سوليوود «خاص»
يُعبر مفهوم «الحبكة»، في مجال صناعة الفن عن الأحداث المتسلسلة التي تتكون منها قصص الأعمال في السينما والدراما، وكذلك المسرح، وذلك من خلال عرضها ومعالجتها بطرق إبداعية يغلب عليها وحي وخيال المؤلفين، والتي تنجح دومًا في تحويل المألوف والنمطي إلى مُذهل، وتكون مترابطة بعضها ببعض بشكل منطقي ممتع للمتلقي، وتُظهر قصص الأعمال في قوالب فنية دراماتيكية جذابة؛ إذ يعتمد مؤلفو القصص في تقديم الحبكات على عدة أركان أساسية، ومنها التوازي وتشابه الشخصيات والأحداث بحيث تتمكن هذه الحبكة من إثارة حواس المشاهد حول عناصر معينة تجعل الأعمال ذات أبعاد فريدة وخاصة؛ ويمثل أيضًا تنسيق الحوادث وترتيب ظهور الشخصيات وطريقة تعريف الجمهور بها خلال طرحها ركائز هامة لإبداع الحبكات في صورة فريدة.
أركان أساسية
تعتمد الحبكة خلال إعدادها على أركان أساسية لا غنى عنها مهما اختلفت أنواع الحبكات؛ وتمثل المقدمة المثيرة والجذابة أبرز هذه العناصر التي تكون في الغالب عبارة عن لغز أو سؤال يتفاعل مع المشاهد ويبدأ في محاولة حله طوال الأحداث حتى يخبره مؤلف الحبكة عن إجابته في منتصف أو نهاية العمل حينما تتشابك الأحداث والشخصيات، وفقًا لطبيعة ونوع الحبكة التي ينتمي لها العمل. هذا، بجانب عنصر الصراع سواء كان بين الحق والباطل، أو الصحيح والخطأ في المجتمع، وفقًا للقوانين والأعراف وأطراف الحبكات دومًا مع إضفاء العناصر الجمالية واللمسات الفنية الأخرى التي تساهم في تواصل وتماسك السيناريو، حتى وإن كان يتم عرضه بطريقة الفلاش باك التي تتولد فيها الأحداث من الأقدم إلى الأحدث؛ ويعد الحفاظ على تتابع الأحداث وترابطها من خلال تحديد طريقة السرد من أهم أساسيات نجاح الحبكات؛ حتى لا يفقد المتابع سبيله ويشعر بالتيه وعدم وضوح القصة المطروحة خلال العمل. كما تعد الشخصيات من عناصر الحبكة الأساسية أيضًا التي تتمحور حولها القصص. وأخيرًا النهاية التي يختتم بها المؤلف حبكته وتأتي بعد وصول الأحداث إلى مرحلة الذروة، وغالبًا تكون صادمة أو بداية لقصة جديدة، ويتم تخصيص جزء كبير من الحبكة لهذا الركن الأساسي الذي يعول عليه كثيرًا صناع السينما لنجاح الأعمال؛ فحينما تنال نهاية الحبكات إعجاب المتلقي عندما تكون مقنعة ومعبرة عن مكنون القصص، ولا تستخف بذكائه، تساهم بشكل كبير في نجاح العمل.
أنواع الحبكات
الحبكة النمطية: يعتمد خلالها مؤلف الأعمال على سرد القصص بشكل نمطي ومألوف للجمهور؛ إذ يبدأ بطرح بسيط وهادئ للأحداث والشخصيات المترابطة والمتناسقة بعضها مع بض بأسباب مقنعة، ثم تبدأ الأحداث في التشابك وتتأزم الأمور بشكل صادم. وفي النهاية تبدأ في التفكك حتى ينتصر الخير على الشر.
الحبكة المتصاعدة: في هذا النوع من الحبكات يتم ترتيب المواقف وتتنامى الشخصيات الرئيسية فيها بترتيب زمني منطقي مؤثر برغم ظهور بعض العقبات في منتصف الحبكة؛ لكن في النهاية تصل هذه الشخصيات لأهدافها المنشودة، التي يشير إليها المؤلف في البداية، وتنهي الحبكة بسعادة.
الحبكة المعكوسة: ينجح فيها البطل الرئيسي الذي تدور حوله الحبكة في تحقيق أهدافه والوصول لقمم النجاح غير الحقيقي؛ حتى إذا بلغت القصة ذروتها يعود من جديد إلى مربع الصفر، وتدخل الأحداث في اتجاه جديد يأخذ المتلقي لجانب آخر، وكأنه يتابع عملًا جديدًا، وغالبًا يتم ترك النهاية مفتوحة خلال تقديم هذا النوع. ويلجأ صناع السينما لاعتماد هذا النوع من الحبكات لكسر حالة الملل والراتبة لدى الجمهور.