سوليوود (أبها)
أعاد قرار السماح بترخيص دور السينما ذاكرة أهالي عسير إلى ما يقارب الخمسين عاماً، عندما احتضنت أبها في بداية الستينيات الميلادية عروضاً متعددة للسينما، انطلقت من وسط أبها وتحديداً بساحة البحار أمام مبنى إمارة منطقة عسير، حيث تم إنشاء دار للسينما بشكل متواضع واجتمع فيها الأهالي فترات المساء في حينها، وذلك ضمن معرض لشركة أرامكو. وقدمت سينما أبها في ذلك الوقت أفلاماً تثقيفية وتوعوية واجتماعية كان منها أفلام عن فتح الرياض على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأيضاً عن التوعية الصحية والزراعية وغيرها من الجوانب العامة في حياة إنسان ذلك الوقت.
وعلى ضوء ذلك كشفت ” جريدة الرياض” عن أحمد نيازي موثق تاريخ عسير الثقافي والاجتماعي والمصور الفوتوغرافي خلال حديثه عن سينما أبها القديمة أن أبها عاشت السينما منذ ما يقارب الخمسين عاماً، ابتداء من ساحة البحار ثم سينما نادي الوديعة، وكذلك العروض السينمائية بمتنزه الثميري بالقرب من دوار القصبة السابق شرقي أبها. وقال نيازي: “كنت بائعاً لتذاكر سينما نادي الوديعة وذلك في عمر الـ 18عاماً باعتبار أنني حينها لاعب سلة بالنادي وعملت في بيع التذاكر وذلك تحديداً في عام 1396هـ وكانت قيمة التذكرة خمسة ريالات”.
وأضاف: “فيما كانت العروض السينمائية التابعة لشركة أرامكو عام 1389 هـ في وسط أبها بساحة البحار، ويذكر أن مشغل السينما ذلك الوقت هو حسين الأشول مدير الزراعة في حينها”. وذكر نيازي أن من الأفلام المعروضة تلك الفترة كل من فيلم فتح الرياض على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وفيلم حمد والجوهرة وهو تثقيفي عن الكرم، إضافة إلى الأفلام التثقيفية. مضيفاً: “عروض السينما كانت ممتدة على مدى أسبوعين ويصل عرض الفيلم الواحد إلى ثلاث ساعات من بعد صلاة العشاء في أبها”. مؤكداً أن العروض السينمائية كانت موجودة بداية التسعينيات الهجرية وتحديداً عام 1394هـ، واستمرت أبها مع تلك العروض إلى أن تم البث التلفزيوني عبر محطة تلفزيون أبها عام 1397 هـ، “وكانت هذه العروض تجد إقبالاً كبيراً من أهالي عسير ولم يقتصر ذلك على فئة معينة بل كان الكثير يتابعونها برفقة عوائلهم”. إلى ذلك يقول أحمد عبدالله عسيري: إن هذه الصالات موجودة حتى الثمانينيات من القرن الماضي، مستعيداً شريط ذكرياته إلى تلك الأيام التي كان يأتي إليها من قريته البعيدة مشياً على الأقدام، وذلك لمشاهدة تلك العروض مع أشخاص جاؤوا من القرى المجاورة، تتجاوز أعدادهم حينها الثلاثمائة شخص في العرض الواحد. ويستطرد عسيري قائلاً: “كان يوم الخميس هو اليوم الرئيسي لعروض السينما في وسط أبها، ما جعله أفضل الأيام بالنسبة لي وللشباب الذين يشاركونني ذات الاهتمام”. مضيفاً أنهم كانوا يجتمعون بعد عرض الفيلم ليتناقشوا بشأنه ويتبادلوا الآراء حوله، وأوضح أن نادي الوديعة كان يعرض أفلاماً بصفة دورية في فترة رئاسة مدير التعليم آنذاك محمد صالح الفواز رحمه الله. منوهاً بتعاون المدينة العسكرية مع النادي في منحهم عدداً من الأفلام منها العربية والمترجمة التي كانت مجازة من قبل وزارة الإعلام. من جانبه يرى أحمد سروي مدير جمعية الثقافة والفنون بأبها أن السينما باتت اليوم وسيلة توعوية وتثقيفية وأيضاً ترفيهية، مشيداً في الوقت ذاته بقرار السماح لإنشاء دور مخصصة لها. وقال: “هي أفضل وأكثر سلامة من البث الفضائي المفتوح أو حتى من المواقع الإلكترونية، وغيرها التي تنشر أفلاماً قد تكون سيئة وغير مقبولة”. فيما وعد سروي أن الجمعية سيكون لها حضور مميز في تقديم العديد من الأفلام الهادفة عبر ما تمتلكه من أماكن مجهزة بإمكانات عالية بمقر الجمعية بأبها.