سوليوود (وكالات)
السينما الأميركية كانت ومازالت هي السينما الأهم بين كل سينمات العالم ، وبقدر ما يتم استثماره سنويا في هذه الصناعة أكثر من عشرة ملايين دولار سواء في مجال إنتاج الأفلام وما يصاحبها من صناعات مرافقة في مجالي الصوت والصورة ، ومع تنامي وسائل الاتصال يزداد الاستثمار السنوي كل عام ، وتنجح السينما الأمريكية في كسر الحواجز وعبور السدود والتحليق في سماوات المشاهدة العالمية ، مع تقديم كل جديد وساحر في مجال الترفيه والتسلية .
نشرت صحيفة فانتازيا برس أن الحديث عن الفيلم الأمريكي هو حديث عن عشرات السنين من البحث الدائم عن أفضل السبل لكيفية جذب انتباه المشاهد ، ولم تتوان الشركات الكبيرة المستثمرة والعاملة في مجال السينما ، عن تقديم كل التضحيات والتسهيلات لتحقيق الهدف ، ألا وهو المشاهد دائما على حق ولابد أن نقدم له كل ما يرغب ، وقد استدعى ذلك أن تنطق السينما بعد أن كانت صامتة ، وأن تتلون بعد أن كانت باهتة ، وأن تتجاوز حدود المكان والزمان بعد أن ظلت ولفترة طويلة لصيقة بتسجيل حوادث الواقع الحالي أو حوادث التاريخ القريب .
وبداية من عشرينات القرن المنصرم ومع ظهور هوليوود كمدينة الخيال والأحلام وكمصنع للسحر والجمال والأفلام ، استطاع صانعو الفيلم الأميركي وبالتدريج اكتشاف سر الخلطة التي تؤدي للنجاح ، وبالتدريج أيضا ظهرت أجناس الفيلم الأميركي المختلفة مثل الأكشن والويسترن والكوميدي والاستعراضي ، ومع تنامي رؤوس الأموال العاملة في مجال السينما ،
ومع تنامي الخبرات والتقنيات ، ومع اصطياد المواهب والكفاءات من كل بلدان العالم ، كان للفيلم الأميركي أن يحتل مرتبة الصدارة في شباك التذاكر العالمي ، وكان له أن يحقق النجاح تلو النجاح ليؤكد على مكانته المرموقة لتوفير البهجة والتسلية.
وبغض النظر عن الأفكار والاراء التي ظهرت بين الحين والحين عن طبيعة بعض الاتجاهات في السينما الأمريكية . وعن سوء نية بعض ما تحتويه الأفلام تجاه الآخر غير الأميركي ، وبغض النظر عن الأهداف القريبة أو البعيدة التي ترمي إليها بعض الأفلام الأخرى في تكريس صورة الأميركي البطل الذي لا يقهر ، فإن دائرة الخلاف تتراجع عندما يتم تقييم الموروث السينمائي الأميركي بطريقة محايدة وموضوعية ، ويعني ذلك أن هناك قضايا كثيرة جدا يمكن الاختلاف بشأنها في ما يخص الفيلم الأميركي من حيث الشكل والموضوع والوظيفة ، لكن من الصعب تجاهل ما قدمته هذه السينما للثقافة العالمية ولتاريخ نمو العقل البشري على مر العقود .
بجانب الأفلام الكوميدية الهابطة كانت هناك أفلام شارلي شابلن وروبن ويليام وايدي ميرفي ، وبجانب أفلام العنف المجاني والجريمة ، كانت هناك إبداعات روبرت وايز وميلوش فورمان الموسيقية ، وبجانب أفلام البطل الفرد الذي لا يهزم ، ظهرت أفلام أوليفر ستون التي تقدم البطل العصري المريض والمهزوم ، ويعني كل ذلك أن في تاريخ السينما الأميركية جزءا كبيرا من تاريخنا شئنا أم أبينا ..يعني ذلك أن في تاريخ السينما الأميركية جزءا مهما له صلة بكل البشر في كل أنحاء المعمورة.