وهو القائم بوضع الميزانية، وله حق اختيار أبطال العمل وطريقة عرضه واختيار المخرج، ويكون للمنتج مساعدون حال احتياج العمل.
- المخرج: وهو المشرف على كافة النواحي الفنية والتقنية للعمل ينسق بين جهود ومهارات الفريق لتحويل النص إلى صورة، وللمخرج من يساعده في متابعة التصوير والديكور والملابس والبروفات وغيرها، وتتعدد أسماء المساعدين بين مخرج منفذ، ومساعد مخرج، ومخرج فني وغير ذلك من المهام.
- مدير التصوير: وهو أهم شخص بالنسبة للمخرج لتصوير المشاهد وفق الرؤية المحددة، ويساعده مجموعة كبيرة من المصورين والفنيين لتحديد مواضع الكاميرات وحركة الكاميرا وفق الإطار المحدد ورسم المشاهد المعتمدة.
- مهندس الصوت/ مدير الصوت: وهو القائم على عملية تسجيل الصوت في مواقع التصوير، ومتابعة مدير التصوير والمشاهد المطلوبة وما تتضمنه من مؤثرات طبيعية أو ضرورية لإضفاء الحيوية على المشاهد، ويساعده أيضًا مجموعة من فنيي الصوت.
- مدير الإضاءة: ويعمل تحت إشراف مدير التصوير والمخرج أيضًا لملاءمة متطلبات الصورة للرؤية المطلوبة ومدى حاجة المشاهد للإنارة، ويعمل تحته مجموعة من الفنيين.
- مهندس الديكور: وهو القائم ببناء مواقع التصوير وملاءمتها للمشاهد المطلوب تصويرها وفق مقتضيات المشاهد.
- المونتير: ودوره مهم في بناء العمل وتطويره أو هدمه كاملاً، فمن خلال خبرته في مزج اللقطات ودمج المشاهد بالقطع وغيرها من الأدوات يمكن أن يعزف سمفونية مصورة، فالفيلم في الأساس تتابع صوري.
- مصمم المؤثرات البصرية: باتت الصورة الفيلمية اليوم معقدة بعد التطور التكنولوجي الهائل في وسائل العرض، وهو ما جعل من مهمة مصمم المؤثرات البصرية ذات أهمية كبيرة لمعايشة المشاهدين للمشهد وضمان واقعيته.
- مصمم المؤثرات الصوتية: يجسد الصوت صورة وتعبيرًا عمَّا يضمه المكان، وهو ما يلزم صناع الأفلام بالاستعانة بمصمم الصوت خاصة لاستخدام الموسيقى التي ترسم بألحانها المشاهد المختلفة.
- مسؤول المكساج: وهو المنوط بدمج المشاهد المصورة والملفات الصوتية المختلفة بعضها مع بعض، وضبط إيقاع الفيلم ونغمته وفق متطلبات كل مشهد. وبخلاف هذه الأشخاص هناك عناصر مكملة وضرورية أيضًا، مثل: مصمم الملابس والماكير ومدير موقع التصوير ومصمم الخدع السينمائية والمسؤولين عن المعدات والنقل والطعام والمحاسبين وغيرهم الكثير.
العناصر الأساسية لصناعة الأفلام
1_ السيناريو/ الفكرة
يقوم العمل الفني على فكرة جيدة وهي أساس السيناريو، وكلما كانت مكتوبة بعناية في سيناريو محكم البناء، كان ذلك ضمانًا لنجاح الفيلم وسهولة عمل باقي أفراد العمل من إخراج وتصوير ومونتاج. وكاتب السيناريو أو السيناريست هو أديب أو مؤلف أو سيناريست، يقوم بتأليف قصة العمل، أو اقتباس فكرتها من عمل أدبي موجود بالفعل بتحويله إلى نص متماسك السياق يمكن نقله إلى الشاشة في صورة مرئية بارعة التأثير.
2_ الحوار السينمائي
الحوار السينمائي هو جزء من العمل الفني لتوضيح الفكرة التي يقوم عليها الفيلم، وتوضيح ما يظهر في اللقطات الذي يأتي على لسان شخصيات العمل، ويجب أن يكون الحوار مختصرًا يحمل أكبر قدر من المعاني بأقل الألفاظ، ويعبر عن شخصيات العمل والحياة اليومية التي يعيشونها وبعيدًا عن المصطلحات الأدبية، أي خاليًا من أي تعقيدات.
3_ الصورة/ التصوير السينمائي
الأساس الذي قامت عليه صناعة الأفلام هو التصوير، وهو عبارة عن شريط من اللقطات أو الكادرات المتتابعة المعبرة عن القصة، ويعتمد المصور في أداء عملية التصوير السينمائي على ثلاثة مكونات، وهي: الإضاءة، وزوايا التصوير، والكادر السينمائي والتكوين.