سوليوود «خاص»
تهتم السينما السعودية المتنامية بشكل سريع بأكتشاف المواهب الفنية ودعمها من جميع الفئات العمرية مستهدفة بذلك ضخ دماء متألقة وجديدة للقطاع، والتي جاء في مقدمتها الممثلون الأطفال الموهبين، والذين شاركوا في أعمال سينمائية عدة وأثبتوا تمكنهم وتفوقهم خلال تجسيدهم لأدوار عميقة ومميزة في أفلام تنوعت حباكتها بين الدراما الاجتماعية والكوميديا والأعمال الإنسانية. نرصد خلال السطور التالية قائمة تضم 4 أفلام سعودية شارك في بطولتها «أطفال»، حصدت نجاحًا واسعًا وأثني عليها النقاد وووقع عليها الاختيار للمشاركة في المهرجانات العالمية، ومنها: «هجّان»، و«وجدة».
«طريق الوادي»
أبدع الطفل السعودي والممثل الموهوب «حمد فرحان»، الذي يبلغ من العمر 11 عامًا خلال مشاركته في بطولة هذا الفيلم التشويقي السعودي، حيث لعب شخصية الطفل «علي» الذي يعاني من متلازمة الصمت، فبعد أن ضلّ طريقه أثناء توجهه لرؤية طبيب في قرية مجاورة رفقة والده، ينتهى به المطاف وحيدًا في مكان ناءٍ، إلا أن سلسلة العقبات والتحديات لم تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره؛ حينها فقط اُدركت عائلته أن ما يعانيه علي ليس عائقا وإنما ميزة، منحته سيلا من الخيال والتخيّل؛ حيث تدور الحبكة حول والد الطفل المصاب بالتوحد، والذي يقرر إخضاع ابنه للعلاج تحت إشراف معالج شعبي خارج القرية؛ لتبدأ التحديات والعقبات التي تواجه الأب والابن في رحلتهما، والتي كشفت عن الذكاء الفطري للطفل المريض.
المشاركة في الإعلانات كانت نقطة انطلاقة «حمد»، ومن ثم المشاركة في مسرحية خاصة باليوم الوطني، وانطلق إلى تجارب أداء للفيلم، وتمت إتاحة الفرصة له للأنطلاق في المجال الفني بشكل موسع من خلال هذا الفيلم الذي حصد نجاحًا بالغًا على مستوى النقاد والجمهور.
فيلم الدراما والتشويق السعودي الذي تم عرضه في عدة مهرجانات سينمائية منها: مهرجان مالمو السينمائي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، هو من بطولة: حمد فرحان، ونايف خلف، وأسيل عمران، وشيماء طيب؛ ومن إخراج: خالد فهد.
«وجدة»
بطلة هذا العمل هي الطفلة «وعد محمد»، التي نجحت في تقديم دورًا استثنائيًا وخاصًا، حيث جسدت دور الطفلة وجدة، خلال حبكة الفيلم الدرامي والإنساني الذي يستعرض قصة «وجدة» وهي طفلة سعودية تُشارك في مسابقة لتلاوة القرآن في مدرستها من أجل جمع الأموال المتبقية التي تحتاجها من أجل شراء الدراجة الخضراء التي جذبت اهتمامها في أحد المتاجر. فاز الفيلم بالعديد من الجوائز في مهرجانات الأفلام حول العالم عُرض الفيلم لأول مرة في الدورة الـ69 مهرجان البندقية السينمائي وحاز فيه على ثلاث جوائز وهي جائزة سينما فناير لأفضل فيلم وجائزة الاتحاد الدولى لفن السينما وجائزة انترفيلم. وعُرض كذلك في الدورة التاسعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي وحاز على جائزة المهر العربي لأفضل فيلم روائي ولأفضل ممثلة لوعد محمد. رُشح الفيلم أيضا لنيل جائزة البافتا لأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام الـ67.
العمل الذي يعد أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية، هو من بطولة: وعد محمد، وريم عبد الله، وعبد الرحمن الجهني، وسلطان العساف؛ ومن إخراج: هيفاء المنصور.
https://www.youtube.com/watch?v=uL7QqI7-XFM
«سومياتي بتدخل النار؟»
ينضم هذا الفيلم السعودي لقائمة الأعمال المميزة التي حققت نجاحًا محليًا وعالميًا، وبطلته طفلة في السابعة من عمرها تُدعى ليان، والتي تلعب دور الراوي خلال الأحداث وتفتتح العمل بطرح جملة من الأسئلة، فتقول «ماما.. هذول يدخلون النار؟». وبعد أن تحصل على الإجابة، تكمل «وإحنا ندخل الجنة».. فيأتيها الجواب من والدتها «نعم.. لأننا مسلمون.. والمسلمون يدخلون الجنة»، وسومياتي، هي العاملة المنزلية اسمها ليس سومياتي، تقول الصغيرة «سموها سومياتي لأن جدي ما يعرف ينطق اسمها، ومو فاضي يحفظ أسماء جديدة». هكذا يمضي الفيلم، ساردا معاناة «سومياتي» بصوت وتساؤلات طفلة السابعة، حيث تركز الأحداث على الأم عديمة الرحمة كثيرة الشك في «سومياتي» المغلوبة على أمرها، وبالفطرة الإنسانية تتساءل الطفلة: «سومياتي التي تنظف وتطبخ وتخدم بلا كلل أو ملل، بتدخل النار؟». وفجأة تطرح السؤال المدوي، «سومياتي بتدخل النار؟».. لكنها هذه المرة لا تحصل على إجابة، وهي تسرد قائلة «لم يجبني أحد.. كلهم كانوا مشغولين».
الفيلم الذي حصل على جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان «Gold Movie awards Goddess Nike» الدولي للأفلام، كما فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي للطلاب في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام المستقلة، هو من بطولة: وليان، سيتي بت بايدي، وهند محمد، وحسام بخش، وإبراهيم الرويشد؛ ومن إخراج: مشعل الجاسر.
«هجّان»
الطفل السعودي عمر العطوي، هو بطل هذا الفيلم؛ والذي قدم خلاله دور«مطر»، الذي تدور أحداثه العمل حوله حيث يواجه هذا الطفل بمفرده مآسي عائلية عدّة، من بينها وفاة شقيقه الأكبر «غانم». الحدث المؤسف الذي يصيب العائلة، يدفع «مطر» اليتيم واليافع إلى خوض رياضة سباق الإبل لتفادي خسارة ناقته الغالية جداً على قلبه «حفيرة»، والتي يريد التاجر الجشع «جاسر» الاستيلاء عليها. يُدخله هذا التحدّي الأكبر من سنّه في دوّامةِ صراعٍ من أجل البقاء، وهو الفتى الطريّ العود وسط أشخاصٍ يتفّوقون عليه خبرةً وقوةً بدنيّة. وحصد الطفل عطوي عن دوره خلال العمل على جائزة «أفضل ممثل» من المهرجان السينمائي الخليجي بدورته الرابعة، وجائزة «النخلة الذهبية لأفضل ممثل» في الدورة العاشرة من مهرجان أفلام السعودية 2024 .
شهد العمل عرضه العالمي الأول في الدورة الثامنة والأربعين من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في سبتمبر 2023 وتفاعل معه الجمهور بالحضور الكثيف والتصفيق الحار، وهو من بطولة: عبد المحسن النمر، وعمر العطوي، وإبراهيم الحساوي، و عزام نمر، وشيماء الطيب؛ ومن إخراج: أبو بكر شوقي.