Cath Clarke
تذهب الشقيقتان ساريتا وبيا للاستمتاع بأجواء أحد النوادي الليلية. ولكن، سرعان ما تتحول الأمسية إلى مواجهة عاصفة بينهما، تنتهي بهروب بيا الغاضبة. صباحًا، استيقظت ساريتا على هدوء مخيف، فسرير أختها كان فارغًا..
هكذا يبدأ هذا الفيلم الغواتيمالي بطيء الإيقاع، والذي يركز على أعماق النفس البشرية أكثر من كونه فيلم إثارة وتشويق. تقدم لنا الممثلة الموهوبة كارين مارتينيز أداءً مبهرًا في دور ساريتا، الفتاة العاقلة التي تجد نفسها فجأة في دوامة من القلق والخوف بعد اختفاء أختها المتهورة، بيا «باميلا مارتينيز». تشك ساريتا في أن اختفاء بيا له علاقة بالرجل الذي كانت تواعده سرًا، والذي كان متورطًا مع عصابة مخدرات.
استقبل مركز الشرطة بلاغ ساريتا عن اختفاء أختها بلا مبالاة. الضابط المسؤول لم يكلف نفسه عناء النظر إليها، مكتفيًا بنصيحة باهتة بالصلاة. في يأسها، قررت ساريتا أن تأخذ الأمور بيدها وتتسلل إلى عالم العصابة التي ينتمي إليها صديق بيا، أندريس «رودي رودريغيز».
داخل هذا العالم المظلم، وجدت ساريتا شبابًا بالكاد بلغوا سن الرشد، يحيطون بزعيمهم الوحيد الذي يبدو أكبر منهم بكثير. المخرج جاستن ليرنر، بدقة اختياره، أمضى عامًا كاملاً في البحث عن وجوه جديدة لتجسيد شخصيات أفراد العصابة. العديد منهم لديهم تجارب سابقة مع العصابات، مما أضفى على أدائهم مصداقية مدهشة.
لم يكن هؤلاء مجرد ممثلين يجسدون دورًا، بل كانوا أشخاصًا حقيقيين يحملون قصصًا حقيقية. لقد تمكنوا من نقل المشاهد إلى قلب عالم العصابات، بعيدًا عن الصور النمطية. ففي أعين هؤلاء الشباب، نرى انعكاسًا لمجتمع مهمل، حيث القوة والعنف هما السبيل الوحيد للبقاء.
ومع ذلك، تتألق كارين مارتينيز في تجسيد شخصية ساريتا، حيث تُبرز بوضوح تصلبها وتوترها في مواجهة تحديات حياتها الجديدة. يظهر ذلك جليًا في المشهد الذي تتخفى فيه لجذب انتباه رجل العصابة المخيف. نظراته الثاقبة وعضلاته المتوترة وسكونه المهيب تجعله يشبه وحشًا كاسرًا يستعد للفريسة. تتقن مارتينيز أداء هذه اللحظات الحاسمة، فبينما تحاول إخفاء خوفها خلف قناع التحدي، تظهر ومضات من الرعب في عينيها. المشهدان اللذان يتبعان ذلك مثيران بشكل كبير، يصعب النظر بعيدًا عنهما، ولكنهما يظلان محفورين في الذاكرة. مع ذلك، يخفت الإثارة في النصف الثاني من الفيلم، مما يشعرنا بأنه لو تم حذف 20 دقيقة منه لكان أفضل.