Catherine Bray
أنت شاب بلا هموم، تتجول في أفضل سيارة لوالدك. فجأة، تقفز امرأة شابة ملفوفة بالضمادات من أثر الجروح إلى سيارتك المستعارة، وهي في حالة من الذعر وغير قادرة على الكلام. ماذا ستفعل؟ يواجه المراهق رومان (ميلتون ريش) هذا الموقف المقلق، وتبدأ بذلك تجربة رائعة مليئة بالتوتر والتقلبات. ينجح المخرج ديفيد مورو في الحفاظ على إحساس قوي بالزخم، حتى وهو يتجاوز أكثر الروايات تعقيدًا.
يساعد هذا الإحساس بالزخم على اختيار تصوير الفيلم بلقطة واحدة، أو بالأحرى، بمظهر لقطة واحدة؛ إذ توجد نقاط انضمام، ولكن كما في فيلم هيتشكوك “Rope”، يتم إخفاؤها إلى أقصى حد ممكن. لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى ندرك أن هناك نوعًا من تفشي الفيروسات يحدث، ربما مشابهًا للفيروس الذي عانى منه البشر في فيلم “28 Days Later”. ندرك هذا قبل رومان بقليل، مما يمنح الفيلم الفرصة لتحويل حفلة منزلية إلى حدث ينتشر فيه الفيروس بشكل واسع.
لا تعكس أي من تفاصيل الحبكة الأسلوب والتميز المذهل لفيلم “MadS”، الذي يميزه عن غالبية أفلام الرعب ذات الميزانية المنخفضة. يتميز عمل الكاميرا الماهر لفليب لوزانو بسلاسة رائعة، وفي بعض الأحيان يتحول إلى باليه حركي. رغم أن هذا الإصدار مخصص للبث المباشر، فإن الحرفة المعروضة تستحق حقًا أن تُشاهد على الشاشة الكبيرة. في الوقت نفسه، لا يفقد الأسلوب البصري إحساس الفورية الفوضوية، مما يمنحك شعورًا بأنك موجود مع الشخصيات في أكثر الليالي جنونًا (وغالبيتها الأخيرة) في حياتهم.
يتناسب فيلم “MadS” مع نوع الزومبي، الذي يتمتع بتاريخ غني من النهايات الحزينة، بدءًا من “Night of the Living Dead”. يكرم “MadS” هذه التقاليد بطريقة مثيرة للاهتمام. رغم وجود شعور قوي بأن هذه ليست قصة تقليدية تنتظر فيها الأبطال على الجانب الآخر من التل لإنقاذ الموقف، فإن الفيلم يتمتع بقدر كبير من الطاقة، مما يجعل نغمة الفيلم بشكل عام منعشة. إنها سينما نيهيلية مبهجة، وعودة مرحب بها لـ”مورو” إلى أسلوبه السابق.
المصدر: The Guardian