سوليوود «خاص»
صناعة الترفيه هي فن قبل أن تكون أي شيء آخر، يمكنك أن تكتفي فيها بالشكل التقليدي المتعارف عليه، ويمكنك أن تبدع بشكل ليس له مثيل، وهذا بالفعل ما تقوم به هيئة الترفيه السعودية تحت رئاسة معالي المستشار تركي آل الشيخ، والذي يواصل الليل بالنهار، ليس من أجل تقديم الترفيه للمواطنين فحسب، وإنما تقديمه في أبهى صورة.
إن صح لنا أن نبتكر شعارا يعبر عما عليه فعاليات الترفيه في المملكة، فربما سنقول “ابق مكانك فالعالم كله قادم إليك”، وهذا بالفعل ما يتم، فكل فعالية تعرفنا عن جديد الإبداع في العالم وعن صورة ما لإحدى الثقافات، وهذا مهم جدا في تلك المرحلة التي تمر بها المملكة، أعني هنا مرحلة الانفتاح على العالم وعدم الخوف منه، وتحرير الإبداع والفن، والاستفادة من تجارب الآخرين في شتى المجالات.
صناعة الترفيه لا تتوقف أهدافها عند مجرد إمتاع الجمهور السعودي وإدخال الفرحة على قلبه، وإن كان هذا الأمر غاية إنسانية كبرى، توجه في سبيلها جزء كبير من الجهود، بل تمتد أهداف الترفيه إلى أن تصبح السعودية مركزا إقليميا بل عالميا رائدا في مجال الترفيه، الأمر الذي سيساهم في تنشيط حركة السياحة الخارجية القادمة إلى المملكة، مما يترتب عليه استفادة اقتصادية مؤثرة وسير فعلي في اتجاه تنويع مصادر الدخل القومي بما يحقق رؤية المملكة ٢٠٣٠.
على جانب آخر، نرى جميعا أن هيئة الترفيه لا تقتصر فعالياتها على مجرد عروض معروفة تقليدية، وإنما أساس اختياراتها هو التنوع والإبداع، لذلك لم يكن مستغربا أن تتضمن عروضها مسرحيات عربية، ذلك الفني الراقي الذي يكاد أن يختنق بسبب قلة صناعه وعدم وجود الدعم الإنتاجي الكافي له، الأمر الذي يعد بمثابة إحياء لهذا الفن، ودفعة قوية تحث المنتجين مستقبلا على إنتاج مزيد من المسرحيات.
الجانب التفصيلي للعروض الترفيهية أمر مهم جدا، لكن كما تولي هيئة الترفيه المضمون الإبداعي اهتمامها، تولي كذلك مسألة التقنية والوسائل أهمية موازية، وهو ما نراه واضحا في عديد من الفعاليات ضمن موسم الرياض، نخص بالذكر هنا “لونا سينما”، تلك السينما الشاعرية الحالمة، التي تلبي احتياجات الناس، حيث لا سقف يقف ضد الأحلام، بل سماء تتلألأ بالنجوم من فوقك، ووسائل ترفيه وراحة مثالية، الأمر الذي يمنح المشاهد تجربة مشاهدة خارجية ممتعة، قلما أن تتوفر في أي مكان في العالم، وهو ما انعكس على الإقبال الجماهيري، الذي يجيء على أشده خصوصا في ظل الأجواء المناخية المناسبة.
خلقت “الترفيه السعودية” حالة جديدة في المجتمع، حالة ملؤها الفرحة والسعادة والإقبال على الحياة، وهو ما تجاوب معه عشرات الآلاف من المواطنين، الذين باتوا أمام خيارات كثيرة للترفيه، خيارات تطوف بهم وتريهم العالم بعين مبدعة وهم في قلب المملكة دون حاجة للانتقال أو السفر.