سوليوود «خاص»
يعبر مصطلح السينما الثالثة عن حركة أفلام بدأت في الظهور في أواخر الستينيات من القرن العشرين، وسعى صنَّاعها لتقديم أفلام تحمل أهدافًا ورسائل اجتماعية تسعى لتغير واقع الشعوب للأفضل، وتعبر عن طموحاتهم لمستقبلهم وترفض الرأسمالية والاستعمار؛ إذ طرحت نفسها كنموذج ثالث مقابل السينما الاستهلاكية الأميركية والذاتية الأوروبية، التي كان من أبرز أهدافها الترفيه وتحقيق الربحية الإنتاجية، على عكس صنَّاع السينما الثالثة الذين استهدفوا تقديم تجارب مستوحاة من تصوير الواقع وسعوا لكشف الحقائق دون تزييف وزيادة وعي الجماهير، وإشاركهم في صناعة الواقع والمستقبل.
تاريخ الحركة السينمائية
يعد السينمائيان الأرجنتينيان «فرناندو سولاناس»، و«أوكتاڤيو گتينو»، من مؤسسي هذه الحركة، وقد نشرا بيان السينما الثالثة في عام 1969 تحت عنوان «Para Cinema Terzo» وقد صدروه بعبارة تقول: «يجب أن نناقش، يجب أن نبتكر». ورفض البيان كلًا من السينما الاستهلاكية الأميركية وسينما الذات الأوروبية التي تقوم على التعبير الذاتي، ودعا إلى تقديم سينما جديدة يمكنها منافسة السينما الهوليودية، وتحريك الذوق الجماهيري والثقافة العامة نحو واقع جديد، وذلك من خلال صناعة أفلام تعبر عن تجارب جماهير منطقة معينة وصناعة نظام جديد لتوزيع الأفلام وعرضها، يتخلص من الشبكات التقليدية في المدن، ويعتمد على المبادرات الجماعية وعلى البحث عن وسائل جديدة للعرض في الجامعات والمصانع والساحات الشعبية في المدن الصغيرة. وتقدم السينما الثالثة أفلامًا تسجيلية وروائية ذات طابع خاص تستعرض موضوعات جريئة وجديدة وتجارب تتحرر من سطوة تدخل المنتجين في الفيلم، وتحديد أهدافه وإلغاء وحي وإبداع الكتَّاب؛ إذ أسست عصرًا تنويريًا جديدًا من الثقافة السينمائية المختلفة عن المعهود حينها.
أبرز أفلام السينما الثالثة
«Para Cinema Terzo»:
ينتمي هذا العمل لقائمة الأعمال التي تعبر عن السينما الثالثة، وهو فيلم غربي برازيلي صدر عام 1969، من إخراج جلوبر روشا، ومن بطولة كل من: موريسيو دو فالي، وأوديتي لارا، وأوثون باستوس.
«La hora de los hornos»:
أخرج هذا العمل مؤسسا الحركة وهما: أوكتاڤيو گتينو، وفرناندو سولاناس عام 1968. وهو يتناول من خلال الأسلوب الوثائقي التعليمي تاريخ النهب الاستعماري في أميركا اللاتينية. ويستخدم سولاناس في هذا الفيلم الخرائط والصور الفوتوغرافية والرسوم البيانية والإحصاءات والأرقام، مع تصوير مباشر تم سرًا، للتناقضات الاجتماعية والاقتصادية في الأرجنتين، يكشف واقع السيطرة والنهب والاستغلال من جانب الاحتكارات الاستعمارية لثروات القارة. وكان الفيلم يعرض في السر، داخل الكنائس والمصانع وساحات القرى النائية، بغرض نشر الوعي لدى الجماهير.
«Memories of Underdevelopment»:
قصة فيلم الدراما الكوبي مستوحاة من رواية للكاتب إدموندو ديسنويس بعنوان «ذكريات لا تطاق»، ويروي قصة حياة رجل كوبي يتنقل بين آرائه وذكرياته مع تزايد خطر الغزو الأجنبي وانتقال بقية أفراد عائلته إلى منطقة أخرى. كان هذا هو الفيلم الخامس للمخرج جوتيريز أليا، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية، ويقدم بطولته: سيرجيو كورييري، وديزي جرانادوس، وإسليندا نونيز.