تخيل إنتاج فيلم روائي طويل والحصول على دعوة للمشاركة فيه في مسابقة «مهرجان كان السينمائي». يا له من أمر رائع، أليس كذلك؟ أنت الأن في طريقك إلى شباك التذاكر. وبالنسبة لفيلم «Don’t Let the Angels Fall»، الخاص بالمجلس الوطني للأفلام في كندا NFB، هو أول فيلم درامي كندي طويل يتنافس في هذا المهرجان، فلم تسر الأمور بشكل جيد.
ألبرت أوهايون
أولاً، دعونا نبدأ بنبذة عن الفيلم. كتب تيموثي فيندلي هذا الفيلم استنادًا إلى قصة للمخرج جورج كازيندر، وتم تصويره في مونتريال في صيف عام 1968، بمشاركة الممثل الكندي آرثر هيل «الذي مثل في فيلمي The Andromeda Strain وHarper» الذي لعب الدور الرئيسي في الفيلم. كما تم اختيار شارون أكر وشارميون كينج وجونكاستنر «الذي استمر في إخراج الأفلام الوثائقية» للعب أدوار مهمة، بالإضافة إلى الممثلين مونيك ميركيور وميشيل ماني المقيمين في مدينة كيبيك.
تدور القصة حول رجل في منتصف العمر، بعد أن أقام علاقة غير شرعية، يجد أنه لم يعد قادرًا على التواصل مع زوجته وأطفاله أو حتى مع بقية العالم. بعد ذلك، تنهار الأسرة ويواجه كل فرد من الأسرة بعض المشاكل. وكان هذا الفيلم الأشهر في عصره. شهدت فترة ستينيات القرن العشرين العديد من الأفلام عن شعور الناس بالوحشة والبحث عن معنى الحياة في وسط مجتمع مادي للغاية.
كان موظفو المجلس الوطني للأفلام في كندا متحمسين بشدة عندما تمت دعوة فيلم «Don’t Let the Angels Fall» للمنافسة في «مهرجان كان السينمائي». أقيم العرض الأول في مهرجان كان في 12 مايو 1969، واستُقبل بحرارة. «كان الممثلون، الذين شاركوا في العرض، قلقين للغاية من ألا يُستقبل الفيلم بشكل جيد. حيث إنه في الليلة السابقة لعرضهم، استُقبل فيلما إيطاليا بصيحات الازدراء والاستهجان!».
كاستنر، الذي لعب دور الابن الأكبر، مايكل، يوثق أيضاً العرض الأول لصحيفة تورنتو. وقد كتب أنه عندما سار المخرج كازندر وفريق التمثيل على السجادة الحمراء في طريقهم إلى العرض، شعروا بالحرج لسماع المتفرجين يسألون «Qui sont ils؟ من هؤلاء؟»!!
استمر إحراج كاستنر عندما رأى نفسه على الشاشة الكبيرة يقوم بمشهد حميم، ثم قال: «كانت شفتاي كبيرة بحجم سفينة تيتانيك». وكان سعيدًا للغاية لأن والديه لم يكونا في المسرح ليشهدا ذلك. صفق الجمهور بحرارة للفيلم، لكن لم ينال الفيلم إعجاب النقاد. كما كانت المراجعات التي صدرت في اليوم التالي متنوعة وجيدة. حيث أصدرت مجلة Variety تقييمًا جيدًا للفيلم، ولكن وصفت غالبية المنشورات الفيلم بأنه ذات أسلوب منمق.
تصيد النقاد الكنديون الآراء السلبية ونقلوا أخبارها إلى الوطن. ولكن حتى مع الاراء السلبية، وافق ستوديو كولومبيا بيكتشرز على نشر الفيلم في كندا في الخريف، لكن تسبب هذا في بعض المشاكل غير المتوقعة.
لم يرغب قسم التوزيع الخاص بالمجلس الوطني للأفلام في كندا في إدراج هذا الفيلم في قائمة حفل جوائز الأفلام الكندية السنوي، الذي كان من المقرر عقده قبل أيام قليلة من إصدار الفيلم في تورنتو ومونتريال. حيث اعتقدوا أنه إذا لم يفز الفيلم بأي جوائز كبرى «متأثرًا بالآراء السلبية»، فسوف يقضي هذا على فرصة بيع تذاكره. لكن اعتقد آخرون في المجلس الوطني للأفلام في كندا أن هذا أمر مثير للسخرية. وفي النهاية، تقرر عدم تقديم الفيلم إلى جوائز السينما الكندية، لمنحه فرصة أفضل للنجاح.
تم عرض فيلم «Don’t Let the Angels Fall» في تورنتو في 24 أكتوبر «في دور عرض واحد» وفي مونتريال في التاسع والعشرين «في دورين». النتيجة: حقق نجاحًا كبيرًا في تورنتو واستمر عرضه لمدة أسبوعين في مونتريال «ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى مراجعة جيدة للغاية أصدرتها جريدة مونتريال ستار».
فيلم كان من المفترض أن يحقق النجاح، ولكنه خرج من دور العرض في غضون أسبوعين فقط. وعرضته كولومبيا في العديد من المدن الكندية الأخرى لمدة بضعة أشهر، لكنه لم يحقق نجاحاً كبيرًا.
فما السبب؟ هل فيلم «Don’t Let the Angels Fall» بهذا السوء؟ في الواقع، لا. فكما كتبت سابقًا، إنه فيلم يعبر عن عصره. فبرغم أن الطابع العام للفيلم كئيب، لكن التمثيل كان قويًا طوال وقت الفيلم بأكمله. وبالرغم أن منتصف الفيلم ممل بعض الشيء، إلا أنه ممتع بشكل عام. وأعتقد أن السبب في أن النقاد كان لديهم العديد من الآراء المختلفة عليه هو أن هذا فيلم فني مسرحي صغير.
حيث تم تصويره بالأبيض والأسود ولا يحتوي على أي نجوم ذوي شهرة كبيرة، لذا، فإن الإقبال على تذاكره كان قليلًا للغاية. وفي يومنا هذا، سيشق هذا النوع من الأفلام طريقه بسرعة إلى خدمة البث حيث سيتم تصنيفه على أنه فن مسرحي أو إنتاج مستقل وسيتمتع به الأشخاص الذين يبحثون عن هذه الأنواع من الأفلام.
وفي بعض الأحيان، لا يكون العرض الأول لفيلم في مهرجان مرموق هو أفضل استراتيجية. وكان هذا الحال بالنسبة لفيلم «Don’t Let the Angels Fall». فربما كان من الأفضل أن يكون عرضه الأول في مهرجان أصغر دون أضواء وسائل الإعلام الكبيرة.
أدعوكم لاكتشاف هذا الفيلم الروائي البسيط، ولكن الفريد من نوعه. الذي بُذل فيه جهدًا كبيرًا، ولذلك فإنني أحييه. استمتعوا به. «شكرًا جزيلًا لجون كاستنر على أفكاره وذكرياته».
المصدر: blog.nfb.ca