بعد فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان «Cannes» العام الماضي عن أدائه في فيلم Broker للمخرج كوريدا هيروكازو، يحدثنا النجم السينمائي الكوري عن التمثيل والسينما في وطنه، وكيف كان العمل مع المايسترو الياباني.
بقلم: توماس فلو
كان لسونغ كانغو دورًا مهمًا في السينما الكورية الجديدة منذ بداية الحركة في منتصف التسعينيات. بدأ مسيرته المهنية في الأفلام الأولى لهونج سانجسو ولي تشانغدونغ، قبل أن يصبح نجمًا بارزًا في أفلام بونج جون هو وبارك تشانووك. والآن ينضم إلى المؤلف الياباني كوريدا هيروكازو في فيلم Broker، حيث يلعب دور سانغيون، شخص يبيع الأطفال في السوق السوداء «ومن هنا جاء عنوان الفيلم». ومع ذلك، على الرغم من الفكرة الرئيسية المهمة للفيلم، فإن لحظات من الفرح الحلو والمر تميز هذه القصة الذي تدور حول مجموعة مختلفة من الأشخاص يصبحون عائلة مختارة تعيش في طرقات كوريا.
مجلة سايت آند ساوند: يتمتع سانغيون في فيلم Broker بعلاقة معقدة للغاية مع الأطفال – فهو أب و«وسمسار» في نفس الوقت. هل أثرت تجاربك الأبوية على أدائك؟
سونغ: أعتقد أن صناع الفيلم أرادوا أن يظهروا شيئاً أكثر عمومية عن التجربة الإنسانية من خلال شخصيتي، بدلاً من استكشاف الأبوة كهوية. تم بناء العلاقات «في الفيلم» لنقل سوء الحظ وعدم عقلانية الحياة. شخصيتي هي الأقل عقلانية – فالممثل حسن المظهر لن يكون مناسبًا لهذا الدور، فهو لن يكون منطقيًا. الممثل الذي يبدو عاديًا جدًا، مثلي، أكثر تأثيرًا في إيصال هذه [اللاعقلانية] إلى الجمهور.
كان العمل مع كوريدا هيروكازو في فيلم Broker أول عمل لك مع مخرج غير كوري. كيف كانت التجربة؟
لقد عرفت كوريدا منذ بعض الوقت – لقد التقينا كثيرًا وأعجبتني أعماله حقًا. لذلك عندما التقيت به لأول مرة، بدلاً من الشعور بالخوف قليلاً، شعرت وكأنني أعرفه. كان حاجز اللغة يمثل تحديًا بعض الشيء، ولكن نظرًا لأن اليابان وكوريا تشتركان في نوع من التفاهم العاطفي، فإن الأمر لا يختلف كثيرًا بين البلدين.
هل شعرت أن كوريدا لديه طريقة مختلفة في النظر إلى كوريا مقارنة بالمخرجين الآخرين الذين عملت معهم؟
يعرف كوريدا كوريا جيدًا، فهو يحب كوريا. لا أعتقد أنه كان يراها كغريب بأي شكل من الأشكال، فهو يكن احترامًا كبيرًا ويقدر الثقافة الكورية والطعام الكوري والمجتمع الكوري. لذا فأنا لا أعتقد أن ما يظهر في الفيلم – سواء المناظر الطبيعية أو طريقة بناء الإطار – تمثل نظرة شخص غريب عن المجتمع الكوري.
هل سترغب بالعمل بلغة غير لغتك الأصلية في المستقبل؟
بصراحة، أعتقد أن العمل باللغة الكورية فقط سيكون أفضل. أنا أؤمن بسرد القصص التي يمكن أن تكون عالمية لخلق التنوع لعشاق الأفلام في جميع أنحاء العالم، بدلاً من العمل بلغات مختلفة لخلق هذا التنوع – لا أعتقد أنني سأعمل بأعلى قدراتي بلغة مختلفة.
لقد فزت بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان، من بين جوائز أخرى، عن أدائك في فيلم Broker. ما هو شعورك عند الفوز بالجوائز؟
لقد كان ذلك شرفًا كبيرًا بالنسبة لي، وكانت من أجمل اللحظات التي عشتها في حياتي. لكن الممثلين لا يعملون من أجل الفوز بالجوائز، وأعتقد أن هذا ينطبق عليّ أيضًا. نحن ببساطة نواصل القيام بعمل جيد مع أشخاص جيدين- ثم نتلقى دعوات إلى كل هذه المهرجانات الرائعة ونتلقى هذا التشجيع الهائل من خلال الجوائز. إنها نقطة واحدة في عملية كبيرة، لكنها لا يمكن أن تكون الهدف النهائي للممثل. ومن المثير للاهتمام، نظرًا للتقدير المتزايد للسينما الكورية في الغرب، أن أفلام مثل Broker يمكنها الفوز بهذا النوع من الجوائز.
ما رأيك في السينما الكورية التي أصبحت الآن موضع تقدير في جميع أنحاء العالم؟ فهل تغير شيء ما، أم أن الغرب بدأ بإعارة الاهتمام للفن الكوري؟
بدأت العمل في كوريا في نهاية التسعينيات، أي منذ 25 عامًا الآن، وأعتقد أن هذا هو الوقت الذي بدأت فيه النهضة في السينما الكورية، عندما أصبحت مختلفة تمامًا عما كانت عليه من قبل. وأصبح المجتمع الكوري أكثر حرية سياسيًا وأقل قمعًا، وبالتالي أصبحت البيئة الاجتماعية أكثر إبداعًا. خلال هذه الفترة الزمنية، كان لدينا هؤلاء الكتاب والفنانين المبدعين الذين ظهروا لأول مرة في السينما الكورية – لي تشانغ دونغ، وبارك تشانووك، وبونغ جون هو، وكيم كيدوك، وهونغ سانجسو. لقد ظهرت لأول مرة كممثل في نفس الوقت تقريبًا. أعتقد أن هؤلاء الكتاب والفنانين المتحررين والمبدعين أضافوا حيوية ونشاطًا كانت السينما الكورية في أمس الحاجة إليها، وقد بدأ ذلك يؤتي ثماره، وازدهر حقًا في السنوات الخمس والعشرين الماضية.
المصدر: www.bfi.org