عوض العمري
تم افتتاح أول دور السينما السعودية بعد سنوات طويلة من سيطرة الغلو والتشدد على المظهر الاجتماعي السعودي، وتلك إحدى بوادر رؤية 2030، وتعتبر صناعة السينما إحدى الروافد للاقتصادات العالمية، حيث من المتوقع أن ترتفع إيرادات شبابيك التذاكر من 38 مليار دولار في عام 2016 إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2020، بحسب إحصاءات موقع الأبحاث STATISTA. وفي ظل رواج كبير لدور السينما بجميع أنحاء العالم فقد تجاوزت مبيعات التذاكر بالولايات المتحدة الأميركية في 2016 مليارا و200 مليون تذكرة محققة.
تحقق دور السينما أرباحا عالية جدا، وتأتي الأرباح بالمقام الأول من:
1- الإعلانات المصاحبة لعرض الأفلام.
2- المشروبات والمأكولات، حيث يبلغ هامش الربح حوالي 35%3- عرض الأفلام التي تعتبر الأقل ربحا، لأن 90% من دخل عرض الأفلام يذهب للأستوديوهات المنتجة، وتختلف أسعار التذاكر من دولة لأخرى، حيث يبلغ معدل التذاكر في الولايات المتحدة الأميركية حوالي 8 دولارات حسب أرقام الجمعية الأميركية لمالكي دور السينما، عربيا تحتل عمان صدارة العواصم العربية بأسعار التذاكر بمعدل 14 دولارا، تليها بيروت بـ12 دولارا، ثم الكويت بـ11 دولارا ثم دبي بـ10 دولارات، مرورا بالبحرين بسعر 7 دولارات، والقاهرة بمعدل سعر 4 دولارات ونصف الدولار، وتعد تونس الأرخص عربيا، حيث يبلغ معدل سعر التذكرة دولارين ونصف فقط.
أعلنت الشركة المشغلة لدور السينما بالمملكة عن أسعار تذاكر تعتبر ضمن قوائم الأغلى عالميا بحوالي 20 دولارا للتذكرة، ناهيك عن المصاريف الأخرى التي يتكبدها المشاهد إلا إذا أراد دخول السينما «صائما» عن الأكل والشرب. مما لا شك فيه وجود النهم الشعبي للترفيه وعن استغلال لهذا النهم، بدءا من أسعار الحفلة «الشيرينية» الشهيرة التي قاربت أسعار تذاكرها العشرة آلاف ريال قبل إلغائها بعد موجة الانتقادات ، ومرورا بأسعار جميع الفعاليات الترفيهية التي تتجاوز المتوسطات الخليجية وربما العالمية بمراحل، لا نلوم «الكاوبوي» الأميركي المشغل للسينما، فهو باحث عن الربح، ولكننا نسأل الجهات القائمة على دور السينما أين المواطن البسيط من هذه المعادلة؟ بالتأكيد السينما ليست حصرا على الطبقة «العاجية» ومشاهير «السناب»، بل هي حق «إنساني» يجب أن يكون في متناول جميع الأطياف، ولفت نظري الفكرة «الألمعية» التي تبناها بعض المثقفين الذين يحثون على القبول بتلك الأسعار لإنجاح المشروع وإطفاء الأصوات المحاربة! وأعجبتني تلك الفكرة المذهلة وأقترح تبني المشروع بتسميته «الغلاء لمكافحة التطرّف» .
لا شك أن زرع الثقافة والتطوير لهي متطلبات أساسية تحتاجها العوائل السعودية، ولكن الثقافة يجب ألا تكون باهظة الثمن ومثقلة لكاهل المجتمع، وكنت أنتظر تذاكر سينما ومدن ألعاب وحفلات شبه مجانية، كتعويض عن عقود عجاف مرت علينا.
المصدر: الوطن أون لاين