سوليوود «خاص»
يطلق مصطلح «السينما التعبيرية الألمانية»، على أهم الحركات السينمائية التي ظهرت في ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى في مطلع القرن العشرين والتي استوحت أساليبها ومحاورها الأساسية من المدرسة التعبيرية، وضمت بجانب السينما فنون المسرح والتصوير والرسم والنحت والتصميم المعماري. ويعتمد صناعها على توظيف الخيال بشكل خارق للعادة، وتصويرها للحظة ما بعيون ناقدة للواقع؛ إذ اعتمدت على أسلوب سينمائي جديد يقدم أعمالًا بسيطة وجريئة في إطار موضوعات الجريمة والخيانة والجنون والأجواء السريالية والشخصيات غير العادية.
عناصر أساسية
تهتم كذلك هذه المدرسة السينمائية بعنصر المفاجأة في الحبكة الذي يزيد من حماس الجماهير للمتابعة ومعرفة نهاية الأحداث. كما تعتمد بشكل أساسي على المصورين ومصممي الديكور والمكياج؛ فهم الذين شكلوا التعبيرية في السينما. ويشترك المذهب التعبيري والسينما التعبيرية في مجموعة عناصر متشابهة، منها: المدينة والشارع، وتوظيف فكرة الرجل الآلي، والظل الذي يعبر عن أزمة الهوية، والتمرد الأخلاقي، ومناهضة للبرجوازية. كما تعتبر زوايا الكاميرا غير العادية وتباين الإضاءة الحاد والظلال والألوان من أهم عناصر هذه الحركة.
التعبيرية الألمانية وهوليوود
لم تقتصر هذه المدرسة السينمائية على الفنون في ألمانيا فقط، بل شكلت جزءًا مهمًا من أفلام هوليوود، وذلك بعدما فرَّ كثير من صناع السينما في ألمانيا إلى أميركا هربًا من أهوال الحرب، وكان من بينهم المخرج فريتز لانج، وتود بروانيغ، وألفريد هيتشكوك، الذين بدورهم قدموا كثيرًا من الأفلام التعبيرية الألمانية في هوليوود والتي تميزت بأجوائها القوطية القاتمة والصدمات الجنونية التي ميزتها عن غيرها من الأعمال.
أبرز أفلام الحركة
«The Cabinet of Dr. Caligari»:
يعد أول فيلم تعبيري، وصدر عام 1920، للمخرج روبرت فيني. وتتبع حبكته فرانسيس، وهو شاب يستعيد في ذاكرته الذكريات الرهيبة التي خاضها مع خطيبته جين؛ حيث زار فرانسيس وصديقه آلان المعرض السنوي هولستنويل؛ لحضور عرض الدكتور كالجيري غريب الأطوار، الذي يستعين في عروضه بسيزار الذي يتحرك وهو نائم.
«Dracula»:
الفيلم الأميركي الخارق للطبيعة الذي صدر عام 1931، وأخرجه وشارك في إنتاجه أحد رواد هذا المذهب السينمائي وهو تود براونينغ. ويصور العمل الكونت دراكولا، مصاص دماء يهاجر من ترانسيلفانيا إلى إنجلترا ويفترس دماء الضحايا الأحياء بصورة بشعة.
«Metropolis»:
هو فيلم سينمائي ألماني صامت صدر عام 1927، وتتحدث قصته عن المستقبل الغامض عام 2026، وتجارب البشر واختراع امرأة آلية من قبل الطبيب المجنون وذلك عن طريق الصعق بالكهرباء، وهو من إخراج: فريتز لانغ.
«Beetlejuice»:
ينتمي هذا العمل للحركة التعبيرية، وهو فيلم أميركي كوميدي عن عائلة تواجه حياتها بعد الموت. وتدور أحداثه حول زوجين سعيدين يتعرضان لحادث سيارة قاتل وينجوان منه ويعودان إلى منزلهما، ويكتشفان أنهما شبحان. بعد فترة يُباع منزلهما ويقرران إخافة الملاك الجدد. وهو من إخراج أحد رواد الحركة التعبيرية الألمانية تيم برتون. حقق الفيلم إيرادات وصلت إلى ثمانين مليون دولار أميركي رغم تكلفته المنخفضة. وفاز بجائزة أوسكار أفضل مكياج فني. وتم تحويله فيما بعد لمسلسل كارتون يحمل نفس الاسم.